تورط في قضايا تجسس.. مَن هو الحبيب اللوز نائب النهضة وما علاقته بـ تسفير الشباب؟
تورط الحبيب اللوز في قضايا تجسس
بدأ القضاء التونسي بالتحقيق في قضايا الإرهاب التي يتورط بها أعضاء حركة النهضة الإخوانية فيما يُعرف بقضية شبكات التسفير إلى بؤر التوتر، حيث انطلق قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس، بجلسة استنطاق القيادي بحركة "النهضة" الحبيب اللوز، بشأن علاقته بشبهات التورط في قضية ما يُعرف بـ"شبكات التسفير إلى بؤر التوتر والإرهاب".
جرائم الحبيب اللوز
من جانبها، أذنت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب سابقًا لأعوان الوحدة المركزية لمكافحة الإرهاب بالاحتفاظ بالحبيب اللوز قبل أن يقرر قاضي التحقيق المتعهد بالبحث الإبقاء عليه بحالة سراح وتأجيل استنطاقه حتى تاريخ اليوم، وفي 15 سبتمبر الماضي، أفاد مسؤول أمني بوزارة الداخلية التونسية بإيقاف النائب السابق في البرلمان السابق، الحبيب اللوز، في صفاقس من قِبل فرقة مكافحة الإرهاب للتحقيق معه بملف التسفير، ولطالما أثارت تصريحات الحبيب اللوز، استهجانا واسع النطاق، باعتبارها لا تعبّر عن مطامح التونسيّين ولا عن مشاغلهم.
مَن هو؟
الحبيب اللوز أحد المقربين من الجماعات السلفية المتشددة وكان من أول الداعين إلى وجوب تضمين الدستور التونسي فصلا يقرّ بضرورة تطبيق الشريعة، وهو محسوب على الجناح المتشدد داخل حزب حركة النهضة الإرهابية، وصعد إلى المجلس الوطني التأسيسي الذي تولى صياغة دستور جديد لتونس بعد ثورة 2011 في الانتخابات التي أجريت بنفس العام، وظل نائبا عن النهضة حتى 2014 ثم توجه إلى نشاط الجمعيات، ولطالما تباهى اللوز، وهو نائب سابق عن حركة النهضة الإخوانية، بأنه كان سيسافر للقتال في بؤر الإرهاب لو كان لا يزال شابا، وأواخر 2012، حرض اللوز على القيادي اليساري شكري بلعيد الذي تم اغتياله في فبراير 2013، ونشر مزاعم لا أساس لها في محاولة لتأليب الرأي العام ضده، لكنه فشل في ذلك.
شبكات تجسس
في السياق ذاته، جاء استنطاق القيادي والنائب السابق عن حركة "النهضة"، بعد أقل من أسبوعين من جلسة استماع استمرت 14 ساعة خضع لها رئيس الحركة راشد الغنوشي حول علاقته بملف شركة "أنستالينغو" التي يشتبه في ضلوعها بالتجسس والإضرار بأمن الدولة القومي، وكان الغنوشي ونائبه علي العريض قد مثلا قبل شهرين أمام قاضي التحقيق للاستماع إلى أقوالهما حول ملفّ التسفير إلى بؤر التوتّر، وأصدر القضاء التونسي، قرارا يمنع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من السفر إلى الخارج حتى استكمال التحقيق في ملف حملة شركة أجنبية على الإنترنت لصالح الحركة، وكانت النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب أذنت قبل ذلك بالاحتفاظ برجل الأعمال والنائب السابق عن حركة "النهضة" محمد فريخة على ذمة التحقيقات المتعلقة بشبهات التورّط في شبكات التسفير، كما اعتقلت السلطات التونسية، في إطار القضية، الكثير من الأسماء البارزة، مثل فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي، وفتحي بوصيدة، والنواب التابعين للإخوان رضا الجوادي، ومحمد العفاس، إضافة إلى البشير بلحسن (إمام)، ووزير الشؤون الدينية الأسبق نور الدين الخادمي.
ما هي أنستالينجو؟
"أنستالينجو" هي شركة متخصصة في إنتاج وتطوير المحتوى الرقمي، ومتهمة بالسعي للتلاعب بالرأي العام وزعزعة الأمن القومي لصالح حركة النهضة الإرهابية، وتعود أحداث القضية إلى أكتوبر 2021، بإيقاف عدد من موظفيها بتهم بينها "ارتكاب أمر جسيم ضد رئيس الدولة التونسية"، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي والقيام بأعمال تجسسية، وشملت التحقيقات عددا من الصحفيين والمدوّنين وأصحاب أعمال حرة وسياسيين، بينهم رئيس مجلس نواب الشعب المنحل راشد الغنوشي، وابنته، وصهره رفيق عبدالسلام والمتحدث السابق باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، والتُهم الموجّهة للموقوفين وللمشتبه بهم أبرزها: "ارتكاب جرائم تتعلّق بغسل الأموال بالتوافق بينهم، واستغلال التسهيلات التي منحتها السلطات الوظيفية للمتهمين ونشاطهم المهني والاجتماعي، والاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة التونسية، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا، وإثارة الهرج والقتل والسلب بالتراب التونسي، وارتكاب أمر موحش ضدّ رئيس البلاد قيس سعيد وغيرها من الاتهامات"، ولدى مداهمة مقر الشركة، تم التحفظ على 23 وحدة مركزية تتكوّن من حواسيب وأدوات تسجيل وأدوات تكنولوجيا عالية الجودة، وعلى إثر عرضها على المعامل الجنائية، تم إيقاف 7 أشخاص يعملون بالشركة بتهمة الاشتباه في تلقيهم أموالاً مشبوهة من دولتين أجنبيتين بهدف الاعتداء على أمن الدولة والإساءة إلى الغير عبر شبكات التواصل الاجتماعي.