شهدت المملكة المتحدة اليوم تغييرا جديدا، حيث تم انتخاب أنس سروار رئيسا جديدا لحزب العمال الاسكتلندي، ليخلف ريتشارد ليوناردو ويكون بذلك أول مسلم يتولى زعامة حزب سياسي في بريطانيا.

من هو أنس سروار؟

وُلد أنس سروار في مدينة غلاسكو عام 1983، تخرج من جامعة غلاسكو، وعمل كطبيب أسنان في منطقة بيزلي لمدة خمس سنوات.

ترك أنس لاحقا العمل الطبي وانخرط في السياسة، حيث إن والده محمد سروار، كان أيضا أول عضو برلماني مسلم في المملكة المتحدة، بعدما شغل مقعد غلاسكو عن حزب العمال بين عامي 1997 و2010.

العمل السياسي

كان أنس عضوا في حزب العمال الاسكتلندي وهو في سن 16 عاما.

وفي عام 2010، أصبح سروار عضوا في البرلمان، وخلال الفترة بين 2011 و2014، انتخب نائبا لزعيم حزب العمال الاسكتلندي، وتولى مهمة تنسيق حملة الحزب خلال استفتاء الاستقلال، وكان ضمن معسكر غوردون براون الخاص بحزب العمال الجديد.

ومن بين المناصب البارزة التي تولاها خلال عضويته في البرلمان، هو أنه كان المتحدث باسم حزب العمال الاسكتلندي بشأن قضايا الصحة، ولعب دورا مهما في قضايا السلامة بمستشفى جامعة الملكة إليزابيث في غلاسكو والذي قاد إلى إجراء تحقيق عام في المسألة.

رفض بريكست

قبل انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، خاض عضو البرلمان الاسكتلندي معركة قوية للبقاء قبل الاستفتاء على الاستقلال في 2014، حيث كان يجوب اسكتلندا في حافلة مع نشطاء معارضين للاستقلال.

واتخذ عضو البرلمان موقفا حادا ضد احتمال إجراء استفتاء آخر على الاستقلال، حيث يعتبره أنه لا يتمتع بالمصداقية حيث ستنشغل البلاد بإعادة البناء بعد وباء كورونا.

وبعد أن فازت أليسون ثوليس من الحزب القومي الاسكتلندي بالمقعد المخصص لوسط غلاسكو في الانتخابات العامة في 2015، سلط سروار اهتمامه على البرلمان وانتخب كعضو في البرلمان في قائمة الحزب عن مدينة غلاسكو في 2016.

تعرض لحملة ضارية واجه فيها الانتقاد بسبب ذهاب أطفاله إلى مدرسة خاصة في غلاسكو، ونشر شركة تابعة لعائلته وظائف بحد أدنى للأجور غير ملائم.

إعادة بناء

في 2018، دشن سروار مع مجموعة من أعضاء البرلمان الاسكتلندي من الأحزاب المختلفة لمعالجة قضية الإسلاموفوبيا، حيث قال وقتها إنه يريد "إعادة بناء حزب العمال الاسكتلندي، ومن ثم إعادة بناء اسكتلندا".

ويعتبر انتخاب سروار لرئاسة الحزب بعد أقل من ثلاثة أشهر على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، ليكون بذلك أول زعيم غير أبيض لحزب سياسي كبير في المملكة المتحدة، وسبق أن أبدى مخاوفه من العنصرية التي واجهها كرجل سياسي، قائلا إنه تلقى تهديدات بالقتل وجهت لعائلته.

ويساوره القلق المباشر في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجرى في مايو، حيث يهدف واضعو استراتيجيات الحزب بأن يتمكن الزعيم الجديد من رفع الحزب من المركز الثالث إلى المركز الثاني في المشهد السياسي الاسكتلندي.

وعقب انتخابه، قال سروار في مقطع فيديو نشره على "تويتر": "إنه لشرف عظيم لي في حياتي أن أصبح زعيما لحزب العمال الاسكتلندي.. سأكون قائدا يركز على ما يوحدنا كدولة وليس ما يفرقنا"، مضيفا: "أريد أن أقول مباشرة لشعب اسكتلندا أعرف أن حزب العمال عليه أن يفعل الكثير ليسترد ثقتكم".