كيف حولت ميليشيات أردوغان مدينة صرمان الليبية إلى إدلب جديدة؟
في سيناريو تتريك جديد يتكرر في ليبيا تنفذه ميليشيات أردوغان في ليبيا عبر بوابة مدينة صرمان التي تسعى أنقرة لتحويلها إلى إدلب جديدة، من خلال مخطط شيطاني بدعم مالي قطري، يسعى إلى "تتريك" المدينة الليبية، مستخدما أساليب تنظيم داعش الإرهابي في شمالي سوريا منذ احتلال تركيا والميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة لتلك المناطق.
نبش القبور
استُفزت مشاعر أهالي مدينة صرمان الليبية، جراء تكرار تصرفات مجموعات المرتزقة من السوريين والجنسيات الأخرى، أصحاب التوجه والفكر المتطرف الدخيل على المجتمع الليبي كنبش القبور وإزالة وهدم العديد من الأضرحة بالمدينة الليبية الواقعة على بعد 60 كلم غربي طرابلس.
يقول أ . ص، إن هذه الميليشيات الإرهابية تتعمد استفزاز مشاعر الشعب الليبي عبر هذه التصرفات البربرية، حيث حدث هذا العام الماضي عندما وقع العدوان الداعشي المدعوم من تركيا على مدينة الزاوية الواقعة على الساحل الغربي لليبيا، وتحديدا غرب العاصمة بحوالي 48 كلم، بعد انتهاك الإرهابيين لحرمتها، وقيامهم بأعمال السلب والنهب تحت مظلة حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج.
وأضاف أن إدانة حكومة السراج لمثل هذه الأفعال ما هي إلا استخفاف بعقول أهالي صرمان والرأي العام الليبي، في ظل معرفة الجميع بتبعية تلك الميليشيات الإرهابية لحكومة طرابلس نفسها،
ما يؤكد أن المخطط التركي يهدف لمد الفكر الأصولي المتطرف داخل المجتمع الليبي، تحت مرأى ومسمع حكومة الوفاق، في مأساة جديدة تتمثل لتحويل ما حدث من تتريك مدن الشمال السوري للغرب الليبي لاحقا، بعد تنفيذ خطوة غسل عقول المواطنين الليبيين في المدن الواقعة هناك.
مخطط التتريك
يؤكد ق . هـ، أن تركيا تسرع من وتيرة مشروع "تتريك الغرب الليبي"، حيث إن هناك مخططا تركيا يتم تنفيذه في الغرب الليبي بوتيرة سريعة، يهدف في النهاية إلى إعادة صياغة طرابلس وباقي مدن الغرب الليبي في قالب عثماني جديد برعاية رجب طيب أردوغان، ما يرجع الذاكرة إلى ما نفذته تركيا منذ عام 2014 من تبديل ديموغرافية وهيئة مدن شمال سوريا، تطبقه بشكل مماثل تماما في مدن طرابلس ومصراتة والزاوية، وغيرها من مدن الغرب الليبي.
وأضاف المواطن الليبي، أن الميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة تنفذ هذا المخطط عبر أدوات مثل دعم نفوذ الكراغلة على حساب باقي القبائل والمكونات العربية بالغرب، وقام أردوغان بزرع المرتزقة السوريين والتركمان الموالين للنظام التركي في كافة مفاصل مؤسسات الغرب الليبي العسكرية والشرطية، وهو المشروع الذي يتم بتمويل من دول تسعى لإسقاط ليبيا ولا تريد استقرارا في البلد الذي يعاني من أتون الحرب والصراع منذ سقوط نظام معمر القذافي.
وتابع: "جميع ما يتم من حشد عسكري هائل من قبل تركيا لصالح الميليشيات الإرهابية الموالية لها في غرب ليبيا، يهدف لفرض أمر واقع على المنطقة والمجتمع الدولي والليبيين أنفسهم"، مشيرا إلى أن المهمة الرئيسية لنظام العدالة والتنمية في تركيا تتمثل في اقتطاع الغرب الليبي من بيئته الحقيقية، ودمجه في الغلاف التركي الذي يسعى رجب طيب أردوغان من خلاله لإحياء خلافة عثمانية جديدة على الطراز الإخواني.
واقع مرير
يقول ر . غ، إن المواطنين في الغرب الليبي يعيشون الآن واقعا مريرا لم يروا مثله منذ عهد الاحتلال الإيطالي الفاشي في الحرب العالمية الثانية والاحتلال العثماني، حيث إن مدينة صرمان الليبية تسجل اليوم جريمة جديدة في صفحة حكومة الوفاق السوداء الداعمة للإرهابيين والميليشيات المسلحة، في ظل ما يعانيه الغرب الليبي من انفلات أمني وترد غير طبيعي في كافة الخدمات، منذ سقوط البلاد في بئر الفوضى، وقدوم حكومة الفرقاطة أو الصخيرات لمقعد القيادة في طرابلس.
وكانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، أعربت عن استهجانها وإدانتها لما حدث من نبش للقبور بأحد المقابر بمدينة صرمان وإزالة الأضرحة، منبهة إلى أن تلك الأفعال تثير الفوضى وتتسبب في الإخلال بالأمن العام وإثارة الفتن والقلاقل” .
وأكدت الوزارة، في بيان نشرته لها التزامها بمنع مثل تلك الأفعال والاعتداءات من نبش للقبور وإزالة الأضرحة، مشيرة إلى أنها لم تصدر أي تعليمات لأي جهة أمنية تابعة لها بشأن تقديم يد العون والمساعدة لمَن يقوم بتلك الأفعال.
وفي إبريل الماضي انكشف تضليل قوات حكومة الوفاق الليبية بشأن اقتحام سجن صرمان لتهريب مئات السجناء المتهمين فى قضايا إرهاب وجريمة منظمة، بعكس رواية السراج عن هروب السجناء نتيجة حدوث عملية تمرد.