بين الرؤساء والوزراء والقضاة.. تاريخ الإخوان في مصر مكتوب بدماء الاغتيالات
كتبوا تاريخهم بالدماء، وتسلقوا على أجساد الشخصيات البارزة للوصول إلى الحكم، ومزقوا أحلام المواطنين الأبرياء التي استغلوها لصناعة حقائق زائفة عن التنظيم الإرهابي، قبل أن يطيح بهم المصريون في ثورة بيضاء تخلصوا فيها من حكم الإخوان، الذين خرجوا لقتل المواطنين وإضافة المزيد من الأسماء لقائمة الاغتيالات.
أحمد ماهر... البداية
بين الخطف والترويع والقتل، تاريخ طويل من الجرائم نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية، منذ نشأتها عام 1928 على يد حسن البنا، لتتاجر بالإسلام بينما تخالف كل تعاليمه، لتبدأ جرائمها ضد الشخصيات البارزة وكبار رجال الدولة في منتصف أربعينيات القرن الماضي.
وكان أول ضحايا الإخوان في قائمة الاغتيالات، هو أحمد ماهر رئيس وزراء مصر عام 1945، الذي قتل في قاعة البرلمان، وبعد 3 أعوام، اغتالوا المستشار والقاضي أحمد الخازندار، وفي العام نفسه، تم اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي عند ديوان وزارة الداخلية.
كما انضم لقائمة الاغتيالات الإخوانية، الشيخ محمد الذهبي الذي تم اختطافه من قبل "التكفير والهجرة" التابعة للإخوان، بالإضافة إلى الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، والمفكر الكاتب فرج فودة.
محاولات اغتيال الرؤساء
وفي 26 فبراير 1954، وصل الأمر بالإخوان إلى محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، أثناء خطابه بميدان المنشية في الإسكندرية، احتفالا بتوقيع اتفاقية الجلاء، وخلاله أطلق الإخواني محمود عبد اللطيف، 8 طلقات من مسدس بعيد المدى ليصاب شخصان بينما نجا ناصر.
وتكررت تلك الواقعة أيضا مع الرئيس السابق محمد أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة في 6 أكتوبر 1981، ولم يتمكن فيها من النجاة.
عنف الإخوان بعد الثورة
ومنذ ثورة 25 يناير، حاول أفراد الإخوان المتاجرة بالدين وإصدار الشائعات لتجميل صورتهم، بينما أداروا خفية العديد من أعمال العنف والجرائم، التي تأججت بعد ثورة 30 يونيو، لتبدأ سلسلة من الاشتباكات مع أنصارهم وقوات الأمن، والتي كان أكثرها عنفا أحداث مكتب الإرشاد، في منطقة المقطم بمحافظة القاهرة، والتي أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين.
ووجه الإخوان عقب ذلك أسلحتهم تجاه رجال الشرطة والجيش المصري، عبر تنفيذ العديد من الجرائم التي استهدفوا فيها دور العبادة، سواء المساجد أو الكنائس، وكذلك المنشآت العامة، وأقسام الشرطة، وأبرزها التفجير الانتحاري للكنيسة البطرسية بالعباسية.
مقتل 61 شخصًا وإصابة 435 آخرين، هم أحد ضحايا الجماعة في واحدة من جرائمهم الشهيرة، وهي أحداث الحرس الجمهوري،
محاولات النيل من القضاء المصري
وعقب أحداث ثورة 30 يونيو، سعى الإخوان للنيل من القضاة الذين أصدروا أحكاما قضائية رادعة لجرائمهم الإرهابية، ومن بينها محاولة اغتيال رئيس محكمة جنوب القاهرة، ومحاولة اغتيال المستشار ناجي شحاتة رئيس محكمة الجنايات.
وفي سبتمبر 2013، بعد أن شنت وزارة الداخلية المصرية عمليات قوية لاستعادة الأمن بالبلاد والتصدي لتحريض وجرائم الجماعة، سارع الإخوان بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، بقنبلة استهدفت موكبه أثناء تحركه من أمام منزله، ما أسفر عن إصابة 25 شخصا من بينهم 10 من رجال الشرطة.
ورغم فشلهم في تلك المحاولات لكنهم تمكنوا من تنفيذ إحدى عمليات الاغتيالات في نهار شهر رمضان، ما يتنافى مع ما يروجونه من معتقدات دينية، حيث إنه في صباح 19 يونيو 2015، الموافق 12 رمضان، تم تفجير موكب النائب العام السابق هشام بركات بعد تحركه من منزله بشارع عمار بن ياسر في مصر الجديدة بأمتار قليلة، عبر سيارة ملغومة كانت مركونة على الرصيف، ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص من بينهم بركات، وتهشيم واجهات منازل وسيارات.
وفي يوليو 2017، قضت محكمة جنايات القاهرة، بإعدام 28 متهما، وقضت على 15 متهما بالسجن المؤبد، و8 متهمين بالسجن المشدد 15 عاما، و15 متهما بالسجن المشدد 10 سنوات، من المتهمين باغتيال هشام بركات.