كيف أثار القرار الإثيوبي بملء سد النهضة الغضب المصري والسوداني؟

أثار القرار الإثيوبي بملء سد النهضة الغضب المصري والسوداني

كيف أثار القرار الإثيوبي بملء سد النهضة الغضب المصري والسوداني؟
وزير الخارجية المصري سامح شكري

أكثر من عقد وأزمة سد النهضة مستمرة بين مصر وإثيوبيا، وأصبح التفاوض صعباً للغاية في ظل محاولات أممية كثيرة للتفاوض أبرزها محاولات الاتحاد الإفريقي والمحاولات الأميركية لوجود حلول للأزمة.

وآخر المفاوضات كانت بالقاهرة، عقب أيام من إعلان انضمام مصر وإثيوبيا إلى تحالف بريكس، ولكنها فشلت. 

وتشهد كل من إثيوبيا ومصر خلافات فيما بينهما، بشأن مشروع سد النهضة الضخم منذ إطلاقه عام 2011؛ إذ تعتمد مصر تقريبا على نهر النيل لتلبية جميع احتياجاتها المائية.

الإعلان الأخير لملء السد

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أعلن عن نجاح بلاده في الملء الرابع والأخير لسد النهضة الإثيوبي، وكتب عبر صفحته في فيسبوك قائلا: "إنه لمن دواعي سروري أن أعلن عن الانتهاء بنجاح من عملية التعبئة الرابعة والأخيرة لسد النهضة".

وقام آبي أحمد بتهنئة كل من وصفهم بأنهم شاركوا في العمل بأموالهم وعلمهم وطاقتهم ودعواتهم، متعهدا بمواصلة دعم سد النهضة حتى النهاية، كما اعترف آبي أحمد بأن مشروع ملء خزان سد النهضة واجه عقبات داخلية وخارجية، قائلا: لقد تحملنا كل ذلك، وبدأ السد في توليد الكهرباء في فبراير الماضي حسبما أعلن أحمد.

إعلان بالرغم من التفاوض

ويأتي إعلان إثيوبيا الانتهاء من الملء الرابع بعد يومين من تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، مليس عالم، أن بلاده تسعى للتوصل إلى تفاهم مشترك يرضي جميع الأطراف فيما يتعلق بسد النهضة، منوها بأن الإعلان عن المفاوضات في وسائل الإعلام ليس مفيدا.

واستبقت مصر الإجراء الإثيوبي، الذي تصفه بالأحادي، بتصعيد دبلوماسي على مدار الأسابيع الماضية، في محاولة للضغط على أديس أبابا، للتراجع عن الخطوة قبل إبرام اتفاق، لكن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، ملس عالم، قال إن بلاده غير ملزمة بأخذ إذن من مصر والسودان لعملية الملء الرابع.

رد الخارجية المصرية

ورداً على إثيوبيا أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا جاء فيه الآتي: إن اتخاذ إثيوبيا لمثل تلك الإجراءات الأحادية يُعد تجاهلا لمصالح وحقوق دولتي المصب وأمنهما المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي.

وأضافت الخارجية المصرية: إن هذا النهج، وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئا على مسار المفاوضات المستأنفة، والتي تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها، وأشارت إلى أن الأمل معقود في أن تشهد المفاوضات في جولتها المقبلة المقرر عقدها في أديس أبابا انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد.

وقال خبير المياه المصري عباس شراقي: إن تصريحات آبي أحمد غير دقيقة، واكتمال ملء السد يتطلب وقتا أطول مما تم الإعلان عنه، وإن هذا ما يتماشى مع آراء الخبراء والصور الفضائية.

وأضاف شراقي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن تعنت إثيوبيا في مسألة حقوق مصر والسودان هذه التصرفات تتعارض مع القوانين الدولية والاتفاقيات المعمول بها في هذا الشأن، بما في ذلك اتفاقية المبادئ لعام 2015 بين مصر وإثيوبيا والسودان، وإثيوبيا خرقت المواثيق والاتفاقيات الدولية منذ بدء بناء السد في عام 2011، وحتى مراحل الملء الثلاث، والتي تتطلب إخطار الدول المشاركة في النهر الدولي وتبادل المعلومات والتعاون.