محلل أمريكي: ويتكوف يتحرك بملف الشرق الأوسط وفق رؤية ترامب الصفقية

محلل أمريكي: ويتكوف يتحرك بملف الشرق الأوسط وفق رؤية ترامب الصفقية

محلل أمريكي: ويتكوف يتحرك بملف الشرق الأوسط وفق رؤية ترامب الصفقية
ويتكوف

في ظل تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، برز اسم ستيف ويتكوف كمبعوث خاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مهمة توصف داخل الدوائر الدبلوماسية بأنها "الأكثر تعقيدًا" منذ سنوات، لما تتضمنه من محاولات لإعادة صياغة مسار التهدئة في قطاع غزة وإحياء مسارات السلام المجمدة.

ويتكوف، رجل الأعمال والمطور العقاري الشهير في نيويورك، لم يكن يومًا جزءًا من المؤسسة السياسية الأمريكية التقليدية، لكنه حظي بثقة ترامب بعد علاقة عمل وصداقة امتدت لسنوات.

 وعندما قرر الرئيس الأمريكي إعادة تنشيط تحركاته السياسية في ملفات الشرق الأوسط، كان ويتكوف اختياره الأول لمهمة "المبعوث الخاص".

منذ توليه المهمة، أجرى ويتكوف سلسلة من اللقاءات في المنطقة شملت القاهرة وتل أبيب والدوحة وعمان، ناقش خلالها سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنسيق جهود إعادة الإعمار، في إطار رؤية أمريكية تركز على "السلام الاقتصادي" كمدخل للتهدئة الدائمة.

وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن ويتكوف يعتمد أسلوبًا مباشرًا في التفاوض، متأثرًا بخلفيته في عالم المال والعقارات، حيث يميل إلى الصفقات العملية والحلول السريعة بعيدًا عن التعقيدات السياسية المعتادة. 

وقد وصفه مقربون منه بأنه “لا يتحدث بلغة الدبلوماسيين، بل بلغة الأرقام والمصالح”، وهو ما جعله شخصية مثيرة للجدل بين المؤيدين والمعارضين على حد سواء.

ويرى مراقبون، أن اختيار ترامب لويتكوف يعكس رغبته في إدارة ملفات الشرق الأوسط بمنهج "الصفقة"، وليس عبر القنوات الدبلوماسية التقليدية، خصوصًا في ضوء الحديث عن مبادرة جديدة قد تُطرح خلال الأشهر المقبلة تتعلق بإعادة هيكلة الوضع في غزة بعد الحرب.

وبينما يواصل ويتكوف جولاته المكوكية بين عواصم المنطقة، تبقى مهمته محفوفة بالتحديات، فملفات الشرق الأوسط لا تُحل بالسرعة التي تُغلق بها صفقات العقارات في مانهاتن، لكن المبعوث الأمريكي الجديد يبدو عازمًا على أن يترك بصمة تُسجَّل باسمه في تاريخ محاولات السلام الصعبة في المنطقة.

قال الدكتور ماك شرقاوي، المحلل الأمريكي: إن تحركات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، تعكس بوضوح عودة "النهج التجاري" في إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، والذي يرتكز على الصفقات والمصالح الاقتصادية كمدخل لتحقيق الاستقرار السياسي.

وأوضح شرقاوي، أن ويتكوف، بحكم خلفيته في عالم الأعمال والعقارات، يتعامل مع قضايا الشرق الأوسط بعقلية رجل الصفقات وليس السياسي التقليدي، معتبرًا أن ذلك قد يكون سلاحًا ذا حدين؛ إذ يمنحه مرونة كبيرة في التفاوض، لكنه في الوقت نفسه يفتقر إلى الحذر الدبلوماسي اللازم للتعامل مع تعقيدات المنطقة.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال ويتكوف إلى إعادة ضبط العلاقات مع الأطراف الإقليمية، خاصة مصر وإسرائيل وقطر والأردن، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتهيئة الأجواء لإعادة الإعمار، في إطار خطة اقتصادية يُتوقع أن تُعلن تفاصيلها خلال الأشهر المقبلة.

وأكد شرقاوي، أن ترامب يعتمد على مقربين من دائرته الخاصة لإدارة الملفات الكبرى، معتبرًا أن تكليف ويتكوف ليس مجرد خطوة دبلوماسية، بل رسالة بأن واشنطن تريد العودة إلى الشرق الأوسط بآليات مختلفة، تركز على النفوذ الاقتصادي بدلاً من التدخلات العسكرية.

واختتم المحلل الأمريكي تصريحه بالتأكيد على أن نجاح مهمة ويتكوف في الشرق الأوسط مرهون بمدى قدرته على كسب ثقة الأطراف الإقليمية، مشيرًا إلى أن المنطقة "تحتاج إلى حلول واقعية لا شعارات"، وهو ما يتقاطع مع رؤية ترامب للسياسة الدولية.