الاتّجار بالبشر أزمة تتصاعد في الجزائر وتهدد الجزائريين

الاتّجار بالبشر أزمة تتصاعد في الجزائر وتهدد الجزائريين
صورة أرشيفية

تعيش الجزائر أزمة إنسانية نتيجة تنامي عصابات الاتجار بالبشر داخلها، لتضع على كاهل النظام الجزائري أزمة جديدة وسط معاناته في محاربة الخلايا الإرهابية، وزادت الأزمة مع انتشار "الهجرة السرية" سواء عبر السواحل الشمالية للبلاد أو عبر الحدود البرية الجنوبية، ورصدت السجلات الحكومية بالفيديو والوثائق العديد من الجماعات التي تم إيقافها نتيجة لذلك.
 
قانون الاتجار بالبشر الجزائري


يصف قانون العقوبات الجزائري الاتجار بالأشخاص كل "تجنيد أو نقل أو تنقيل أو إيواء أو استقبال شخص بواسطة التهديد بالقوة أو باستعمالها أو غير ذلك من أشكال الإكراه، أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو إساءة استعمال السلطة أو استغلال حالة استضعاف أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سلطة على شخص آخر بقصد الاستغلال".


ويتضمن نص القانون فصلاً يشجع المساهمين بالإعفاء وتخفيف العقاب عليهم في حال تبليغهم عن جريمة تهريب المهاجرين، ويشمل كل من يبلغ السلطات الإدارية أو القضائية عن جريمة تهريب المهاجرين قبل البدء في تنفيذها أو الشروع فيها.
 
انعدام تأمين الحدود سبب انتشار الاتجار بالبشر


وقال عبدالقادر عبدالحميد، 43 عامًا، ويعمل بأحد الموانئ البحرية بالجزائر، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن انفلات الأوضاع الأمنية بدول الجوار أدى لتسرب أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الجزائرية ومن خلال السواحل، ومع تزايُد تلك الأعداد انتشرت ظاهرة الاتجار بالبشر من قبل عصابات مكونة من مهاجرين غير شرعيين يستغلون حاجة الفارين عبر الحدود.
 
الجزائر في مواجهة الإرهاب والعصابات السوداء


بينما قال محمد المدني، 55 عامًا، عاملًا بأحد المصانع الجزائرية، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين تزايدت بالجزائر، وأصبح لدينا الكثير من الفارين عبر الحدود الجزائرية، لافتا أن الجزائر صارت مليئة بالكثير من الأزمات وأخطرها تنامي الجماعات الإرهابية، ليزيد الوضع بظهور "العصابات السوداء" للاتجار بالبشر، لافتًا أن المصنع الذي يعمل لديه به صديق من دولة مالي استطاع الفرار من تلك العصابات ولكن شقيقه لم ينجُ منهم ولا يعرف إن كان حيًا أم ميتًا.


 
تجارة البشر خطر يهدد أمن الجزائر

بينما قال مصر حقوقي بالجزائر، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إنه لا بد من إبراز خطورة الظاهرة العابرة للقارات، وتحسيس المجتمع الدولي بكل طوائفه بحتمية التجنيد، مشيرًا إلى أن الجزائر تعد ضحية هذه الآفة بالنظر للأزمات المتتالية التي تعيشها المنطقة، حيث تنشط بها جماعات إرهابية وشبكات إجرامية تحقق عائدات كبيرة من المال، مشيرًا إلى أن ظاهرة الاتّجار بالبشر تصنف في المرتبة الثالثة من حيث الخطورة بعد بيع الأسلحة والمخدرات.
 
الأمم المتحدة تشيد بدور الجزائر في مواجهة تجارة البشر


وفي السياق ذاته، أشار السيد إيريك أوفرفيست، المنسق المقيم لنظام الأمم المتحدة بالجزائر، في تصريحات صحفية إلى عزم الهيئة الأممية لتقديم الدعم للضحايا ومكافحة الظاهرة، من خلال إشراك كافة الفاعلين من درك وطني وقضاة وشرطة وأعوان للهلال الأحمر الجزائري، من أجل وضع حد للظاهرة ضمن إطار قانوني فعال، مشيدًا بدور الجزائر في التصدي لهذه الظاهرة على الصعيد الدولي.
 
ترحيل 6 آلاف طفل إفريقي قاصر


من جهتها، أشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس في تصريحات صحفية، إلى أن المهاجرين هم بمثابة معقل الظاهرة، مضيفة أنه تم ترحيل 6 آلاف طفل قاصر بدون مرافق كانوا يستغلون للتسول والدعارة. كما أوضحت أن حل مشكلة الاتجار بالبشر هو بين أيدي أصحاب القرار بمنظمة الأمم المتحدة.