الاحتجاجات تحاصر «ميليشيات السراج».. وطرابلس تنتفض ضد «الوفاق»

الاحتجاجات تحاصر «ميليشيات السراج».. وطرابلس تنتفض ضد «الوفاق»
صورة أرشيفية

لا يشغل ميلشيات الوفاق إلا تحقيق أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متعمدين تجاهُل الشعب الليبي ومعاناته بل يعملون بجد حتى تتفاقم تلك المعاناة، سياسات الوفاق دفعت الشعب الليبي لتأجيج الاحتجاجات بالعاصمة طرابلس بسبب سوء الأحوال المعيشية وتكرر انقطاع التيار الكهربي وعدم توفير مياه وكذلك معاناة المواطنين من قيام الميليشيات التابعة للوفاق بأعمال السلب والنهب، الأمر الذي حول حياة المواطنين في طرابلس وكل الأماكن الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الوفاق إلى جحيم.
 
الأزمات تحاصر الوفاق.. واحتياجات "أردوغان" المالية تثقل كاهل "السراج"


الأزمات تتفاقم تدريجيًا وتحاصر حكومة الوفاق وميليشياتها المسلحة بعد أن فقدت موارد النفط ومع زيادة المطالبات المالية من الجانب التركي لتوفير السلاح والمرتزقة واحتياج نظام أردوغان لمليارات الدولارات لإنقاذ اقتصاده المتداعي دفع ميليشيات السراج لاتخاذ عدد من الإجراءات العنيفة ضد المدنيين في طرابلس ومختلف الأماكن التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الوفاق.


وكشفت مصادر أن عناصر ميليشيات "الوفاق" بدأت الاتجاه لسلب ونهب ممتلكات المواطنين للحصول على الأموال التي لم تعد كالسابق وتعويض ما فقدوه نتيجة إقفال الحقول النفطية، السلب والنهب أخذ عدة أشكال ووسائل منها رفع الضرائب وتخفيض الرواتب وحرمان الأهالي من الخدمات المعيشية، وكذلك السلب والنهب على طريقة عصابات الجريمة المنظمة من اقتحام للمنازل وسرقة المواطنين في الشوارع، مما دفع الأهالي للتظاهر في قلب العاصمة طرابلس.


أبرز الأسباب في تفاقم أزمة الوفاق، كان قرارات فائز السراج بتقديم الدعم المالي لأردوغان، حيث كشفت مصادر إعلامية  أن أردوغان حصل مؤخرًا على 12 مليار دولار أميركي من أجل استمرار الدعم العسكري لميليشيات "الوفاق" في ليبيا.


وأوضحت المصادر، أن حكومة الوفاق أودعت 4 مليارات دولار أميركي وديعة في البنك المركزي التركي بالإضافة إلى 8 مليارات دولار أميركية أخرى تحت تصرف أردوغان مقابل التدخل عسكريًا في ليبيا، وهو ما يوضحه أردوغان بأن تلك الأموال ضرورية لاستمرار الدعم خاصة أن هناك ما يقرب من 10 آلاف من المرتزقة داخل ليبيا يحصل كل منهم على 2000 دولار شهريًا، كما وعدتهم تركيا خلال نقلهم من جبهة القتال في سوريا إلى ليبيا قبل أشهر.
 
«أموالنا منهوبة».. موظفو حكومة الوفاق ينتفضون ضد السراج


آخِر الاحتجاجات كان سببه تخفيض المرتبات، وأصدر موظفو وزارة العدل بحكومة الوفاق  إنذارًا لفائز السراج، وطالبوه بضرورة مراجعة القرار "270" لسنة 2020 الصادر بخفض رواتب الموظفين دون أسباب واضحة، مطالبين إياه بالتراجع عنه، مهددين بأنه في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، فإنهم يعلنون أنهم بصدد إيقاف العمل بالمحاكم والنيابات احتجاجًا على القرار.


وأكد موظفو وزارة العدل، أنهم ضحايا جشع التجار والمؤجرين وأقساط المصارف وتأخر الرواتب، وأنهم في نهاية الأمر أصبحوا ضحايا القرار الرئاسي 270 لسنة 2020 القاضي بخصم 20% من رواتب الموظفين لسداد عجز الميزانية التي وصفوها بـ"المنهوبة".


وكان قرار خفض الرواتب شكّل عبئًا هائلاً على المواطنين وزاد من معاناتهم خاصة أنه تزامن مع ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بشكل جعل الرواتب التي يحصل عليها الموظفون لا تكفي لسداد احتياجاتهم اليومية من الطعام والشراب فقط وليس باقي احتياجات الحياة.
 
المواطنون خرجوا لإجبار المسؤولين على الرحيل أو التغيير
من جانبه يقول، خالد مختار، 49 عامًا: الأعباء أثقلت كاهل الجميع، تكاليف المعيشة تزداد يوميًا وما نحصل عليه أيضًا يقل يوميًا، الوفاق لا تملك السيطرة على ميليشياتها، فالأمور منفلتة للغاية، تلك الميليشيات تملك السلاح، وإذا تأخرت رواتبها تنزل بسلاحها إلى الشوارع لتسرق ما تريده دون رادع، فهم الحكومة واللصوص معًا.


وأضاف، وحكومة فائز السراج تقف لتشاهد ما يحدث لنا، وعندما تتحرك بعد طول صمت، تتحرك ضدنا باتخاذ قرارات بتخفيض الرواتب وزيادة الأعباء المعيشية علينا.


وتابع مختار، مجموعات الشباب التي خرجت اليوم في شوارع طرابلس تحاول إجبار المسؤولين على وضع الشعب في حسبانهم، فبعد انقطاع الكهرباء بشكل مستمر يوميًا لأكثر من عشر ساعات وشح السيولة وانعدام فرص العمل وغلاء المعيشة بشكل غير مسبوق أُجبِرَ المواطنون على الخروج للتعبير عن غضبهم في محاولة لإجبار المسؤولين على التغيير أو الرحيل.
 
حراكنا سلمي.. يأسنا من حكومة "الوفاق" ونحلم بالعيش كالبشر


في السياق ذاته، يقول "حسن محمود"، إن الشباب الذين خرجوا ليرتدوا زيًا موحدًا وأطلقوا على حراكهم السلمي اسم "بالتريس" وهي كلمة دارجة في أدبيات الليبيين، والتريس تقابلها في اللغة العربية الرجولة، أو المرجلة، وفي العنوان دلالة على رغبتهم الملحّة في مخاطبة المسؤولين باللغة الحضارية التي تعتمد على الحوار الرجولي القائم على المواجهة لا على المواربة، آملين في إحداث تغيير بعد سنوات من انحدار مستوى المعيشة إلى الدرك الأسفل.


وأضاف محمود، حراك بالتريس جاب عدة شوارع في طرابلس وهو يطالب المسؤولين بالأخص في قطاع الكهرباء صراحة بإنهاء ما يسمونها المهزلة، وطالب المحتجين بالكف عن التركيز على الصراعات الضيقة والالتفات إلى هموم المواطنين الذي تاقوا إلى كهرباء لا تنقطع عن بيوتهم، وسيولة أساسية لا تفارق أيديهم، فكل ما نحلم به هو العيش كالبشر في باقي بلدان العالم.


وتابع محمود، هذا الحراك المدني الشبابي ما يزال في أوله، لكن صداه وصل إلى كل شبر في أنحاء طرابلس وليبيا، وحاز على الاهتمام في منصات التواصل الاجتماعي، وكثير من رواد المنصات يرون فيه شرارة الانطلاق نحو تغيير الحالة المعيشية المتردية التي وصلها سكان العاصمة طرابلس.