3 طائرات وسفينتان.. تركيا تفشل في تسللها لليبيا سرًّا
رغم المبادرة المصرية للتصدي العالمي لأطماع تركيا في ليبيا، ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحوم حول طرابلس من أجل تنفيذ مخططاته وأطماعه الاستعمارية بها بالتعاون مع حليفته قطر، ليتلصص من الباب الخلفي لها.
3 طائرات مثيرة للجدل
وعقب أيام قليلة من إعلان الهدنة بليبيا، سرعان ما اخترقها أردوغان، بإطلاقه 3 طائرات شحن عسكرية تركية لتهبط في مطار الكلية الجوية بمصراتة غربي ليبيا، ولكنها أقلعت بعد نصف ساعة بالضبط دون أي سبب معلن.
وكشفت مصادر لموقع "العرب مباشر" أن طائرتين تركيتين أقلعتا من مطار إسطنبول فجر أمس، وأخرى تحركت من قاعدة قونيا العسكرية التركية، لتهبطا في مطار مصراتة الليبي بعد ذلك، حيث كانا تحملان على متنهما أسلحة وذخائر جديدة للمرتزقة السوريين وأفراد الميليشيات التابعين للوفاق، ولكن لم يتمكنوا من إنزالهم بسبب تشديد المراقبة والهدنة الحالية.
وأضافت: أنه بعد نصف ساعة فقط من هبوطهم، أقلعت الطائرات من مصراتة، لتعود إلى مصدرها بتركيا، دون أن تفرغ شحنتها حتى في المطار الليبي، دون أي تعليق على ذلك الأمر.
سفن تركية
لم تسلم ليبيا من الغزو الجوي التركي، ولكنها أيضاً اتجهت إلى تسيير سفن بحرية بالتزامن مع الطائرات التي أرسلتها، حيث حركت سفينة الشحن CIRKIC، من ميناءي إسطنبول مرورًا بميناء حيدر باشا التركي، لتمر بالحدود اليونانية وتعرضها فرقاطة تتبع عملية "إيريني".
وكانت السفينة التركية التي تحمل على متنها ذخائر وأسلحة لميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية تتجه إلى موانئ غربي ليبيا، إلا أن الفرقاطة اليونانية اعترضتها لتغير وجهتها سريعًا، بعد إقلاع مروحية يونانية نحوها.
كما أكد المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، أن عملية "إيريني" فتشت حوالي 75 سفينة في المياه الدولية لمنع توريد السلاح وتهريب النفط من وإلى ليبيا.
المبادرة المصرية
السبت الماضي، أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، صفعة قوية للأطراف الإرهابية المتداخلة في طرابلس، حيث عقد القادة الثلاثة مؤتمرًا صحفيًّا أطلقوا فيه مبادرة مصرية لإنهاء الصراع في ليبيا، لمواجهة تداعيات تنذر بتطورات إقليمية، وانطلاقًا من حرص مصر على تحقيق استقرار ليبيا خاصة أنه جزء لا يتجزأ من استقرار مصر، وفي إطار العلاقات بين البلدين تم دعوة رئيس البرلمان الليبي والقائد العام للقوات المسلحة للحضور إلى القاهرة للتشاور حول تطورات الأوضاع.
بنود المبادرة
وأعلن القادة أنه تم الاتفاق بشكل نهائي على إطلاق إعلان القاهرة "مبادرة ليبية ليبية" كأساس حل الأزمة متضمنًا جهود الولايات المتحدة وباريس وبرلين وأبوظبي لحل الصراع، تتضمن احترام كافة المبادرات الدولية بوقف إطلاق النار، وإخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها.
كما تضمنت استكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية "5 + 5" بجنيف برعاية الأمم المتحدة، وطرح مبادرات لحل الأزمة على كافة المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، وضمان تمثيل عادل لأقاليم ليبيا الثلاثة تحت إشراف الأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وتوحيد المؤسسات الليبية بما يمكنها من القيام بدورها والتوزيع العادل للموارد الليبية على كافة المواطنين، واعتماد إعلان دستوري ينظم مقتضيات المرحلة المقبلة سياسيًّا وانتخابيًّا.
وتم اللقاء في إطار حرص مصر الثابت على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني لليبيا وشعبها الشقيق في ظل العلاقات الخاصة التي تربط البلدين، والتي تجعل من أمن ليبيا امتدادًا للأمن القومي المصري، فضلًا عن تأثير تداعيات الوضع الليبي الراهن على المحيط الإقليمي والدولي.
وتعتمد المبادرة المصرية على التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبناء عليه التزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار.