حصري.. «قوات تركية وتمويل قطري» لدعم انفصال طرابلس عن ليبيا
مع تطوُّر المواجهات في ليبيا وجد المشير "خليفة حفتر" نفسه في موقف يجبره على سرعة التحرك والمبادرة لإنقاذ وحدة أراضي الوطن من مخططات أردوغان وحلفائه في قطر، واستغلال الانشغال العالمي لتنفيذ مخطط تنظيم الإخوان بالاستحواذ على طرابلس والمواقع النفطية دفع حفتر لمخاطبة الشعب الليبي وإخباره بضرورة تفويض أي جهة يراها مناسبة لتولي زمام البلاد، وعلى الفور أعلن الشعب تفويضه للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي لتحمل المسؤولية، مما دفع حفتر لإعلان إسقاط اتفاق "الصخيرات" وقبوله تفويض الشعب الليبي بتولي مهمة قيادة البلاد وإعلانه أن الاتفاق السابق أصبح جزءًا من الماضي، مؤكدًا أن الجيش الوطني الليبي سيعمل على تهيئة الظروف لبناء مؤسسات الدولة المدنية الدائمة وفق إرادة الشعب، معبرًا عن اعتزاز القيادة العامة بتفويض الشعب لقيادة المرحلة الحالية، متعهدًا أن تكون القيادة العامة رهن إشارة الشعب وستعمل بأقصى طاقاتها لرفع المعاناة عنه".
"تميم و أردوغان".. يخططان لانفصال طرابلس
كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى عن مكالمة هاتفية جمعت بين الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان جرى خلالها مناقشة الأوضاع في ليبيا ومستقبل العمليات العسكرية بالفترة القادمة في ليبيا.
وبحسب المصادر فإن أردوغان وتميم توصلا إلى شبه اتفاق بمقتضاه يرسل الأول دعما عسكريا عاجلا إلى ليبيا في حين يتولى الثاني مسؤولية تجهيز دعم مالي سريع، مع أوامر لفائز السراج بضرورة إعلان طرابلس منطقة منفصلة عن ليبيا وتهيئتها لتصبح جمهورية جديدة منشقة عن ليبيا.
وأضافت المصادر أن أردوغان شدد. على ضرورة تحرك السراج بدقة وسرعة لإعلان الانفصال لترسيخ فكرة أن السبب في تقسيم ليبيا قرار المشير خليفة حفتر، ودعم السراج بحملات إعلامية تروج لعودة ليبيا إلى الماضي وتكوين جمهوريتين منفصلتين إلا في حالة تراجع "حفتر" عن قراراته وخروجه إلى الشعب للتأكيد على رفضه التفويض الشعبي.
حفتر يُفشِل مساعي أردوغان لتقسيم ليبيا
جماعة الإخوان الإرهابية منذ سيطرتها على ليبيا في نهاية عام 2011، بدأت مخطط إشعال الصراعات القبلية من خلال فرض سيطرتهم على المؤتمر الوطني العام ودفع مدينة مصراتة لمهاجمة مدينة بني وليد وغيرها من المدن، وسبق ذلك قيام المجلس الانتقالي والذي كان يقع بالكامل تحت سيطرة عناصر الإسلام السياسي وبعض المعارضين للقذافي المدن الليبية إلى مدن مهزومة وأخرى منتصرة وتثبيت نظام يرسخ لفكرة تفتيت ليبيا بمنح سلطة محلية لكل مدينة بشكل منفصل عن الدولة.
وأكد مراقبون أن التدخل العسكري التركي في ليبيا كشف أطماع أردوغان وأجندته لتكرار سيناريو "قبرص"، وهو ما واجهه حفتر بإسقاط اتفاق الصخيرات للحفاظ على وحدة ليبيا.
لم يُخفِ النظام التركي أطماعه في ليبيا بالتعاون مع عناصر جماعة الإخوان الإرهابية التي أثارت الفتن في مدينة مصراتة ثم ظهرت فيها جمعيات عديدة تستحضر الموروث العثماني على رأسها جمعية "الكراغلة" التي يرأسها زكريا زوبي المدعوم من أنقرة.
خطورة تنفيذ مخطط تقسيم ليبيا
منذ بداية محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي على ليبيا وهو يسعى لتنفيذ مخطط شامل لتقسيم ليبيا لثلاث دول، طرابلس في الغرب، وبرقة في الشرق، وفزان في الجنوب، وهي ثلاث دول أو أقاليم يعود تاريخها للدولة العثمانية إبان احتلالها للأراضي الليبية.
مخطط تقسيم ليبيا وتمزيقها إلى 3 دول تتصارع عليها عدة قوى، أهمها طرابلس وأماكن النفط التي تسعى تركيا وعناصر تنظيم الإخوان للسيطرة عليها والتي تحاول جذب الدعم الدولي عن طريق وعود بالمشاركة في كعكة "النفط الليبي"، مما حرك الأطماع الأوروبية في دولة الشرق "برقة"، وكذلك وضع دولة الجنوب "فزان" تحت النفوذ الفرنسي بإعطائها لقبائل الطوارق والعرقيات الإفريقية.
وهو ما أكد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أكثر من مرة أن الجيش لن يسمح بحدوثه، مؤكدًا أنه ليس هناك صراعات بين ليبي وليبي على الإطلاق، مضيفًا أن الصراع الوحيد هو بين الليبيين والإرهابيين والقوات الغازية.
وأكد مراقبون أن سيناريو التقسيم الإخواني في ليبيا سيتسبب في حرب واسعة سيتضرر منها الشعب الليبي والشعوب المجاورة في ظل تزايد حدة الصراعات للاستيلاء على الثروات النفطية الليبية.