بين توقُّف المطاحن ونفاد الوقود… أزمات اللبنانيين تتفاقم
تتفاقم أزمات اللبنانيين حيث تسبب نفاذ الوقود في توقف المطاحن
منذ أمس الثلاثاء، عادت أزمة الوقود والمحروقات لتتفاقم من جديد، حيث اصطفت طوابير السيارات أمام محطات الوقود في ظل الغاز المستمر في لبنان.
ولم تتوقف حدود الأزمة هذه المرة على وقود السيارات هذه المرة، بل امتدت بشكل قوي لتضرب قطاع المطاحن التي توقفت بالفعل العديد منها عن العمل بسبب نفاد وقود "المازوت".
ويأتي تفاقم الأزمة في لبنان بالتزامن مع اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والرئيس ميشال عون لاستكمال البحث في عملية تشكيل الحكومة، والعمل على إيجاد حلول ناجعة لبقية أزمات لبنان.
وإلى جانب ذلك، كان الرئيس عون أعلن تضامنه مع البطريرك بشارة الراعي في مواجهة سيل من الانتقادات الحادة التي تناولت الراعي بعد تصريحاته التي رفض فيها ممارسات «حزب الله» وإطلاقه الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل دون سبب مقنع، في عمل يخدم مصالح إيران على حساب لبنان وشعبه.
في حين يشهد لبنان تحركات احتجاجية متعددة بسبب انقطاع الكهرباء وتدهور الأوضاع الحياتية والاقتصادية، لذا أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، على ضرورة تأليف حكومة قادرة على التعامل مع الأزمة، وتجاوز المصالح الحزبية والطائفية الضيقة.
وطالب دياب جميع المخلصين لهذا الوطن، أن يتجاوزوا كل الحسابات، وأن يتخلوا عن كل المصالح، من أجل مصلحة لبنان، ومن أجل إنهاء الواقع المؤلم الذي يعيشه اللبنانيون.
مخاوف انقطاع الغاز
فيما يحذر رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز فريد زينون، من انقطاع قوارير الغاز المنزلي خلال أسبوع، في حال تباطؤ مصرف لبنان عن دفع الاعتمادات اللازمة للمستوردين.
وبحسب التصريحات التي نقلتها وسائل الإعلام اللبنانية، قال زينون: «المخزون الحالي يكفينا لأسبوع، وإذا لم تحل المشكلة فستباع قوارير الغاز في السوق السوداء».
كما أوضح زينون أن «سبب الشح الحالي بالغاز المنزلي هو عدم فتح اعتمادات من قبل مصرف لبنان»، لافتا إلى أن باخرة محملة بخمسة أطنان تنتظر منذ 17 يوماً في المياه الإقليمية، لكنها لم تحصل على الموافقة بالدخول حتى الآن!
ووسط اصطفاف المواطنين لتعبئة قوارير الغاز، شهدت مراكز تعبئة الغاز جنوبي صيدا تزاحما كبيرا، خصوصا مع المخاوف من أزمة مقبلة.
نفاد المازوت
وفي ظل التحذيرات الشعبية من الأزمة المقبلة في الغاز المنزلي، امتدت صفوف المواطنين لمسافات طويلة أمام محطات تعبئة الغاز في الزهراني.
فيما قطع المحتجون الطريق في منطقة جبل محسن في طرابلس احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي المستمر.
وبسبب نفاد مادة المازوت، قطع عدد من أبناء بلدة حاروف الطريق عند مدخل البلدة، احتجاجاً على قطع أصحاب المولدات الخاصة الاشتراك كلياً عن البلدة.
توقف المطاحن
ونفدت مادة المازوت اللازمة لتشغيل المطاحن، من السوقين الرئيسية والسوداء، فأعلن تجمّع مطاحن الحبوب في لبنان، أمس الثلاثاء، عن توقف العديد من المطاحن قسرياً عن العمل.
وفي بيانه، قال التجمع: إن المطاحن الأخرى ستتوقف خلال أيام معدودة عن العمل تباعاً وتدريجياً، وفقاً لحجم مخزونها من المازوت.
وأشار البيان إلى أنه «على الرغم من اتصالات التجمع منذ الأسبوع الماضي لتأمين حاجة المطاحن لهذه المادة، بالتعاون مع وزير الاقتصاد والتجارة (في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة)، فإنه ولغاية الساعة لم نتلق أية ردود إيجابية».
شائعات حول الحكومة
ومن المتوقع أن يزور ميقاتي القصر الرئاسي اليوم الأربعاء، للقاء عون واستكمال البحث في تشكيل الحكومة وتذليل العقبات، في وقت كشفت مصادر مواكبة أن الأجواء لا تزال إيجابية.
وفي بيان له، نفى مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية ما تردد في بعض وسائل الإعلام بشان «طلب عون الحصول على 12 وزيراً من أصل 24 في الحكومة»، مشدداً على أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة وهي مختلقة جملة وتفصيلاً.
واعتبرت الرئاسة اللبنانية أن هذه الشائعات تهدف إلى التشويش المقصود على التعاون القائم بين عون وميقاتي.
كما أكد عون، في اتصال مع البطريرك الراعي، أن التعرض للمقام البطريركي وشخص البطريرك مدان ومرفوض، مشددًا على أن حرية الرأي والتعبير مصانة بالدستور، وأي رأي آخر يجب أن يبقى في الإطار السياسي، ولا يجنح إلى التجريح والإساءة.