الخيانة العظمى.. وثائق تكشف مساعدة زعيم داعش للولايات المتحدة
ما زالت توجد الكثير من الأسرار داخل الجماعات الإرهابية، خاصة تنظيم "داعش" و"القاعدة"، حيث إنه رغم محاربة أميركا لهم، إلا أنه تم الكشف عن تقديمهم مساعدة لها، وهو ما كشفته وثائق حديثة.
الوثائق الأميركية
كشفت وثائق أميركية أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي الحالي محمد سعيد عبدالرحمن المولى، المعروف باسم "أبو إبراهيم القرشي"، تعاون مع الولايات المتحدة، حينما كان في السجن عام 2008، حيث أدلى بمعلومات بشأن أسماء 68 عنصراً من تنظيم القاعدة.
اعتقلت القوات الأميركية المولى عام 2008، وتم استجوابه في مدينة أم قصر، جنوبي العراق، بسجن بوكا، وأطلق سراحه عام 2009، وذاع صيته مؤخراً بعد أن أصبح زعيم داعش في أعقاب مقتل أبو بكر البغدادي.
وأوردت صحيفة "تليجراف" البريطانية، تقارير لمركز مكافحة الإرهاب بالأكاديمية العسكرية الأميركية "ويست بوينت"، بأن أبو إبراهيم القرشي أعطى معلومات استخباراتية للقوات الأميركية، كان من شأنها المساعدة في نجاح ضربات واشنطن للقاعدة.
وأضافت: أن تلك المعلومات تتعلق بعشرات من زملائه الإرهابيين، بالإضافة لبيانات أخرى عن هيكل تنظيم القاعدة في الموصل شمال البلاد، و19 صورة فوتوغرافية، حيث كان المولى قاضياً بتنظيم القاعدة.
شخصيات بارزة
المعلومات التي أدلى بها زعيم داعش تضمنت الكشف عن هويات شخصيات بارزة تقف وراء عمليات اغتيال واختطاف وإنتاج عبوات ناسفة متطورة، استخدمت في قتل قوات التحالف الدولي، من بينهم إرهابي مغربي يدعى أبو جاسم أبو قسورة، الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة آنذاك بالعراق، الذي قتلته القوات الأميركية بعد 8 أشهر على تقديم المولى معلومات عنه.
وحددت الوثائق المنقحة بدقة الهيكل التنظيمي للقاعدة في العراق وتنظيم داعش الناشئ بناء على المعلومات التي قدمها المولى، حيث قدم تفاصيل عن جميع المناصب الأميرية الرئيسية، خلال ثلاث جلسات استجواب.
وكشف المولى أسماء 68 شخصاً، بالإضافة لتقديمه أوصافاً جسدية، وأرقام هواتف، والأدوار التي لعبوها بالتنظيم، وعقب ذلك تمكنت أميركا من إلقاء القبض على بعضهم، فيما قتلت قوات التحالف آخرين.
أين المولى الآن؟
بعد تولي أبو إبراهيم القرشي، 43 عاماً، زعامة داعش، من المرجح أنه يختبئ في سوريا، حيث إنه هدف للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لذلك رصدت الولايات المتحدة في أغسطس 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى.
وكتب المولى في السابق خطابات البغدادي، وكان إمام مسجد الفرقان في الموصل، ولكن عدد من أعضاء داعش يشككون في مؤهلاته لزعامة التنظيم.
وتعتبر تلك الوثائق الأميركية ضربة قوية للتنظيم الإرهابي وزعيمه الحالي، ولذلك من المتوقع أن يكون لها صدى ضخم وانعكاس بتفاقم الانقسامات في داعش.
ينحدر القرشي من الأقلية التركمانية في العراق، لذلك فهو واحد من القادة غير العرب القلائل في التنظيم، وتخرج من جامعة الموصل، وكان له دور مهم في حملة الاضطهاد التي شنها "داعش" بحق الأقلية الإيزيدية في العراق عام 2014.