زيارة هامة لقائد القيادة المركزية الأميركية للإمارات.. أهداف ومباحثات كبيرة

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الإمارات

زيارة هامة لقائد القيادة المركزية الأميركية للإمارات.. أهداف ومباحثات كبيرة
جانب من الزيارة

زار الجنرال بمشاة البحرية الأميركية فرانك ماكنزي رئيس القيادة المركزية الأميركية الإمارات، لإجراء محادثات بشأن جهود تعزيز التعاون العسكري الدفاعي، والتي تأتي في توقيت هام للغاية لما تشهده المنطقة من تحديات مستمرة.

وقال ماكنزي، الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط بصفته رئيسا للقيادة المركزية، إنه قدم موعد زيارته المقررة ردا على هجمات الحوثيين، على أمل تأكيد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الإمارات.

وقال ماكنزي: إن طائرات إف-22 ستزود الإمارات “بواحد من أفضل رادارات المراقبة في العالم”، القادرة على تحديد الأهداف، ومنها صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات المسيرة.

وأضاف أن المدمرة كول ستعمل في المياه حول الإمارات وستراقب شحنات البضائع المهربة غير القانونية.

ويصف الجيش الأميركي حتى الآن دعمه للإمارات بأنه مساعدة ثنائية دفاعية.

مواجهة الحوثيين

وردا على سؤال عن الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون في الآونة الأخيرة، قال ماكنزي إنها ربما تكون مدفوعة بمجموعة من السيناريوهات، منها الرد على الهزائم في ساحة القتال.

وقال ماكنزي “الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي أُطلقت من اليمن ووصلت إلى الإمارات لم تُبتكر أو تُصنع أو تُصمم في اليمن.. كل ذلك حدث في مكان آخر. لذلك أعتقد أننا بالتأكيد نرى علاقة إيرانية بهذا الأمر”.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قد أعلنت هذا الشهر عن نشر الولايات المتحدة طائرات مقاتلة متطورة إف-22 ومدمرة الصواريخ الموجهة (كول) للعمل مع البحرية الإماراتية قبل زيارة ميناء في أبوظبي.

تحذير إيران

جاءت تصريحات قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكنزي، التحذيرية لإيران وميليشياتها في المنطقة متزامنة مع خطوات في الكونغرس لوضع ميليشيا الحوثي الانقلابية على قائمة الإرهاب، ما أثار الانتباه لما وراء التوقيت.

وذكرت بعض التقارير أن واشنطن تهدف إلى رفع درجة الحذر تجاه إيران، وعزل الميليشيات، خاصة بعد زيادة تهديد الحوثيين للملاحة البحرية، بالتزامن مع النشاط الميداني للقوات الأميركية والذي تجلى في الغارة الأميركية التي قتلت زعيم تنظيم داعش الإرهابي في سوريا أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وقال ماكنزي خلال مقابلته في معهد الشرق الأوسط إن النظام الإيراني الذي يعتمد على وكلائه من الميليشيات لتنفيذ "عمليات قذرة"، يبعث بتهديدات جمة، لافتًا إلى ضعف قدرات قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، مقارنة بالقائد السابق قاسم سليماني، في السيطرة على الميليشيات.

وتابع: "إيران تدرك جيدًا خطوطنا الحمراء في العراق، لكن الأدلة تُظهر أن الجماعات المسلحة تحاول بجدية قتل القوات الأميركية بهذه الهجمات"، مشددا أن "القيادة المركزية جاهزة لأي احتمال".

وأرجع ماكنزي استمرار الحرب في اليمن لأكثر من 7 سنوات إلى دعم إيران للحوثيين.

وفيما يخص الاعتداءات الحوثية على الإمارات قال: إن "الحوثي مقارنة بإيران لديهم رغبة أدنى للدخول في حرب محدودة، بَيْد أن الحوثي يوظف برعونة وتهوُّر شديدين القدرات التسليحية التي يحصل عليها من إيران، دون أي مراعاة للضحايا من المدنيين".

التحدي الأمني

وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية: إن زيارة ماكنزي للإمارات وتصريحاته تعكس التحدي الأمني في المنطقة، فرغم هزيمة "داعش" كتنظيم، إلا أنه ينشط بعناصره، فيما تسعى إيران لإمداد شركائها في اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لمهاجمة دول الخليج.

وتابع: إن وكلاء إيران استغلوا وجود "داعش" لتشكيل ميليشيات منها "الحشد الشعبي" في العراق بحجة قتال "داعش"، فيما وظيفتها الحقيقية أن تكون أذرعا لإيران.

ولفت أن الزيارة تؤكد أن هناك مزيدًا من العقوبات على الحوثيين، وتتزامن مع طلب دولة الإمارات وضع الحوثي على قائمة الإرهاب، وهذا إنذار للحرس الثوري ليتوقف عن مهاجمة دول المنطقة وقوات التحالف، وخاصة أن ميليشيا الحوثي أصبحت خطرًا علي الأوضاع في المنطقة ككل.