خوفا من تسليمهم.. الذعر يضرب صفوف الإخوان الهاربين لتركيا
بعد خيانتهم لوطنهم مصر وهروبهم إلي تركيا ومهاجمة القاهرة يعيش الإخوان الآن أسوأ أيامهم بعد قرار أردوغان ترحيلهم من أنقرة
صفعات متتالية توجهها تركيا إلى الإخوان الهاربين لديها منذ ما يقرب من 8 أعوام، بالتزامن مع سعي تركيا في الفترة الأخيرة لكسر عزلتها بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لذلك تكثف جهودها لإعادة العلاقات مع مصر، لتحاول مغازلتها عدة مرات، إلى أن ردت القاهرة رسميا بشروط للمصالحة، والتي بدأت أنقرة في تنفيذها، ولإثبات جدية أنقرة في المصالحة، أصدرت الحكومة التركية قرارات صارمة ضمن مساعيها لتخفيف التوتر من القاهرة وعودة العلاقات، حيث اتخذت إجراءات عاجلة ضد قنوات الإخوان المعادية لمصر، ووجهت بوقف الانتقادات للقاهرة.
وخلال الأسبوع الماضي، أبلغ النظام التركي قنوات الإخوان التي تبث رسميا من إسطنبول بضرورة وقف البرامج التي تعادي الدولة المصرية، وهي قنوات "مكملين، والشرق، ووطن"، حيث وجهت لهم تعليمات بضرورة تخفيف حدة لهجة الانتقاد.
انقسام بين القيادات الإرهابية الهاربة
ويقول الباحث محمد بركات: إن الإخوان الهاربين تشهد في صفوفهم حالة من الانقسام منذ نهاية العام المنصرم، لاسيما عقب بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي قامت بها السلطات التركية، وطالت 23 من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية المقيمين على أراضيها؛ ما أدى إلى وجود حالة ذعر بين قيادات التنظيم الإرهابي، خوفا من تصاعد الاتهامات والترحيل إلى مصر.
وأضاف: "الإخوان الهاربون في تركيا تواصلوا مع دول خارجية لتوفير ملاذات آمنة لعناصر إخوانية من مصر ودول عربية أخرى، بالتنسيق مع قيادات التنظيم الدولي للإخوان، ما أدى لتوتر العلاقة بين قيادات التنظيم الإرهابي والحكومة التركية".
مخاوف من التسليم للسلطات المصرية
وتابع: "الإخوان الهاربون إلى تركيا والذين كانوا يقدمون برامج على شاشات قنوات الإخوان التي تبث من أنقرة، يبحثون حاليا عن فرص هروب جديدة، خوفا أن يتم تسليمهم للسلطات المصرية، وهو ما ظهر خلال الفيديو المسرب للمذيع الإخواني الهارب محمد ناصر، حيث قال فيه: إنه يبحث عن فرصة للخروج من تركيا متوجها إلى كندا أو الولايات المتحدة الأميركية، وأكد خلال التسريب أنه لا يمكن أن يقول هذه التصريحات على الهواء، وكشف أن تركيا بدأت بالفعل في وضع قيود على إعلام جماعة الإخوان الإرهابية والهاربين إليها منذ 8 سنوات".
وأشار إلى تنامي حالة الانقسام في صفوف الوسط بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، ما بين عناصر غاضبة من السياسات التي قامت بها القيادات في الشهور الأخيرة، وترى تلك العناصر أنه على القيادات تحمل مسؤولية تلك القرارات الخاطئة، التي وصلت بالتنظيم الإرهابي إلى حافة الانهيار، أما الرأي الآخر داخل الجماعة الإرهابية تمثلت في استراتيجية التواصل مع دول أخرى ليست حليفة لتركيا، ليضمن بذلك تعدد الملاذات الآمنة لعناصر التنظيم تحت أي ظرف.