للمرة الرابعة.. إسرائيل تكشف عن شبكة جاسوسية لصالح طهران

للمرة الرابعة.. إسرائيل تكشف عن شبكة جاسوسية لصالح طهران

للمرة الرابعة.. إسرائيل تكشف عن شبكة جاسوسية لصالح طهران
شبكة جاسوسية

بالرغم من العداء الكبير بين إيران وإسرائيل، إلا أن العمليات المخابراتية لا تزال قوية على أرض الواقع، ومع الكشف عن كيفية اغتيال قادة حزب الله من قبل إسرائيل في الآونة الأخيرة مما جعل استهداف قادة الصف الأول والثاني أمرًا سهلًا لإسرائيل، بات الكشف عن عناصر إسرائيلية تقوم بالتجسس لصالح إيران داخل "تل أبيب" أمرًا متزايدًا في الأيام الأخيرة. 


وتثير قضايا التجسس من قبل إسرائيليين لصالح المخابرات الإيرانية القلق للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لأن هناك من اليهود من هم على استعداد للعمل في مهام سرية مقابل أموال لدولة معادية، مما يعد صدمة للمجتمع الإسرائيلي وسط حالة الاستقطاب والانقسامات التي تفككه. 


شبكة جاسوسية جديدة 


وقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية رجلًا وزوجته للاشتباه في تجسسهما لصالح إيران، في أحدث واقعة من نوعها بسلسلة من قضايا التجسس المزعومة التي كشف عنها خلال الأسابيع الأخيرة.


ووفقًا لبيان الاتهام، قام رافائيل ولالا غولييف، وكلاهما من مدينة اللد ويبلغ من العمر حوالي 32 عامًا، بـ"مهام جمع معلومات استخباراتية عن مواقع أمنية وبنية تحتية في إسرائيل، بالإضافة إلى تعقب أكاديمية في مركز أبحاث أمني بقصد إيذائها".


كما يعتقد أن رافائيل "طُلب منه أيضًا العثور على قاتل"، من دون تحديد من المستهدف، ونفذ رافائيل "مهام مراقبة على مواقع أمنية في إسرائيل، بما في ذلك مقر جهاز الاستخبارات الموساد، وجمع معلومات عن أكاديمي يعمل في معهد دراسات الأمن القومي"، بحسب مسؤولين أمنيين.


ويقال إنه تلقى مساعدة من زوجته في عدد من المهام، ولم يكشف بيان الاتهام ما إذا كان الزوجان مدفوعين بأسباب مالية أو أيديولوجية.


مسار التحقيقات 


ويقول مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك، إن التحقيق كشف "مرة أخرى عن جهود أجهزة الاستخبارات الإيرانية لتجنيد واستغلال الإسرائيليين، من أجل تعزيز التجسس والنشاط الإرهابي في إسرائيل".


وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الزوجين تم تجنيدهما كجزء من جهود إيرانية تجند الإسرائيليين من مجتمع المهاجرين من منطقة القوقاز، حيث يقال إن الزوجين جندهما إسرائيلي من أصل أذربيجاني.


يستدل من لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة الإسرائيلية أنه تم تهريب رجل الأعمال الإسرائيلي موتي ميمان، وهو المتهم بارتكاب جرائم أمنية خطيرة ومكث فترات طويلة في تركيا، عبر شاحنة ذهابًا وإيابًا أربع مرات عند المعبر الحدودي بين تركيا وإيران، حيث أجرى لقاءات بقيادات في أجهزة الاستخبارات في طهران والحرس الثوري.

وأظهرت التحقيقات الإسرائيلية أن عملاء استخبارات إيرانيين اقترحوا على ميمان تنفيذ مهام أمنية واغتيالات وجمع معلومات استخباراتية داخل إسرائيل، ووجهت النيابة العامة له تهم الاتصال بعميل أجنبي خلال الحرب، والدخول إلى دولة معادية دون تصريح، حيث تسعى النيابة العامة إلى حبسه حتى انتهاء الإجراءات القانونية بحقه.

وبحسب المزاعم الإسرائيلية، تضمنت المهام التي طلبت من ميمان نقل أموال أو مسدسات وأسلحة إلى مواقع محددة، وتصوير أماكن مكتظة بالسكان في المدن الإسرائيلية وإرسالها إلى الجهات الإيرانية، وتهديد مواطنين إسرائيليين آخرين جندوا كعملاء لصالح النظام الإيراني داخل إسرائيل، لكنهم لم ينفذوا المهام المطلوبة منهم.


ويقول الباحث السياسي أيمن الرقب، إن ما يحدث في الداخل الإسرائيلي له دلالات عديدة، ومن ابرز المتهمين بقضايا التجسس رجال اعمال، وبالتالي الدوافع ليست مادية فقط، واختيار الأهداف استند إلى عوامل محددة بدقة، ففي حالة ميمان، رجل الأعمال الكبير الذي عاش في تركيا، من الواضح أن اختياره جاء بناء على سهولة انتقاله إلى إيران بحكم علاقاته التجارية الواسعة.


وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن الإيرانيين يستخدمون تقنيات نفسية مثل مبدأ "الاستمرارية" و"الالتزام"، ففي البداية يعطون للجواسيس مهمات سهلة نسبيًا. وبعد ذلك، يطالبونهم بمهمات أكبر وأكثر خطورة، مثل محاولة اغتيال شخصية بارزة.