في ذكرى المقاطعة.. مؤسس المخابرات القطرية: تركيا وإيران يهيمنان على الدوحة
على مدار 3 أعوام من المقاطعة العربية لقطر، لم تتخذ سلطة الدوحة أي موقف جدي لإنهائها، بل سعت للسير في الاتجاه المعاكس وعملت على استفزاز الرباعي العربي وزيادة التدخلات الإيرانية والتركية بأراضيها واختراق سيادتها وهيمنتها على بلادهم، لتكون وطناً ممزقاً بين الأجانب.
قرارات خرقاء
اللواء المصري محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، أكد أن المتابع لما يجري من أحداث خرقاء تصدر من داخل الديوان الأميري القطري يجد أن كافة القرارات الصادرة عنهم تزيدهم تورطاً، باستمرار في مشاكل لا يمكن لهم حلها، أو التخلص منها.
وأضاف منصور: أن إضافة الإيرانيين والحرس الثوري للتواجد على الأراضي القطرية لحماية الأمير وأسرته وبيته خطيئة صعبة، خاصة أن الأطماع الإيرانية لم تكن غائبة عن أي من الموجودين في الديوان الأميري القطري، مشيراً إلى أنه كان للمعاناة الناجمة عن الأطماع الإيرانية والتركية بالجزيرة العربية، خاصة في قطر، ما جعل أجهزة الأمن القطرية على بساطتها في زمن المرحوم الشيخ خليفة بن حمد، تركز كل جهودها على مقاومة محاولات التغلغل الإيراني في قطر.
سذاجة الحمدين وخلل تميم
وتابع: إن سذاجة الحمدين ومن بعدهم أمير قطر تميم ووالدته جعلتهم يندفعون بحماقة في اتجاه الاستعانة بقوات عسكرية من الحرس الثوري الإيراني؛ ما دعم الوجود الفارسي الضعيف لتزداد قوة بوجود أولئك الفئات، مع يقينهم بأن إيران خصم للقوات الأميركية الموجودة منذ عام 1995 بالقواعد الأميركية على أرض قطر.
كما أشار إلى أنه رغم ذلك، لم يتوقف هذا الخلل في التفكير السياسي لدى حاكم قطر، ولكن تصل به الرعونة إلى أن يوقع اتفاقية العار مع الطامع التركي الذي يحلم بإعادة تشكيل الدولة العثمانية باللون الأردوغاني، وهنا وقع متخذو القرار في الديوان الأميري في أخطر مأزق وضع نفسه فيه.
وأردف منصور أن ذلك بأن تميم لم يكن يدرك أن الطرف التركي هو السيد الفاعل بينما كانت الدوحة هي المفعول بها، والتي تخضع لكافة الاشتراطات السيادية للقوى التركية التي تواجدت على قطر بحجم كبير زاد عن 5000 آلاف شخص تركي، بتكاليف باهظة، ساخراً من إطلاق اسم اتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وقطر، عليها، قائلاً: "ولا أعلم متى وكيف ستدافع قطر عن تركيا وضد من، وهل تملك قوة عسكرية يمكن نقلها لأنقرة، فهي اتفاقية كلها أخطاء في قيمتها المادية واشتراطات أن يكون أحد بنودها ينص على أنه إذا وقع تصرف خطأ من أحد أفراد القوى التركية يحاسب بمعرفة قوته التركية وطبقاً لقوانين الجيش التركي دون أي تدخل للسلطة أو القانون القطري، أي أنها قوة استعمارية بكامل إرادة الأمير وانصاع فيها تميم لأردوغان الذي يتحرك فاقداً الوعي بأبعاد تصرفاته".
جهل سياسي
ولفت مؤسس المخابرات القطرية إلى أنه ما يمكن تأكيده أنه إذا ما جدت أمور في الشأن القطري مع الدول العربية، ورغب الموجود في الديوان الأميري في قطر أن ينهي مهام الإيرانيين أو الأتراك فإنه لا يستطيع لأن هؤلاء الطرفين ومعهم الطرف الأميركي في القاعدة الأميركية التي يشترك فيها البريطانيون، لن يقبل أي طرف من الأطراف التي يتم استقدامها أن يغادر ليترك نجاحات إستراتيجية حققوها لأنفسهم بفضل الجهل السياسي الذي يتمتع به مجموعة الصغار الذين يستولون على الحكم في الدوحة.
وأردف أنه في جانب آخر يجب توقع وجود مشكلة قد تطرأ في لحظة من اللحظات نتيجة احتكاك مخطط أو غير مخطط بين أحد أفراد تلك القوات مع أفراد من قوى أخرى من تلك القوات الأربعة الموجودة على أرض قطر، ولكن المشكلة عدم العلم تحديداً بأبعاد تصاعدها لوجود قوات عسكرية متصارعة إستراتيجياً على مساحة أرض محدودة مثل مساحة قطر التي تعتبر شبه جزيرة بيضاوية الشكل ولا تزيد أبعادها عن 60 في 90 كيلومتراً.
لص قطر
وأكد اللواء محمود منصور أن اللص الذي يسرق خزانة وإرادة قطر، منذ الانقلاب الذي وقع في عام 1995 ضد الشيخ خليفة يدعي أن دول المقاطعة العربية تحاصره والواقعة أنها لم تفعل ذلك وإنما قاطعته وهو القرار العربي، إلا أن جغرافية قطر وموقعها بأنها محاطة بمياه الخليج من كافة الجهات باستثناء ارتباط بري مع السعودية جعلها تفقد القدرة على الاتصال البري والجوي والبحري معهم واضطرت إلى أن تتخذ قرارات رعناء بلا أدنى تفكير سياسي، بدلاً من أن تستجيب لطلبات دول المقاطعة العربية.
وشدد على أن المطالب العربية إذا تم النظر لها بعقل وحنكة فإن الانصياع لها، كان سيحقق لقطر الاستقلال عن أي ضغوط خارجية وعن أي أوضاع استعمارية فرضت عليهم منذ انقلاب 1995 وكانت ستفتح لهم الطرق الثلاثة، إلا أن العناد من ذلك الطفل الذي يحكم من خلال الانقلابات جعلهم يقعون في شر أعمالهم وما زالوا يصرون على العناد.
وساطة أميركية
وأخيراً تتردد معلومات قادمة من أقصى الغرب بأميركا على أن الولايات المتحدة ربما تسعى لفتح الطرق الجوية من خلال الأراضي العربية المقاطعة لقطر، وفقاً لمنصور، وهو ما رد عليه بأن الدول العربية المقاطعة ليست على أدنى استعداد للاستجابة لتلك الأحلام لذلك المطلب الذي يحلم به أمير قطر لن يتحقق، لأن الرباعي العربي ليس مسلوب الإرادة مثله أو خاضعاً في إرادتها مثله وإنما هي دول ذات سيادة على أرضها وهوائها وبحارها وقادرة على فرض إرادتها، على عكس الأمير اللص الذي لم يترك سبيلاً إلى العار إلا وطرقه.
وأوضح أن أمير قطر عمل على تخريب العالم العربي مما تسبب في سقوط شهداء بأعداد تجاوزت المليون شهيد في العالم العربي والإسلامي لمجرد أن يحلموا في الدوحة بتشكيل دولة وهمية تكون القائدة فيها لهم وهي أشياء غريبة لم تكن تخطر في عقل طفل ساذج، وإنما خرجت من داخل العقلية الإخوانية المريضة التي استطاعت أن تسيطر على عقل الحمدين، واستمرت على إنشاء تلك الدولة الوهمية وفي سبيل ذلك جرت أحداث قتل وتخريب.
جرائم قطرية متنوعة
كما أوضح مؤسس المخابرات القطرية أن تعاون أنقرة والدوحة من خلاله تم إحداث أكبر خسارة تاريخية في أعداد السوريين السنة، لدرجة أنهم حينما وجدوا سنة سوريين أحياء قاموا في محاولة أخيرة بقتلهم عبر نقلهم إلى ليبيا لتنفيذ مخططهم الشيطاني الأسود، لتفقد سوريا أي تعداد يذكر للسنة بعد الجريمة التركية القطرية ضد سنة سوريا.
واستطرد أن الجرائم التي ورطت الحاكم في قطر متنوعة أفقدته القاعدة الأسرية داخل قبيلة آل ثاني، والعلاقة السوية مع قبائل الشعب القطري، حيث مارس على مشايخ أسرة آل ثاني وأفراد القبائل العربية الأصيلة، كل وسائل الاضطهاد من الاعتقال والإهمال الصحي وتركهم يعانون من غلاء المعيشة بلا توفير أي حلول لهم، وأصبح الشعب القطري الذي يحيى على أرض قطر التي تمتلك أكبر إنتاج بالغاز يعاني من الفقر والاحتياج للخدمات الطبية التي لا تتوفر وبها أكثر من 1600 مصاب يومي في تلك المساحة المحدودة والتعداد الإنساني المحدود للغاية.
ولفت إلى أن الرعونة والانشغال بالتآمر جعل حكام قطر يقعون في التقصير الشامل مع الشعب القطري وحرموا حتى أفراد قبيلة آل ثاني من حق الدفاع عنهم أو إجراءات التقاضي المعروفة عالميا، ليقبعوا في السجون لسنوات متصلة مع حرمان أسرهم من أي دخل مادي يستطيعوا من خلاله أن يجدوا قوت يومهم أو يؤويهم، بالإضافة لأعداد كبيرة غادرت قطر رفضاً للسلطة الحاكمة مع نزع الجنسية عنهم وسحب الجوازات عنهم التي تثبت أنهم قطريون ولم يتورعوا في مصادرة الأملاك سواء حسابات بنكية أو أملاك عقارية داخل قطر.
وتابع: إن تصرفات السلطة القطرية الغاشمة امتدت لتشمل العمال الآسيويين الذين استقدموا لإقامة ملاعب لبطولة كرة القدم عام 2022 حيث يعانون من التأخر في استلام رواتبهم وعدم وجود الرعاية الطبية والكفالة التي تتحكم في نزولهم لإجازاتهم أو تحويل أي أموال لأسرهم كلها صور متعددة للظلم كأنهم يحيون في كوكب آخر للظالمين ولكل ظالم نهاية.