من خصم إلى حليف.. ترامب يستقطب معارضه جي دي فانس ويعينه نائبًا
من خصم إلى حليف.. ترامب يستقطب معارضه جي دي فانس ويعينه نائبًا
معجزات حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب الانتخابية لم تتوقف بعد، فبعدما نجا من الموت المحقق في إطلاق نار بأحد الحشود الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، نحج ترامب في استقطاب أشد معارضيه ليكون نائبه.
واختار ترامب السيناتور عن ولاية أوهايو "جي دي فانس" لمنصب نائب الرئيس، في إطار سعيه للعودة إلى البيت الأبيض.
يعد "جي دي فانس" شخصية غير معروفة سياسيًا نسبيًا؛ لكنه تحول من أحد أشد منتقدي ترامب إلى الترشح في نفس الاقتراع.
كان "فانس" من الجمهوريين المعارضين لترامب في عام 2016، ووصف ترامب بأنه "خطير" و"غير لائق" لمنصبه.
وانتقد أيضًا خطاب ترامب العنصري على ما يبدو، قائلاً: إنه يمكن أن يكون "هتلر أميركا".
ولكن بحلول الوقت الذي التقى فيه فانس بترامب في عام 2021، كان قد عكس رأيه، فقد قلل الرجلان من أهمية انتقادات فانس اللاذعة في الماضي.
وكان "فانس" من الأسماء المطروحة لاختيارها للترشيح لمنصب نائب الرئيس، ويعد من أصغر من ترشح للمنصب، حيث يبلغ من العمر 39 عامًا، وفى حال فوز ترامب فى سباق الرئاسة، فإنه سيصبح أصغر من يشغل منصب نائب الرئيس منذ ريتشارد نيكسون الذى شغل هذا المنصب لفترتين متتاليتين، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
حليف شرس في الكابيتول
وبمجرد انتخابه، أصبح "فانس" حليفًا شرسًا لترامب في الكابيتول، حيث دافع بلا انقطاع عن سياسات ترامب وسلوكه.
ووصف كيفن روبرتس، رئيس مؤسسة هيريتيج المحافظة، فانس بأنه صوت رائد للحركة المحافظة بشأن قضايا رئيسية، بما في ذلك التحول بعيدًا عن السياسة الخارجية التدخلية، واقتصاد السوق الحرة، و"الثقافة الأميركية بشكل عام".
ويصفه الديمقراطيون بالمتطرف، مشيرين إلى المواقف الاستفزازية التي اتخذها فانس، لكنه قام في بعض الأحيان بتعديلها لاحقًا.
أراء أقرب للتطرف
عمل فانس كعضو في مجلس الشيوخ منذ العام الماضي، إلا أن الجمهوري البالغ من العمر 39 عامًا أثار بالفعل الدهشة بآرائه المحافظة التي تتجه نحو التطرف.
من معارض إلى حليف
وُلِد فانس ونشأ في ميدلتاون، أوهايو، انضم إلى مشاة البحرية وخدم في العراق، وحصل لاحقًا على درجات علمية من جامعة ولاية أوهايو وكلية الحقوق بجامعة ييل، كما عمل كرجل أعمال استثماري في وادي السيليكون، كاليفورنيا.
وقد صنع فانس اسمًا لنفسه من خلال مذكراته، التي حققت أفضل المبيعات في عام 2016 بعنوان "مرثية هيلبيلي"، والتي نُشرت في الوقت الذي ترشح فيه ترامب لمنصب الرئيس لأول مرة.
ففي عام 2016 ، كان فانس من أشد معارضيه فى الحزب الجمهوري، وقال: إنه لن يؤيد ترامب أبدًا، ووصفه بالخطير وغير المناسب للمنصب، بل إنه شبهه بالزعيم النازى أدولف هتلر. لكن مع لقاء فانس بترامب فى 2021، غير رأيه وذكر إنجازاته كرئيس، وقلل كلا الرجلين من انتقادات فانس السابقة.
وبعد انتخابه فى مجلس الشيوخ أصبح فانس حليفًا قويًا لترامب فى الكابيتول، ودافع عن سياساته وسلوكه.
كما قدم كتاب "مرثية ريفية" فانس لعائلة ترامب. أحب دونالد ترامب الابن الكتاب، ونشأت بينهما علاقة صداقة وظلا صديقين منذ ذلك الحين.
على سبيل المثال، أشار فانس إلى دعمه لحظر الإجهاض على المستوى الوطني لمدة 15 أسبوعًا أثناء ترشحه لمجلس الشيوخ، ثم خفف من هذا الموقف بمجرد أن أيد الناخبون في ولاية أوهايو بأغلبية ساحقة تعديل حقوق الإجهاض لعام 2023.
وقال أشخاص مطلعون على عملية اختيار نائب الرئيس: إن فانس سيضيف إلى بطاقة الحزب الجمهوري مهارات المناظرة والقدرة على التعبير عن رؤية ترامب.
وقال تشارلي كيرك، مؤسس مجموعة للناشطين المحافظين: إن فانس يعبر بشكل مقنع عن وجهة نظر أمريكا أولاً للعالم ويمكن أن يساعد ترامب في الولايات التي خسرها بفارق ضئيل في عام 2020، مثل ميشيغان وويسكونسن، التي تشترك مع أوهايو في القيم والديموغرافيا والاقتصاد.
قلق أوروبي
وبدأت بالفعل أجزاء كبيرة من أوروبا تشعر بالذعر إزاء رئاسة ترامب الثانية وتداعياتها على السياسة الخارجية الأميركية.
ويثير قرار الرئيس السابق اختيار فانس كنائب له المزيد من القلق.
يُعرف فانس بأنه أحد أكثر الأعضاء انعزالية في الحزب الجمهوري - وهذا يعني أنه يريد وضع الولايات المتحدة في المقام الأول على حساب الدول الأخرى، وهذا يشمل أوكرانيا.
وفي وقت سابق من عام 2024، لعب دورًا محوريًا في الجهود الرامية إلى إلغاء مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا.
وعندما فشلت، كرر موقفه قائلاً: "لقد تمكنا من توضيح الأمر لأوروبا وبقية العالم بأن أميركا لا تستطيع أن تكتب شيكات على بياض إلى أجل غير مسمى".