قطريون يَكشِفون مُحاوَلات الحكومة للتكتُّم على أعداد إصابات ووفيات
منذ تفشي وباء "كورونا" المستجد (كوفيد-19) في الدوحة، ويتخوف أهلها بسبب ضعف المنظومة الصحية في البلاد والمتضررة من الأصل جراء المقاطعة العربية التي أدت إلى انسحاب أكفأ الأطباء من البلاد من ناحية، وإلى تدهور الاقتصاد القطري من ناحية أخرى.
ومع تفشي وباء "كورونا" تضاعفت الأزمات وكانت القشة التي قصمت ظهر حكومة "تميم بن حمد"، فأصبحت القرارات المتخبطة سمة سائدة، وسط انهيار في المنظومة الصحية والاقتصادية وغضب شعبي من عجز الحكومة التي تمتلك مليارات الدولارات في صناديق سيادية.
الأمر وصل إلى رفض الحكومة في الآونة الأخير لاستقبال حالات بمستشفيات العزل بسبب عدم رغبتها في تسجيلهم في كشوفات المصابين من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب عدم تجهيز المستشفيات لعدد الإصابات الذي تجاوز ذروته، لذا فإن الحكومة القطرية تتخوف من معرفة أن هناك إصابات تموت خارج العزل، فتلجأ إلى حيلة رفض إجراء فحص المسحة الطبية.
حالات مرفوضة و"كورونا" يأكل جسدها
يقول المواطن القطري "أ. خ" إن أحد أقاربه أصيب بدرجة حرارة مرتفعة وصلت إلى ٣٩، لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ومن الشعور بالتعب كان يذهب يوميا إلى طوارئ "حمد الطبية"، لكي يطلب منهم إجراء فحص "كورونا" يرفض الطبيب بحجة أن هذه أعراض عادية، مردفاً: "وفي رابع يوم ذهب إلى مركز "أم صلال" وبعد صراخ وافقوا لإجراء الفحص والنتيجة كانت إيجابية، ثم تم اكتشاف الفيروس في زوجته وأبنائه".
أضاف القطري: "الأزمة في رفض الحالة وخروجها من الطوارئ دون التأكد من إصابتها بكورونا يسهل تفشي الوباء داخل المستشفيات والمراكز الصحية، مشيرا إلى أن ما تقوم به الحكومة هو إلقاء الشعب في غياهب الجب.
العائلة كاملة مصابة بسبب استهتار المستشفى
فيما ينقل مواطن قطري آخر عن أحد أقاربه، وهو متأثر لما وقع بالعائلة من كارثة، قائلاً: "فقد ابن عمي حاسة الشم والتذوق وهي إحدى الأعراض المعروفة لفيروس كورونا، طلب من المستشفى إجراء الفحص ولكنهم أصروا بأنه لا داعي لذلك".
أضاف: "وبعد عدة أيام تم اكتشاف الفيروس في كل أفراد العائلة منهم 4 أطفال والوالد والوالدة.
أكد أن هناك إهمالا أو تقصيرا في الصفوف الأمامية في المستشفيات، ولاسيما في التعامل مع بعض الحالات التي تستوجب إجراء الفحص والتعامل معها بجدية أكبر، مطالبا بضرورة محاسبة المقصرين الذين يساهمون بنشر الفيروس بسبب عدم الجدية في التعامل.
وتابع: تستغل هذه الحيلة من أجل عدم تسجيل حالات الوفيات والإصابات بكورونا، فعندما تلقى حتفها خارج العزل فإنها لن تؤدي إلى ارتفاع الإصابات وضرورة اكتشاف الوضع الحقيقي لتفشي الوباء.
مصاب قطري يكشف إهمال المستشفيات
يقول المواطن القطري فهد الفيصل، إنه في شهر مارس الماضي، ظهرت عليه الأعراض، ووصلت حرارته إلى 38 وضيق تنفس وفقد حاسة الشم، ذهب إلى طوارئ حمد ورفضوا أخذ مسحة بعذر أن الكميات بسيطة، مضيفاً: "جاءت الأوامر بأخذ العينات وحدثوني بعد 10 أيام كنت عزلت نفسي جيداً في المنزل وفي حالة صعبة جداً وسحبوا عينة واكتشفوا إصابتي بالفيروس وبعد 18 يوماً بالمستشفى خرجت وأنا في حالة صعبة للغاية".
اقتراب الحالات من 31 ألف إصابة
فيما أعلنت وزارة الصحة القطرية اليوم السبت تسجيل حالة وفاة بفيروس "كورونا" المستجد ليرتفع إجمالي الوفيات في البلاد إلى 15 حالة.
وقالت الوزارة، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عبر حسابها على تويتر: إن الوفاة لمقيم يبلغ من العمر، 74 عاما، وكان يتلقى الرعاية الطبية في العناية المركزة.
وأشارت الوزارة، في بيان صحفي على موقعها الإلكتروني اليوم، إلى تسجيل 1547 إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليرتفع إجمالي الإصابات إلى 30972.
ولفتت إلى تسجيل 242 حالة شفاء من الفيروس ليصل إجمالي المتعافين إلى 3788 حالة.