رغم جهودهم... لماذا هاجم الرئيس الفلسطيني دول الخليج؟
رغم مساعي السلطة الفلسطينية لعقود من أجل التوصل إلى حل قضيتها واستعادة أراضيها باختلاف الرؤساء والقيادات بها، إلا أنها اتخذت موقفاً مغايراً مع إقرار الاتفاق الثلاثي بين الإمارات وإسرائيل وأميركا الذي يقضي بإيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ليطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن تصريحات عدائية رافضة يميناً ويساراً دون سبب واضح.
دعم خفي
وكشفت مصادر لموقع "العرب مباشر" أنه توجد أطراف خارجية تزج بمحمود عباس نحو مهاجمة دول الخليج والإساءة لها، خاصة الإمارات والبلدان العربية الداعمة للاتفاق الثلاثي المعلن عنه ببداية الشهر الماضي.
وأضافت المصادر: أن تلك الأطراف الخارجية تسعى لإعاقة توقيع وتنفيذ الاتفاق الثلاثي لمنع حل القضية الفلسطينية لاستمرار النزاع بها لمصلحة حركة حماس، والتجارة بالأزمة واستغلال الأمر لمصالحهم.
وتابعت: إنها في الوقت نفسه تهدف لمنع نسب الإنجاز الدبلوماسي في القضية لدولة الإمارات التي بذلت جهوداً مضنية، حتى تعيقها وتسيء إليها، مشيرة إلى أنه من بين تلك الأطراف الخارجية دولتا قطر وتركيا الداعمتان للإرهاب والمتاجرتان بالقضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن تلك الأطراف الخارجية وعدت أبو مازن بدعمه بالاستمرار في منصبه في حال إعاقته ورفضه للاتفاق والحشد الشعبي ضده، وبالفعل هو النهج الذي يسير عليه حالياً.
هجوم بلا سبب
خلال الساعات الماضية، أثار محمود عباس الجدل بسبب حديثه خلال اجتماع الأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، وما تضمنته من إساءات لدول الخليج، حيث قال: "13 مليون وكلهم متعلمون ولا أمية لدينا مثل غيرنا.. سنعيش وسنحصل على الدولة إن شاء الله".
كما تحدث في اللقاء نفسه، الأمين العام لمنظمة الصاعقة الفلسطينية في لبنان، معين الحامد، الذي تحدث عن فضل الفلسطينيين على تعليم شعوب الخليج وبناء دولهم.
وهو ما تسبب في انتقادات حادة لأبو مازن عبر مواقع التواصل الاجتماعي وندد به المغردون ورفضوه كونه يأتي في ظل دعوات لتوحيد الفصائل الفلسطينية تحت قيادة موحدة بالتزامن مع سعي الإدارة الأميركية لإنجاز اتفاقيات لتطبيع العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل، واعتبره رواد الموقع "إساءة" لدول الخليج، مشيرين إلى أن الفضل ببقاء السلطة الفلسطينية يعود للدعم المالي الذي قدمتها بلدانهم لها.
كما يرى رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن ما تفعله السلطة الفلسطينية وفصائلها لا علاقة له بقضية وحقوق ولكنه خطاب تحريضي ضد الخليج وضد الإمارات بصورة خاصة، وهو ما يعتبر إعلاناً رسمياً بدعم الإرهاب ضد الخليج.
ازدواجية السلطة الفلسطينية
منذ إعلان الاتفاق الثلاثي أظهر ذلك ازدواجية وفساد السلطة الفلسطينية، حيث تتولى حركة حماس نقل الأموال القادمة من قطر إلى أتباعها في قطاع غزة، وهو ما كانت تروج له الدوحة لفترة طويلة، بمزاعم أنه لصالح الشعب، وتقبلته السلطة الفلسطينية.
كما أقدم الرئيس الفلسطيني على موقف غريب أظهر ازدواجية لديه في التعامل، وخداع وفساد السلطة، بأنها أمام الإعلام يهاجمون الإمارات وبالخفاء يستجدونها، فعلناً يبين رفض الاتفاق الثلاثي، وبالخفاء يطلب لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، حيث إنه قبل أيام انتشر تسريب صوتي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يشيد بدور الإمارات في القضية الفلسطينية، قائلاً: "كل شيء ينتهي على خير على يديكم إن شاء الله، وكل ما نريده هو إصلاح ما بيننا وبين الإمارات، وأرجو أن تبلغوا الشيخ محمد كل التحيات والاحترام والتقدير لشخصه وجهوده، وأتمنى أن نلتقي قريباً بعد أن تنحل تلك المشكلة البسيطة".
وكان الرئيس الفلسطيني فور إعلان الإمارات لإنجازها الدبلوماسي فيما يخص القضية الفلسطينية، سارع وقتها أبو مازن برفض ذلك الأمر، داعياً لاجتماع عاجل يعقبه بيان حول الإعلان الثلاثي الأميركي- الإماراتي- الإسرائيلي، وهو ما تم عقده بالفعل في 13 أغسطس الجاري.
بنود الاتفاق الثلاثي
في مطلع الشهر الماضي، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، أعلن أنه اتفق مع ترامب ونتنياهو على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وكتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تدوينة عبر حسابه بموقع "تويتر"، أنه: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأميركي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولًا إلى علاقات ثنائية".
ووفقاً لبيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانات كبيرة في المنطقة.
وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم، وسوف تجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.