طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل عدم الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنّته جماعة الحوثي في اليمن باتجاه وسط إسرائيل خلال الليل، وفقًا لما أفاد به مسؤولون إسرائيليون كبار في وقت متأخر أمس الخميس. 

وأوضحت مصادر مطلعة أن واشنطن حثّت تل أبيب على ترك الرد للقوات الأمريكية، التي تنفذ بالفعل عمليات عسكرية ضد الجماعة المدعومة من إيران.  

التزام إسرائيلي بضبط النفس  

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أنه من المتوقع أن تمتثل إسرائيل لهذا الطلب الأمريكي، ما يعني الامتناع عن تنفيذ غارات جوية مشابهة لما قامت به القوات الجوية الإسرائيلية في السابق. 

وتُعد هذه العمليات معقدة لوجستيًا نظرًا للمسافة الطويلة بين إسرائيل واليمن، ما يستلزم التزود بالوقود جوًّا، وعلى الرغم من أن الهجمات السابقة أثبتت قدرات الجيش الإسرائيلي على الوصول إلى أهداف بعيدة، فإن الولايات المتحدة، التي شنت في وقت سابق من الأسبوع عملية خاصة ضد الحوثيين، تمتلك إمكانيات أكبر لتنفيذ هجمات مستمرة بفضل طائراتها المتمركزة على حاملات الطائرات.  

اعتراض ناجح للصاروخ الحوثي  

وعند الساعة الرابعة فجرًا تقريبًا، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا من اليمن باتجاه وسط إسرائيل. غير أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية نجحت في اعتراضه قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية، ولم ترد أي تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار مادية.  

تكثيف الضربات الأمريكية ضد الحوثيين  

وفي الوقت نفسه، كثّفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على أهداف حوثية في اليمن خلال الأيام الأخيرة، مستهدفة مواقع استراتيجية تابعة للجماعة، بما في ذلك مستودعات أسلحة ومنشآت إطلاق صواريخ ومراكز قيادة في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.  

تهديدات ترامب وتحذير لإيران  

وجاء الهجوم الحوثي بعد ساعات فقط من تصريح حاد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي توعد الحوثيين بأنهم "سيُبادون بالكامل" إذا لم يتوقفوا عن إطلاق الصواريخ. ووجه ترامب تهديدًا مباشرًا إلى إيران، الداعم الرئيس للحوثيين، مطالبًا إياها بوقف تزويد الجماعة بالأسلحة فورًا. وأضاف أن الحوثيين "سيخسرون على أي حال، ولكن بهذه الطريقة، سيخسرون بسرعة".  

الحوثيون يُعلنون الحرب على الولايات المتحدة  

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الحوثي، جمال عامر، أن جماعته باتت في حالة حرب مع الولايات المتحدة، محذرًا من تصعيد محتمل. 

وأشار عامر، في مقابلة مع وكالة رويترز، إلى أن الجماعة سترد على أي تدخل من قبل دول الخليج، مثل السعودية والإمارات، مع الإشادة بموقفهما المحايد حتى الآن.  

إيران تدعو الحوثيين إلى التهدئة  

وفي تطور ذي صلة، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إيرانيين كبار أن طهران طلبت مرتين من الحوثيين تهدئة الأوضاع، في إشارة إلى قلق إيران من اتساع نطاق النزاع.  

وبدأت العملية العسكرية الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي بناءً على أوامر من ترامب، بعد أن هدد الحوثيون باستئناف هجماتهم على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، مما عرقل طرق التجارة العالمية. ومنذ أكتوبر 2023، تسببت هذه الهجمات — التي وصفها الحوثيون بأنها تعبير عن التضامن مع غزة — في أضرار جسيمة لحركة التجارة البحرية العالمية، ما أجبر العديد من السفن على تغيير مسارها بعيدًا عن قناة السويس ورفع تكاليف التأمين بشكل كبير.  

تحذير أخير من ترامب  

وعند بدء العملية العسكرية يوم السبت، وجه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة للحوثيين، قائلًا إن "الجحيم سينهال عليكم" وأعلن: "انتهى وقتكم". 

وأكد مسؤولون أمريكيون مقتل عدد من كبار قادة الحوثيين منذ بدء الضربات.  

موقف البنتاجون

بينما أشار البنتاجون في البداية إلى أن الحملة العسكرية قد تستمر لأسابيع، تبنى المسؤولون يوم الثلاثاء لهجة أكثر حذرًا، مؤكدين أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الإطاحة بنظام الحوثيين في اليمن، وأن الضربات ستتوقف بمجرد أن تلتزم الجماعة بوقف هجماتها.