بعد فرارهم من بطش طالبان.. مليون أفغاني يعيشون بلا وطن

يعيش مليون أفغاني يعيشون بلا وطن بعد فرارهم من بطش طالبان

بعد فرارهم من بطش طالبان.. مليون أفغاني يعيشون بلا وطن
صورة أرشيفية

منذ سقوط أفغانستان في قبضة حركة طالبان، حاول مئات الآلاف من الأفغان الهروب من جحيم التنظيم المتطرف، ليتفاجؤوا بنيران اللجوء والمعاملة غير الآدمية، حيث يواجه مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من أفغانستان، أزمة كبرى بسبب عدم إعادة توطينهم بعد، وكثير منهم موجودون في مساكن مؤقتة بينما خسر أطفالهم المدرسة، كما أُجبر بعض اللاجئين على الخروج من أماكن الإقامة التي تدعمها الحكومة لإفساح المجال أمام اللاجئين من الحرب في أوكرانيا، ولا يمكنهم الوصول إلى حساباتهم المصرفية الخاصة، والتي تم تجميدها بسبب العقوبات الأميركية.

مليون أفغاني

أدى انهيار الجمهورية الأفغانية في 15 أغسطس 2021، وعودة حركة طالبان التي يقودها الإرهابيون إلى السلطة، إلى إخلاء فوضوي من قِبل الولايات المتحدة وحلفائها للأشخاص الذين يخشون الانتقام، وتحققت هذه المخاوف عندما طاردت طالبان الأشخاص الذين عملوا مع الحكومة المدعومة من الغرب وقواتها الأمنية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، وتعرض العديد منهم للاحتجاز التعسفي أو التعذيب أو القتل أو إجبارهم على مغادرة البلاد، بحسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، التي أكدت فرار أكثر من مليون أفغاني من بلادهم منذ عودة طالبان.

وتابعت: إن  العديد من الذين تم إجلاؤهم ذهبوا إلى دول ثالثة ليتم علاجهم من أجل إعادة توطينهم في الولايات المتحدة، وفي بريطانيا، تعرضت الحكومة لانتقادات بسبب عدم دعمها للاجئين الأفغان، الذين يعاني الكثير منهم من تدهور الصحة العقلية وسط تصاعد العنف المنزلي، ولا يمكنهم العمل أثناء معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم، وبالنسبة للعديد من العائلات، لا يمكن لأطفالهم الذهاب إلى المدرسة حتى يتم تخصيص السكن لهم، وفي ألمانيا، أُجبر اللاجئون الأفغان على إفساح المجال للأشخاص الفارين من القتال في أوكرانيا.

معاناة وقهر

ونشرت المجلة الأميركية شهادات صادمة من لاجئين أفغان، حيث وصل حوراخش أميني لتوه إلى كندا بعد أن عانى لمدة عام في أحد مخيمات اللاجئين، وقضى معظم ذلك الوقت محبوسًا في غرفة واحدة مع زوجته وأربعة أطفال صغار، ولم يُسمح لهم حتى بالتجول في المنشأة، وقال: "لم نر السماء قط". أصيب الناس بالجنون حرفيًا "بسبب عدم اليقين بشأن المدة التي سيبقونها هناك"، وتابع أميني، وهو طبيب كان يدرس الجراحة في مستشفى كبير قبل انهيار الجمهورية، كان يحق له إعادة التوطين في الولايات المتحدة بعد أن عمل كمترجم طبي مع الجيش الأميركي في مزار الشريف بأفغانستان، وقال في المناسبات النادرة التي زار فيها المسؤولون الأميركيون المعسكر، كل ما يمكن لأي منهم أن يقول له كان: "أنا آسف. يجب عليك إكمال عملية SIV [تأشيرة الهجرة الخاصة]، والتي تستغرق عامين أو ثلاثة أعوام"، وقال أميني إن الاحتجاجات أصبحت أحداثًا منتظمة، حيث دعا آلاف الأشخاص في المنشأة، على حد تعبيره، إلى "الحرية"، كما لم يُسمح للزوار الخارجيين برؤيتنا، ولم يتمكن أي من السكان من مغادرة المركز، باستثناء حالات الطوارئ الطبية، بينما قال مسؤول حكومي أفغاني، يبلغ من العمر 32 عامًا، أمضى عامًا، إن كثيرين من اللاجئين مثله هم موظفون مدنيون سابقون ومن بينهم عسكريون وقضاة ومحامون وصحفيون، جميعهم يبحثون عن وطن أو دولة تتعامل معهم كلاجئين أو مهاجرين.