لقاء بين عباس وقياديين في حماس يعيد الآمال لاتفاق القوى الفلسطينية
لقاء بين عباس وقياديين في حماس يعيد الآمال لاتفاق القوى الفلسطينية
بعد مرور عام على حرب قطاع غزة التي اندلعت في أكتوبر الماضي، بدأت تظهر تساؤلات ملحة حول ما إذا كانت الخلافات التاريخية بين حركتي حماس وفتح قد انتهت، وما إذا كان الوقت الحالي يعتبر الفرصة الأنسب لتحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة.
إذ تعتبر الحرب نقطة تحول في مسار القضية الفلسطينية، ولكن الانقسامات السياسية العميقة بين الفصائل الفلسطينية تبقى عقبة كبرى أمام إقامة الدولة الفلسطينية.
الخلاف بين حماس وفتح يعود إلى سنوات طويلة من التوتر والصراع على السلطة، لا سيما منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007 بعد أحداث عنف بين الفصائل الفلسطينية؛ مما أدى إلى تقسيم الحكم بين الضفة الغربية، التي تسيطر عليها حركة فتح، وقطاع غزة تحت سيطرة حركة حماس.
هذا الانقسام أضعف الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي وإسرائيل، وأدى إلى تراجع ملف المصالحة الوطنية على مر السنوات.
حرب غزة والمصالحة
الحرب الأخيرة على قطاع غزة أعادت تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتوحيد الصف الفلسطيني.
كان لكل من فتح وحماس دور مهم خلال الحرب، حيث سعت حماس إلى تحقيق انتصارات ميدانية من خلال المقاومة المسلحة، بينما حاولت فتح، بقيادة الرئيس محمود عباس، حشد التأييد الدولي لوقف العدوان، ورغم أن الحرب أظهرت تباينًا في الأساليب بين الحركتين، إلا أن وحدة الهدف المشترك، وهو حماية الشعب الفلسطيني، أعاد إحياء الأمل بإمكانية التصالح.
وهو ما سعت إليه الصين وروسيا خلال عام مضى، ولكن مؤخراً تظهر بوادر الصلح من خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للعاصمة القطرية الدوحة، حيث التقى القيادي في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي، خليل الحية، وعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس.
واتفق الطرفان على دعم جهود المصالحة وتطبيق مخرجات حوار بكين، وقال المصدر: إن أجواء إيجابية سادت اللقاء وشهد اللقاء تقاربًا كبيرًا في وجهات النظر حول إدارة غزة، ولقاء القاهرة بين وفدي حركتي فتح وحماس برعاية مصرية قد تأجل إلى يوم الأربعاء المقبل.
لقاء القاهرة
وسيناقش اللقاء عدة نقاط أهمها إدارة عملية الإغاثة في قطاع غزة، وقطع الطريق أمام مخططات الجيش الإسرائيلي لتولي هذه المهمة، كما سيناقش التوافق على تشكيل لجنة وطنية بمرسوم رئاسي من أعضاء وفعاليات وطنية ومجتمع مدني لإدارة قطاع غزة.
كما أن تم طرح لا صحة للأخبار التي تحدثت عن إنشاء معبر جديد بين غزة ومصر، وأن الجانب الفلسطيني ما يزال يصر على فتح معبر رفح بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه، وأن ذلك يتولاه الأمن الفلسطيني من خلال تطبيق اتفاق المعابر للعام 2005.
ويقول الباحث السياسي، وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، إن الوقت الحالي قد يكون الأنسب لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ولكن النجاح يتطلب إرادة سياسية قوية من الطرفين، وتخليهما عن المصالح الحزبية الضيقة لصالح المصلحة الوطنية العليا، والشعب الفلسطيني يتطلع إلى قيادة موحدة قادرة على مواجهة التحديات الكبرى، سواء كانت من الجانب الإسرائيلي أو من المجتمع الدولي.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن رغم الفرص التي قد يتيحها الوضع الراهن، هناك العديد من المعيقات التي تجعل تحقيق المصالحة بين فتح وحماس صعبًا، أول هذه المعيقات هو التباين الكبير في الرؤى السياسية بين الحركتين.
فتح تسعى إلى تحقيق دولة فلسطينية من خلال المفاوضات والدبلوماسية، بينما تركز حماس على المقاومة المسلحة كأداة رئيسية لتحقيق الحقوق الفلسطينية، هذا الخلاف الأساسي في الأسلوب يمثل عائقًا أمام أي محاولة لتوحيد الصفوف.