"اعتقال تعسفي بلبنان".. لاجئون سوريون تعرضوا لأساليب تعذيب مروعة
يتعرض اللاجئون السوريون في لبنان لشتي أنواع التعذيب والاعتقال
انتهاكات صادمة يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان، حيث إن السوريين الذين تم اعتقالهم، بشكل تعسفي في كثير من الأحيان، بتهم تتعلق بالإرهاب، يستخدم الأمن اللبناني ضدهم أساليب تعذيب مروعة.
ويقول " س . ق"، إن اللاجئين الذين يتم اعتقالهم تعسفيا يتعرضون لضرب مبرح كل يوم طوال فترة الاحتجاز لدرجة أن الجروح تصاب بالتقيح".
وأضاف: "ضربونا بأنابيب بلاستيكية من الحمّام على الظهر، وانتشرت على ظهري جروح فاغرة، وراحت تسوء جدا، واللاجئون الذين فروا من الحرب، والقمع القاسي، والتعذيب واسع الانتشار في سوريا، وجدوا أنفسهم معتقلين تعسفياً، ومحتجزين بمعزل عن العالم الخارجي في لبنان".
انتهاكات صارخة
وتابع: "عنصر أمني أصابني بجرح بليغ، وما يحدث يعد انتهاكا صارخا من جانب السلطات اللبنانية لحق اللاجئين السوريين في الإجراءات القانونية الواجبة قد شكّل استهزاءً بالعدالة، ففي كل مرحلة بدءاً من التوقيف، ومروراً بالاستجواب والحجز، وانتهاء بالمقاضاة في محاكمات جائرة، ضربت السلطات اللبنانية عرض الحائط تماماً بالقانون الدولي لحقوق الإنسان".
فيما قال "س . ن"، إن الاحتجاز كان في أوضاع قاسية، حيث "ظللت ثلاثة أيام متتالية ليلاً نهاراً واقفاً في الرواق مكبل اليدين ومعصوب العينين، وكنا نتوسل إليهم للذهاب إلى الحمام، ولإعطائنا شربة ماء، وكانوا يقدمون الطعام لنا مرة واحدة في اليوم، وكان هناك أفراد أمن يحرسوننا حتى لا نجلس أو ننام، فإذا حاول أحدنا أن يفعل ذلك كانوا يرغمونه على الوقوف مجدداً".
وأضاف: "لم يُجرَ أي تحقيق في أي من مزاعم التعذيب الموثقة حتى في الحالات التي أبلغ فيها المحتجزون أو محاموهم القاضي بأنهم تعرضوا للتعذيب، وفي بعض الحالات، طلب عناصر الأمن إرجاء جلسات المحكمة حتى اختفاء الندب الناجمة عن عمليات الضرب أو غيرها من أشكال التعذيب".
اعتداءات جنسية
وتابع: "رأيت إساءة معاملة امرأتين تعرضتا للتحرش الجنسي والإساءات اللفظية في الحجز، وأُرغمت إحداهما على مشاهدة عناصر الأمن وهم يُعذّبون ابنها، وأُرغمت الأخرى على مشاهدة زوجها وهو يتعرّض للضرب".
وقال: "اعتمد القضاة اعتماداً شديداً على الاعترافات المنتزعة تحت وطأة التعذيب، أو على أدلة استُمدت من مخبرين غير جديرين بالثقة، واستندت الإدانات إلى تهم غامضة وفضفاضة إلى حدّ لافت تتعلق بالإرهاب".
وحسب وكالة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن لبنان لم تعد لديه عمليا موارد لمساعدة اللاجئين، ونسبة اللاجئين المجبرين على العيش في فقر مدقع تصل في الأثناء إلى أكثر من 75 في المائة، "التحدي الأكبر للاجئين يتمثل حاليا ببساطة في البقاء على قيد الحياة"، كما تستخلص دلال حرب من وكالة إغاثة اللاجئين في بيروت.
وفي ديسمبر الماضي أقدم مجموعة من الشبان ينتمون إلى إحدى العائلات في لبنان على إحراق عدد من خيم اللاجئين السوريين إثر إشكال بين شخص من العائلة وعمال من الجنسية السورية في منطقة المنية شمال البلاد، السبت.
وأشارت وكالة الأنباء اللبنانية إلى أن إشكالا وقع بين شخص من عائلة تُسمى "آل المير" وعدد من العمال السوريين أسفر عن اشتباك بالأيدي أدى إلى سقوط 3 جرحى.
ولفتت الوكالة إلى أن الإشكال تطور إثر قدوم عدد من الأشخاص المنتمين لعائلة الشخص المذكور سابقا وإقدامهم على حرق عدد من خيم اللاجئين السوريين في المنطقة.
أثارت هذه الجريمة ردود فعل غاضبة من جانب عدد من نواب وإعلاميين ومسؤولين لبنانيين، في حين لم تصدر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بيانا حول القضية بعد.
وكشف تقرير جديد مشترك بين البنك الدولي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن جائحة كورونا ضاعفت مستويات الفقر في صفوف اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في الأردن ولبنان وإقليم كردستان العراق.