مدير المركز الفرنسي للدراسات تكشف إستراتيجية عمل شبكة الإخوان في ألمانيا
كشفت مدير المركز الفرنسي للدراسات إستراتيجية عمل شبكة الإخوان في ألمانيا
تستمر السلطات الألمانية في وضع يديها على طريقة عمل شبكة الإخوان على أراضيها، في مسعى لوضع أسس صحيحة للمواجهة، وهو الأمر الذي كشفه تقرير للمكتب الاتحادي لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، وقال: إن منظمة الجالية المسلمة الألمانية هي جزء من الشبكة العالمية للإخوان، مشيرًا إلى أن أنشطتها الأساسية والمنظمات التابعة لها، تتمثل في: التجنيد، والأنشطة الشبابية والتعليمية التي تنطلق من أيديولوجية الإخوان.
معسكرات القرآن
وضرب التقرير مثالا بما سماه "معسكرات القرآن" التي تنظمها الجالية المسلمة الألمانية في ألمانيا، دون توضيح ما يجري فيها، متابعًا: "بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال عملها في مجال العلاقات العامة، تحاول الجالية المسلمة الألمانية، ترسيخ نفسها كنقطة اتصال مركزية لقضايا المسلمين في ألمانيا فيما يتعلق بالسياسة والمجتمع".
وفي عام 1958، أسست جماعة الإخوان أهم منظمة لها في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي على أنقاض لجنة بناء المركز الإسلامي في ميونخ، التي تحول اسمها في 2018 إلى منظمة الجالية المسلمة الألمانية.
المنظمة التي تعد الأهم والأكبر للإخوان في ألمانيا، تناوب على إدارتها قيادات كبرى في الجماعة، مثل سعيد رمضان بين عامَيْ 1958 و1968، والمرشد السابق محمد مهدي عاكف بين عامَيْ 1984 و1987، والذي كان -أيضا- إماما للمركز الإسلامي بميونخ.
معضلة كبيرة
تقول الدكتورة عقيلة دبيشي مدير المركز الفرنسي للدراسات الإستراتيجية والدولية: إنه أصبح تنظيم الإخوان المسلمين في ألمانيا يسبب معضلة كبيرة لدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وبدأت الجمعيات والمنظمات التابعة للتنظيم التسلل إلى النظام الديمقراطي لخلق مجتمع موازٍ قائم على أيديولوجية الإخوان، بالإضافة إلى أن تنظيم الإخوان لا يزال يعول على المساجد والجمعيات التابعة له لاستقطاب وتجنيد شباب الجاليات المسلمة لتوسيع نفوذه وتحقيق مكاسب سياسية.
وأضافت في تصريح لـ"العرب مباشر ": يمتلك تنظيم “الإخوان شبكات واسعة من المؤسسات التعليمية والمساجد والجمعيات التي تستهدف النظام السياسي والاجتماعي لتمرير أيديولوجيتها المتطرفة، وتعتمد إستراتيجية “الإخوان المسلمين” على “إستراتيجية طويلة المدى” لاختراق المجتمع الألماني وخلق مجتمع موازٍ، ويعمل تنظيم الإخوان المسلمين جنباً إلى جنب مع عدد من الفاعلين الإسلاميين الآخرين المنتسبين للتيار السلفي في ألمانيا، وتحاول التقرب إلى صانعي القرار في ألمانيا لتمرير أجندتهم.
وتابعت: يعكس تنامي أنشطة الإخوان في ألمانيا حجم التأثير السلبي للمنظمات الإسلامية ذات الأيديولوجية المتطرفة على المجتمع الألماني والجاليات المسلمة، وتعول جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها تنظيم الإخوان على المساجد التابعة لها في ألمانيا للتأثير والتجسس على الجاليات المسلمة وبثّ خطابها السياسي التحريضي.