جحيم على الأرض.. العمال في قطر يعملون حتى الموت

يعيش العمال في قطر جحيم على الأرض حيث يعملون حتى الموت

جحيم على الأرض.. العمال في قطر يعملون حتى الموت
صورة أرشيفية

يعاني ملايين العمال في قطر من الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة التي تتجاوز 50 درجة مئوية في ذروة فصل الصيف في ظل إهمال شديد من المسؤولين القطريين حول سلامة العمال في سبيل الانتهاء السريع من الأعمال المطلوبة منهم، وسط اتهامات للحكومة القطرية بأنها لا تبلغ عن الوفيات بسبب درجات الحرارة القاتلة.

وحذرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، من تأثير درجات الحرارة الشديدة تؤثر على المزيد من الناس، وخاصة ملايين العمال المهاجرين الذين يذهبون إلى الدوحة لإعالة أسرهم في الوطن.

وتابعت أن درجات الحرارة التي تتجاوز 50 درجة مئوية، بفضل تغير المناخ، يمكن أن تترك العمال الذين يعانون من أمراض تغير مجرى حياتهم بما في ذلك قصور القلب أو تنهيها تمامًا.

انتهاكات قطرية

تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية كشف عن انتهاكات قطرية في حقوق العمال تصل إلى اعتقال كل مَن يشتكي من انتهاك لقوانين العمل،  ووجه التحقيق اتهامات قطر بأنها لا تبلغ عن عدد العمال المهاجرين الذين ماتوا بسبب ضربة الشمس.

وتناول التحقيق تأثير الحرارة الشديدة على العمال المهاجرين في قطر، وركز على العدد الكبير من الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة (المسجلة بسبب قصور القلب) بين العمال النيباليين في قطر.

وربط التحقيق بين تعرض العمال النيباليين في قطر لدرجات حرارة مرتفعة، وعودة الكثير منهم إلى منازلهم مصابين بمرض كلوي مزمن، مما يتركهم في حاجة إلى غسيل الكلى لبقية حياتهم.

جهنم في قطر

وكشفت "بي بي سي" في تحقيقها عن مأساة امرأة من النيبال عاد جثة زوجها إليها وهو متوفى من قطر، بحجة إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وقالت السيدة "نعاني من الفقر، لا نجد قوت يومنا، وهو ما دفع زوجي للسفر إلى قطر، وتحمل ظروف الحياة الصعبة هناك والتي كان يعلم بها مسبقًا".

وتابعت "كان يعمل ساعات طويلة للغاية، وفي فصل الصيف كان يقول إن الحرارة مرتفعة للغاية بشكل لا يحتمل، وعندما أعيد جثمانه لم يقولوا شيئا سوى أنها نوبة قلبية توفي على إثرها".

وأضافت "زملاؤه قالوا لي إنه كان دائمًا ينزف دماء من أنفه بسبب الحر، وفجأة وجدوه ملقى على الأرض، وعند نقله للمستشفى كان قد توفي".

وقال أحد العمال "الحرارة في قطر لا تطاق بالفعل، فالبعض لا يمكنهم السير في الشوارع خلال ساعات النهار في فصل الصيف".

وتابع "ترتفع درجات الحرارة في منطقة الخليج تصبح ضعف درجة الحرارة في دول العالم في بعض أوقات فصل الصيف".

وفي هذا الصدد قال طبيب قلب نيبالي "العمل تحت درجات حرارة أكبر من 40 درجة مئوية قد يؤدي للوفاة"، وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، فقد لاقى نحو 571 عاملا نبياليا حتفهم في قطر بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

قطر تستخدم القمع بدلًا من البحث عن حلول

واستخدمت هيئة الإذاعة البريطانية في التحقيق، لقطات من الماراثون الكارثي لبطولة العالم لألعاب القوى 2019 للسيدات، الذي أقيم في قطر، لإظهار مخاطر الحرارة على جسم الإنسان، وأكدت الإذاعة البريطانية أن 30 متسابقًا انسحبوا من البطولة،  بسبب الحرارة. 

وتابعت أنه بعد فحص كافة الأدلة ومقاطع الفيديو، تبين أن القوانين التي تهدف إلى حماية العمال المهاجرين في قطر من درجات الحرارة الشديدة يتم انتهاكها، على الرغم من احتمالية حدوث عواقب مميتة.

ويستخدم النظام القطري سلاح القمح بدلًا من البحث عن حلول سريعة لحماية حياة العاملين، واحتجز مؤخرًا حارس الأمن "مالكولم بيدالي" كيني الجنسية، في الحبس الانفرادي، وحكم عليه بدفع غرامة كبيرة بعد أن أثار مخاوف بشأن انتهاكات حقوق العمال، وتحديداً حراس الأمن الذين يعملون في منتصف النهار في خرق واضح للقوانين.