سلطنة عمان تكشف مزاعم قطر بالتكفل بإجلاء المواطنين العمانيين
رغم صعوبة الأزمة التي تفتك بالعالم أجمع، بسبب فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، إلا أن قطر استغلت تلك الظروف مع جيرانها وأشقائها العرب، لتستمر في ارتكاب الخيانة مراراً وتكراراً، دون أن تحاول فتح صفحة جديدة صادقة مثلما تدعي.
يهتم النظام القطري بتحقيق مكاسبه الخاصة فقط بطريقة رخيصة على حساب العرب، من أجل تحسين صورته أمام العالم وأبناء شعبه، وهو ما أقدم عليه مع سلطنة عمان، التي كانت تحافظ على الحياد في مختلف الأزمات القطرية، من أجل الأخوة العربية.
إجلاء العُمانيين
قبل أيام قليلة، زعم الإعلام القطري أن الدوحة تكفلت بإجلاء المواطنين العُمانيين من الولايات المتحدة الأميركية إلى بلادهم، بشكل مجاني، وهو ما احتفى به زوراً الإعلاميون القطريون، منهم جابر الحرمي، الذي نشر تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، قال يمدح فيها الخطوط الجوية القطرية بمزاعم تسييرها رحلات خاصة إلى مسقط لإعادة طلاب عمانيين عالقين من الدول التي يدرسون بها إلى بلادهم، مجاناً، مختتمها بقوله: "يستاهلون أهلنا في عمان، وهذا أقل واجب تجاه أشقائنا في عمان"، مدعياً أن "الخطوط القطرية توفر شريان حياة لهؤلاء المواطنين العمانيين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج".
وهو ما أثار غضب المواطنين العُمانيين، الذين نددوا بذلك عبر "تويتر" وأكدوا أن النقل بمقابل مادي بسبب احتكار الخطوط القطرية، رافضين استغلال الدوحة للظروف الحالية بالعالم.
سلطنة عمان ترد
وسرعان ما بادرت الجهات الرسمية العُمانية بتفنيد هذا الادعاء وتوضيح حقيقة ما جرى، وتوجيه صفعة قوية للإعلام القطري، حيث أصدرت بياناً تضمن "توضيحاً حول ما تناولته بعض وسائل الإعلام الإقليمية وبعض مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي حول الآلية التي تم اتباعها من قِبَل الجهات الرسمية لإعادة الطلبة العمانيين المبتعثين إلى الخارج وكذلك المواطنين الموجودين في الخارج إلى أرض السلطنة".
وتابع: أن "الحكومة العمانية قامت بالتعاقد مع الخطوط الجوية القطرية التي تمتلك الترخيص اللازم للطيران من مطارات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك نظراً لكون الناقل الوطني للسلطنة لا يمتلك ذلك الترخيص الذي يتطلب إجراءات مطولة للحصول عليه، تم التعاقد مع الخطوط الجوية القطرية على أساس تجاري وبمقابل مادي من أجل تسيير رحلات غير مجدولة مخصصة لنقل العمانيين إلى السلطنة بشكل مباشر وبما يضمن سرعة عودتهم ووصولهم بسلام إلى أرض الوطن، لاستكمال بقية الإجراءات الوقائية والطبية التي تضمن سلامتهم وسلامة أهاليهم".
وكانت وزارة الصحة العمانية أعلنت أمس، عن تسجيل 18 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا الجديد ليصبح العدد الكلي للحالات المصابة في السلطنة 210 حالات، وعدد الوفيات حالة واحدة، بينما 34 حالة قد تماثلت للشفاء.
الدوحة تعتذر
وعقب كشف سلطنة عُمان للأكاذيب القطرية، أعلنت الخطوط الجوية القطرية تقدمها باعتذار عما ادعت أنه "سوء فهم"، متوجهة بالشكر للسلطات في سلطنة عمان على اختيارها للعودة بالطلاب العُمانيين المبتعثين في أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأميركية إلى سلطنة عُمان.
وقالت الخطوط القطرية، في بيانها، إن السلطات العُمانية مشكورةً اختارت الخطوط الجوية القطرية لتسيير رحلات خاصة غير مجدولة إلى الوجهات السالف ذكرها للعودة بالطلاب العُمانيين إلى بلادهم، وذلك بفضل امتلاكها للتراخيص اللازمة للطيران إلى هذه الوجهات في ظل تفشي فيروس كورونا، مؤكدةً "الروابط القوية والعلاقات الوطيدة التي تجمعنا مع الإخوة في سلطنة عُمان وأمنياتنا للجميع بالسلامة".
احتكار قطر
ويأتي ذلك بعد أيام، من تصريح المدير التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، الذي رفض فيه تعليق الرحلات بالبلاد، متجاهلاً الإجراءات الاحترازية التي فرضتها منظمة الصحة العالمية تجنباً لكورونا بغلق الحدود للبلاد، بزعم أن الفيروس لا ينتقل عبر الهواء، لذلك ستستمر قطر في احتكار الطيران.
بينما ندد مسافرون عبر الخطوط القطرية باستغلالها للأوضاع في العالم، مؤكدين أن الأمر بها يعتبر فوضى مزرية نظراً لعدم اتخاذ أيّ احتياطات طبية بالطائرة لمنع انتشار الفيروس، فضلاً عن رفع الأسعار بشكل مثير للاستفزاز.