صفر توران... مستشار أردوغان الذي تعلم في مصر فدعم الإرهاب بها
يولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحاشيته تنفيذ مخططاته وعملياته القذرة والفاسدة التي لا يريد تلويث يده بها علانية، لينشر الفساد والإرهاب بمختلف السبل وبين جميع الدول من أجل حلمه الواهي باستعادة الخلافة العثمانية، ليستعين بأشخاص مقربين منه داعمين للميليشيات الإرهابية والجهادية علنًا.
صفر توران.. واحد من تلك الشخصيات، الذين اقترن اسمهم بأردوغان والإرهاب، فهو مستشار الرئيس التركي ومن أشد داعمي الجماعات الجهادية المتطرفة، والذي لوث صورة مصر بشدة عبر عدة مواقف.
من هو توران؟
ولد توران عام 1962 في مدينة كهرمانمرعش بتركيا، ولكنه درس في جامعة القاهرة بمصر، لينطلق بين مختلف الدول العربية لأكثر من 10 أعوام، ويجيد اللغة العربية بطلاقة، لذلك عمل مديرًا للأخبار الخارجية في قناة السبعة التركية، وقدم برنامج "الشرق والغرب" في قناة "أولكه تي في" التركية.
خلال عمله في مجال الإعلام، شارك في تغطية الكثير من الحروب في المنطقة، منها الحرب الفلسطينية والانتفاضة الثانية والتطورات على الساحة الفلسطينية منذ 1998، والحروب الإسرائيلية على لبنان وحرب أفغانستان والعراق، ليصدر العديد من الكتب والمقالات حول قضايا الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ليحاول خلق كيان له بأنه جسر بين عالمي التركي والعربي.
وفي أثناء ذلك، حجز توران بتحليلاته السياسية مقعدًا دائمًا في قناة الجزيرة القطرية، التي تحدث فيها عن العديد من الأحداث، وكشف حقيقة توجهاته الإرهابية دون أن يدري، كما تولى منصب المنسق العام لقناة "ت ر ت" التركية منذ 2009 وحتى 2011.
دعم الإرهاب في مصر
رغم احتضان القاهرة له كطالب تركي وشاب إعلامي يشق طريقه في بداية حياته، إلا أنه لم يصن ذلك، وعمل على دعم الإرهاب والجهاد بها حتى الآن، حيث كشف موقع "نورديك مونيتور" السويدي أن توران كان مؤيدًا بشدة لجماعة الجهاد بمصر، والتي نفذت عدة عمليات إرهابية في البلاد، فضلًا عن نشره سلسلة من المقالات في صحف موالية لإيران بأنقرة خلال فترة التسعينيات.
دافع مستشار أردوغان بشدة في كتاباته عن الجماعات الإرهابية، ووصل به الأمر لتبرير جرائم قتل المدنيين والمسؤولين في مصر، بل وانتقد أيضًا الأشخاص الذين وصفوا الجهاد بأنه "تهمة إرهابية" وأدانوا عمليات القتل.
استعان الموقع السويدي في تقريره، بمقال كتبه توران عام 1992 في مجلة "التوحيد" التركية، الممولة من المخابرات الإيرانية، حيث أشاد فيه بالهجمات التي شنتها الجماعة الإرهابية والتي أودت بحياة العديد من المواطنين، بكتابته: "عندما نقيم الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة الجهاد الإسلامي في مصر، يمكننا أن نرى أنها أحرزت تقدمًا كبيرًا في التكتيكات وفي مناطق الاستهداف، النجاح الذي حققه الجهاد الإسلامي في المقاومة والهجمات المضادة ضد الشرطة وضع الحكومة المصرية في موقف صعب في نظر الجمهور".
كما حاول زرع بذور الفتنة الطائفية في مصر، بين المسلمين والمسيحيين، ونشر الأكاذيب والشائعات في مقاله المتطرف، حيث زعم أن أقباط مصر كانوا يريدون تشكيل دولة خاصة بهم وميليشيا مسيحية مسلحة، وأنهم يستخدمون الكنائس لتخزين الأسلحة، وهو ما يتنافى مع الحقيقة تمامًا، وتم تكذيبه سريعًا.
تشويه مصر وتفخيم الإرهاب
كما سعى أيضًا توران للنيل من الحكومة المصرية وإظهارها في موقف الدولة الضعيفة غير القادرة على منع الهجمات الإرهابية، وهو ما يتنافى مع الحقيقة حيث اقتصت البلاد من هؤلاء الإرهابيين، وإبان ذلك الوقت كانت جماعة الجهاد الإرهابية تنشط في التسعينيات وشنت عدة عمليات إرهابية من أبرزها "مذبحة الأقصر" عام 1997 والتي راح ضحيتها 58 سائحًا.
وادعى مستشار أردوغان أن جماعة الجهاد هي منظمة مسلحة ثورية، عملت على جذب اهتمام الشباب المصري، وقدرتها على تحدي السلطات، وربطها بوجود وجهات نظر إيجابية حول ثورة 1979 في إيران.
لم يقتصر الأمر لدى توران على ذلك، بل وصف الإرهابيين التابعين لجماعة الجهاد الذين تم تصفيتهم في اشتباكات مع الأجهزة الأمنية المصرية بـ"الشهداء"، زاعمًا أيضًا أن الشعب المصري يدعم تلك الهجمات والجماعة الجهادية، حيث كتب: "علاوة على ذلك، فإن الهجمات ضد السياح وصناعة السياحة، التي وجهت ضربة قوية لاقتصاد البلاد، وضعت الحكومة في موقف صعب".
وبسبب تلك المقالات الاستفزازية، والتمويل الإيراني الضخم لمجلة "التوحيد" التركية، تم في عام 2000، رفع قضية جنائية ضد مالكيها بعد كشف علاقتهم وتورطهم بسلسلة اغتيالات في تركيا.
كما أنه تم لاحقًا كشف حقيقة ارتباط جماعة الجهاد بتنظيم القاعدة، وسرعان ما أعلنت انضمامها لصفوفه، ولتمارس أنشطتها الإرهابية في جميع أنحاء العالم تحت مظلة القاعدة، حيث كان لعناصرها دور رئيسي في الهجمات التي شنت على مركز التجارة العالمي في عامي 1993 و2001.
أردوغان يحمي توران
بعد أن نصب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صديقه الإرهابي صفر توران، في منصب مستشاره، كشفت وثيقة سرية أنه كان مشتبهًا به في تحقيق أجراه المدعون الأتراك في الأنشطة السرية لفيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني.
يعود ذلك التحقيق لعام 2010، حيث تم فضح أحاديث توران الإرهابية أثناء التحقيق معه، من خلال التنصت على هاتفه بموجب إذن من المحكمة للحصول على الأدلة، إلا أن أردوغان سارع لحماية صديقه وتدخل في مسيرة القضاء والتحقيقات، مخالفًا القواعد الدولية والمحلية، وأنقذ مستشاره من الملاحقة الجنائية وساعد الجواسيس الإيرانيين على الفرار، قبل حتى أن يتمكن الادعاء العام بتوجيه الاتهام إلى المشتبه بهم، وينهي تلك الأزمة ويطهر المقربين منه مستغلًا منصبه كرئيس للوزراء حينها.