شكوك ألمانية حول دبيبة وأردوغان: لا يحظى بتوافق كامل ومثير للجدل
منذ انتخابه قبل حوالي أسبوع، في جولات ملتقى الحوار الليبي بجنيف السويسرية، في منصب رئاسة الحكومة الليبية القادمة، انتشرت عدة تساؤلات وتنديدات حول عبدالحميد دبيبة، لعلاقاته القوية تجاه الإخوان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
دبيبة يثير اعتراضاً دولياً
وأبدى عدة مراقبين دوليين مخاوفهم من علاقة دبيبة وأردوغان، حيث اعتبرته صحيفة "لوموند" الفرنسية بأنه رجل تركيا في ليبيا ورجل الصفقات السياسية، ليشاركها موقع "دويتش فيلا" الألماني في الرأي نفسه.
وأشار الموقع إلى أن ألمانيا تابعت عن كثب جولات الحوار الليبي، بعد عشرة أعوام على رياح "الربيع العربي" التي أطاحت بنظام معمر القذافي، حيث ما زالت ليبيا غارقة في فوضى سياسية وأمنية تفاقمها التدخلات الخارجية وتحرم الليبيين من ثروات بلادهم الهائلة، مضيفاً أنه ظهرت بارقة أمل بدأت ترتسم في الأفق قد تُخرج البلاد من عنق الزجاجة بعد انتخاب الفرقاء الليبيين محمد دبيبة رئيس وزراء انتقالي بهدف تنظيم انتخابات عامة في ديسمبر المقبل.
كما لفت إلى أن موقف ألمانيا من الحكومة الجديدة جاء كغيرها من الدول، حيث أبدى سفير ألمانيا لدى ليبيا، أوليفر أوفتشا، تهنئته وأكد دعم ألمانيا الكامل للسلطة التنفيذية المؤقتة، موضحاً أنه "بناءً على خارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، اتفقنا على الإعداد للانتخابات والمصالحة وتقديم الخدمات كأولويات للمرحلة المقبلة".
شكوك ألمانية حول دبيبة
وتابع: لكن بعد ذلك ظهرت الكثير من الشكوك حول دبيبة التي لا يمكن الحسم فيها، حيث نقل عن الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية فولفرام لاخر، قوله: إنه ليس واثقاً من قدرات الحكومة الانتقالية الجديدة، مضيفاً "سيكون لديها القليل من القوة على الأرض. ستجد صعوبة كبيرة في ممارسة أي نفوذ في ليبيا، وحتى في غربها".
وأكد "دويتش فيلا" وجود مواقف متباينة بشأن رئيس الوزراء الجديد، وردود فعل مختلفة، موضحاً أنه لا يحظى بإجماع كامل، خصوصاً وأنه شغل مناصب مهمة في ظل نظام القذافي، وكان ينتمي للدائرة المقربة التي كان يثق فيها العقيد.
وأوضح أن قريبه علي دبيبة، وهو أيضا رجل أعمال، رهن تحقيقات في ليبيا وأماكن أخرى بتهم اختلاس، لذلك لم يكن متوقعا فوز قائمة دبيبة أمام القائمة المنافسة التي تشمل وزير الداخلية القوي في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا ورئيس البرلمان عقيلة صالح.
وأردف أنه لا يمتلك خبرة سياسية كافية وشخصية لا تخلو من عوامل الجدل، حيث نقل عن الخبير في الشؤون الليبية طارق المجريسي، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله: إن "اسم عائلة (دبيبة) مرادف للفساد في عهد القذافي".
وتابع: إن دبيبة، الحاصل على شهادة في الهندسة من جامعة تورنتو، أدار شركة استثمارية تابعة للدولة من 2007 إلى 2011 مسؤولة عن بعض أكبر مشاريع الأشغال العامة، وفي نوفمبر الماضي، أثيرت مزاعم بأن دبيبة حاول شراء أصوات داخل منتدى الحوار.
صوت أردوغان
واعتبر الموقع الألماني علاقة رئيس الحكومة الليبية الجديد مع أردوغان مثيراً للجدل، مستعينة بتقرير "رويترز" الذي ذكر أنه في يناير 2020، كشفت تقارير عن توسيع أردوغان مخططاته للفساد في ليبيا من خلال اللعب على الانقسامات في البلاد، عبر التعاون مع أشخاص مثل رجل الأعمال المصراتي، ولأجل ذلك، حصل رجل الأعمال على حوالي 19 مليار دولار من عقود البناء الليبية لشركات تركية، من هيئات الدولة الليبية، التي تسيطر عليها عائلته، لذلك اعتبر تركيا دولة صديقة في أول تصريح له رغم الفساد الذي نشرته أنقرة ببلاده.
كما أشار إلى أن مجلس النواب الليبي أدرجه في لائحة تضم العناصر والكيانات المتهمة بالإرهاب، باعتباره ممولاً للكتائب المسلحة الموالية والتابعة لجماعة الإخوان المسلمين، في يونيو 2017، فضلاً عن الاتهامات في الجولة الأولى من ملتقى الحوار السياسي الذي عقد بتونس، بدفع رشاوى لشراء أصوات من خلال ابن عمه عضو الحوار علي الدبيبة، للحصول على منصب رئيس الحكومة.