كورونا تكشف ضعف منظومة التعليم القطرية.. معلمون وأولياء أمور: زادت ضغوطنا النفسية
لم تكن وزارة التعليم القطرية على جاهزية لتطبيق نظام التعليم عن بُعد، في جميع المدارس الحكومية والخاصة، الأمر الذي ضاعف من صعوبة الضغوط التي يواجهها المعلم القطري من ناحية، وضغوط وارتباك لدى أولياء الأمور والطلاب من ناحية أخرى.
ارتباك نظام التعليم في قطر أدى إلى مواجهة الكثير من التحديات التي رسمت مشهداً شكَّل حالة من الخوف لدى أولياء الأمور؛ بسبب البطء في برنامج التعليم، وعدم تقبل الطلاب لها، إضافة لصعوبة إيصال الفكرة ومتابعة الطالب، وعدم وجود معلمين أكْفاء لتطبيق هذا النظام.
"العرب مباشر"، يرصد عقب تواصله مع أولياء أمور طلاب ومعلمين قطريين، "نقاط الضعف في منظومة التعليم عن بُعد وآثارها على الطلاب"، والتي ستسهم في انهيار المنظومة التعليمية في ظل تفشي وباء كورونا المستجد.
تهيئة أولياء الأمور
يقول (ح. ع)، وهو أحد أولياء الأمور، إن عملية التعليم عن بُعد صعبة للغاية، بسبب عدم القدرة على تقديم شروحات الدروس التعليمية بشك جيد، لافتاً أن البرامج التي يتم من خلالها التواصل مع الطلاب بطيئة جداً.
وتابع: "نظام التعليم عن بُعد كان يجب أن يتم التهيئة له، لتأهيل أولياء الأمور الذين لا يمتلكون مستوى علمياً يؤهلهم لإيصال المعلومات لأبنائهم الطلاب"، مشيراً أن ذلك كان لا بد إتمامه بتهيئة أولياء الأمور وتدريبهم قبل إطلاقه.
عدم مراعاة الفروق الفردية
من جانبه يقول (ط.ح) ولي أمر لثلاثة طلاب: "نظام التعليم عن بُعد لم يراعِ الفروق الفردية بين الطلاب ولا أولياء الأمور"، متسائلاً عن أسباب عدم إلغاء العام الدراسي بسبب كورونا واعتماد شهادة النصف الأول من التعليم كباقي الدول العربية.
وأضاف: "يمكن لبعض الطلاب التعلم بهذه الطريقة، ولكن ما ذنب الطالب المتوسط والضعيف؟ لن يتمكن من اكتساب المعرفة والعلوم المطلوبة؛ لأنها تجربة ستنجح بالأرقام فقط وليس باكتساب المعرفة".
وتابع: "الطلاب يعانون في الأصل من التعليم بالفصول وطول المناهج وصعوبتها وعدم وجود كوادر تعليمية جيدة كانت تسبب لهم الكثير من المعاناة، فزادت معاناتهم بهذا النظام الجديد".
المعلمون القطريون لا يجدون من يرحمهم
فيما يعاني المعلمون من عدم قدرتهم على التواصل مع الطلاب، فضلاً عن سوء وبطء خدمات الإنترنت؛ ما يصعب عليهم التواصل مع الطلاب.
(ف.ث) معلم قطري للمرحلة الثانوي، يؤكد أنه يواجه ضغوطاً نفسية عديدة منذ بَدْء نظام التعليم عن بُعد، ويتلقى شكاوى شبه يومية من الطلاب وأولياء الأمور، يحمّلونه مسؤولية عدم قدرة الطلاب على استيعاب النظام الجديد".
وتابع: "الجميع يمر بضغوطات وظروف نفسية صعبة، ومع ذلك وضعتنا الحكومة في وجه الأزمة، ودون استعدادات أو تأهيل"، لافتاً أن الشرح عن بُعد جديد على المدرسين ولم يعتادوا عليه ومع ذلك لا أحد يقدر الجهود الذين يبذلونها.
التعليم صداع قطر
ويواجه التعليم في قطر العديد من الأزمات في الأصل بسبب تردي أداء الحكومة وتجاهله الملف كاملاً، ويمكن تحديد أسباب انهيار المنظومة التعليمية في قطر، من خلال ارتفاع رسوم الجامعات والمدارس القطرية، حيث تبلغ قيمة الرسوم التمهيدية في جامعة قطر 45 ألف ريال؛ ما أدى إلى عدم التحاق 70% من الشعب القطري بالجامعات.
كما تتزايد شكوى أولياء الأمور بسبب تعرض الطلاب إلى الكثير من المعاناة، من بينها طول فترة الفصل الدراسي التي تصل إلى 6 شهور، ندرة وجود المعلمين بسبب الفصل التعسفي، الضغوط المفروضة عليهم في ظل خفض الرواتب.