جبران باسيل.. سياسي لبناني مثير للجدل وحليف لحزب الله
يعد جبران باسيل من الساسة اللبنانيين المقربين من حزب الله
تصريحات متخبطة عديدة، تشعل الوسط اللبناني بين الحين والآخر، تارة لمهاجمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والأحزاب المسيحية، وآخر تجاه الفيدرالية، وأخيرا بشأن مذكرة التفاهم مع حزب الله، ليثير جبران باسيل أزمة لا تنتهي بالوسط اللبناني السياسي.
مَن هو جبران باسيل؟
ولد جبران باسيل في 21 يونيو 1970، حصل في عام 1992 على شهادة الهندسة المدنية، وبالعام التالي حاز على الماجستير في المواصلات من الجامعة الأميركية في بيروت.
انخرط في العمل السياسي مبكرا، حيث انضم إلى التيار الوطني الحر، وترشح للانتخابات النيابية لعام 2005 عن البترون إلا أنه خسر بها أمام أنطوان زهرا وبطرس حرب، كما ترشح عام 2009 من جديد في الانتخابات التي لم يكتب له فيها النجاح مجددًا أمامهم، ليترشح للمرة الثالثة عام ٢٠١٨ ويفوز بها.
العمل الوزاري والسياسي
برز في العمل الحكومي، حيث إنه من 11 يوليو 2008 إلى 9 نوفمبر 2009 عين وزيرًا للاتصالات بالحكومة الأولى في عهد الرئيس ميشال سليمان برئاسة فؤاد السنيورة، الفترة من 9 نوفمبر 2009 إلى 13 يونيو 2011 وزيرًا للطاقة والمياه بحكومة الرئيس سعد الدين الحريري في عهد الرئيس ميشال سليمان، قبل أن يقدم هو وباقي وزراء المعارضة استقالتهم، ما تسبب في انهيار الحكومة وقتها.
ومن 13 يونيو 2011 إلى 15 فبراير 2014 أعيد تعيينه وزيرًا للطاقة والمياه بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي في عهد الرئيس ميشال سليمان، ثم من 15 فبراير 2014 إلى 18 ديسمبر 2016 عين وزيراً للخارجية بحكومة الرئيس تمام سلام في عهد الرئيس ميشال سليمان، وفي 18 ديسمبر 2016 جدد تعينه وزيراً للخارجية بحكومة الرئيس سعد الدين الحريري في عهد الرئيس ميشال عون.
يعد جبران باسيل وإبراهيم كنعان، هم أبرز القياديين الرئيسيين في التيار الوطني الحر، وظهر ذلك أثناء الأزمة مع تحالف 14 آذار كأحد رموز المعارضة، ولكن تم استهدافه بشكل واسع خلال احتجاجات 2019.
وخلال 27 أغسطس 2015، تم انتخابه بالتزكية رئيسا للتيار الوطني الحر خلفا للعماد ميشال عون.
كما أنه مرشح لرئاسة الجمهورية، لكنه يعد أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في البلاد، ووجهت له اتهامات بالفساد والعنصرية، كما فرضت عليه الولايات المتحدة في 2020 عقوبات مالية وفق قانون ماغنيتسكي.
مهاجمة الحريري والأحزاب المسيحية
قبل أسابيع، أشعل فتيل الأزمة السياسية في البلاد، حيث هاجم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، والأحزاب المسيحية، واتهم الأول بالاستئثار بالحصة المسيحية في الحكومة وبالتعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية.
ووجه اتهامات للأحزاب المسيحية بعدم الوقوف إلى جانبه فيما شبهها بـ"المعركة الوجودية"، ووصف "تيار المستقبل" الذي يتزعمه الحريري بـ"المطالعة وتكرار لمواقف لم تحمل جديدا"، وأنه "يتحدث كما لو أنه الناطق باسم العهد."
كما دعم طرح حزب الله بتشكيل حكومة من 20 أو 22 وزيرا، بديلا عما يسعى له الحريري لتشكيل حكومة من 18 وزيرا.
حزب الله
ومن بوابة المؤتمر السادس لتياره، أعلن باسيل، قبل أيام، ورقته الرئاسية، وتياره والتي تضمنت تناقضات عديدة، معلنا ترشحه المبكر للرئاسة.
كما أنه قبل يومين، طالب بإعادة النظر في وثيقة التفاهم مع "حزب الله" بنية تطويرها، بما ينطبق مع سياسة الحزب، مصيفا أن "التيار يؤكد تصميمه على إعادة النظر بوثيقة التفاهم مع الحزب ومراجعتها بنية تطويرها بما يحقق حماية لبنان من أي عدوان خارجي عن طريق إستراتيجية دفاعية يتفق عليها بين الطرفين ومع كل اللبنانيين بما يحفظ للدولة كل عناصر قوتها ويسمح لها بتحييد نفسها وأبنائها عن أي قضية لا فائدة منها.
وتابع أنه: "إضافة إلى بناء الدولة من خلال مكافحة جدية للفساد بكل أنواعه، وإجراء كل الإصلاحات اللازمة للنهوض، وتطوير النظام بما يوقف تعطيله ويؤمن الشراكة الوطنية الكاملة بين كل مكونات الوطن ويطمئنها إلى مستقبلها".
ووجه له اتهامات بالتحالف مع حزب الله، حيث عقد التيار الحر تحالفًا سياسيًا معه في 2006، ودافع عن حزب الله باعتباره أساسيا للدفاع عن لبنان، كما أنه في 2019، عارض إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تصنيف واشنطن لحزب الله جماعة إرهابية، ووصفه بأنه حزب له شعبية واسعة ونواب في البرلمان.
كما أعرب عن مخاوفه من اعتماد الفيدرالية في البلاد، معتبراً أن الجيش صاحب المسؤولية الأولى في الدفاع عن الحدود والوجود.
أزمة التيار الحر
يعاني التيار الحر بقيادة باسيل من أزمة داخلية ضخمة تتمثل بظهور انقسامات وصراعات نفوذ وتسرب حزبي، وضغوط المعارضة العونية من الحرس القديم عليه، لذلك سعى إلى رسم إستراتيجية كاملة للتيار تحاكي تطلعات البعض، فضلا عن اتهامه بالتبعية الكاملة لحزب الله.
وأثار الجدل بشأن وعود وتطوير المرافق والمؤسسات والإصرار على الإنتاج، حيث سخر منه الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه يتحدث عن مشاريع تجعل من لبنان بلدا نموذجيا على كل صعيد، في الوقت الذي لا يجد فيه اللبنانيون قوت يومهم ويتقاتلون في المحلات التجارية على الحليب والزيت والسكر المدعوم.
كما سعى باسيل لمجاراة موجة بكركي واسترداد ورقة "الحياد" من البطريرك بشارة الراعي بتبنيه الكامل لها وتقديم فلسفة لها، من أجل إرضاء الشارع المسيحي.
عقوبات أميركية
في نوفمبر الماضي، فرضت أميركا عقوبات على السياسي اللبناني المسيحي جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون، بسبب ما وصفته "بالفساد الممنهج".
وأعلن وزير الخزانة ستيفن منوتشين أن "الفساد الممنهج في النظام السياسي اللبناني المتمثل في باسيل ساهم في تقويض أسس وجود حكومة فعالة تخدم الشعب اللبناني"، مشيرا إلى دعم باسيل لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، هو كل الدافع وراء فرض عقوبات على باسيل.