إيران.. كيف كشفت الاحتجاجات النسائية ضعف نظام الملالي؟
كشفت الاحتجاجات النسائية ضعف نظام الملالي
رغم محاولات القمع الإيرانية للتظاهرات والاحتجاجات الغاضبة على خلفية مقتل الفتاة مهسا أميني -22 عامًا- في مقر شرطة الأخلاق بسبب الحجاب، إلا أن النظام الإيراني فشل في السيطرة على الجموع الغاضبة التي تحركت بدافع الضغوط من الأوضاع الاقتصادية السيئة وسط توقعات بأن تتجاوز الاحتجاجات الضخمة التي سيطرت على المدن الإيرانية عام 2019.
القط والفأر
شهدت إيران اندلاع عدة احتجاجات على مدى السنوات الماضية، تأجج الكثير منها بالغضب من الصعوبات الاقتصادية، لكن الموجة الجديدة تظهر الغضب تجاه شيء في قلب هوية الدولة التي يقودها رجال الدين في إيران وهي القيود الصارمة على قواعد اللباس للنساء، حسبما أكد وكالة الأنباء الفرنسية التي أضافت أن النظام الإيراني يطالب النساء بالتستر في الأماكن العامة، بما في ذلك ارتداء "الحجاب" أو الحجاب الذي من المفترض أن يخفي الشعر تمامًا، ولطالما لعبت العديد من النساء الإيرانيات، وخاصة في المدن الكبرى، لعبة القط والفأر مع السلطات، حيث ترتدي الأجيال الشابة أوشحة وأزياء تتجاوز حدود اللباس المحافظ، وتابعت أن هذه اللعبة غالبًا ما تنتهي بمأساة، حيث ألقت شرطة الأخلاق القبض على مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في العاصمة طهران وتوفيت في الحجز، أثار موتها قرابة أسبوعين من الاضطرابات الواسعة النطاق التي وصلت إلى جميع أنحاء المحافظات الإيرانية ودفعت بالطلاب والمهنيين من الطبقة الوسطى ورجال ونساء الطبقة العاملة إلى الشوارع، وأشار التلفزيون الإيراني الرسمي إلى مقتل ما لا يقل عن 41 متظاهرا ورجل شرطة، مع اعتقال أكثر من 1400 متظاهر.
تضاؤل نفوذ الملالي
من جانبها، تقول فتاة إيرانية -رفضت ذكر اسمها- شاركت باستمرار في احتجاجات الأسبوع الماضي في العاصمة، والرد العنيف لقوات الأمن قلل إلى حد كبير من حجم التظاهرات، مضيفة "لا يزال الناس يأتون إلى الشوارع ليجدوا مترًا واحدًا من المساحة للتعبير عن غضبهم، لكنهم يتعرضون فورًا وبعنف للمطاردة والضرب والاعتقال، لذلك يحاولون التعبئة في مجموعات من أربعة إلى خمسة أشخاص"، بينما قالت متظاهرة أخرى تدعى "شمس": "أهم احتجاج تقوم به النساء الإيرانيات الآن هو خلع الحجاب وحرقه، فـالاعتراض هنا ليس على الحجاب وإنما القمع، فهذه حركة نسائية أولاً وقبل كل شيء ويدعمها الرجال في الخط الخلفي".
وتابعت: "موجات القمع العنيف ضد الاحتجاجات في السنوات الـ13 الماضية خيبت أمل الطبقات التقليدية في المجتمع التي كانت ذات يوم العمود الفقري للجمهورية الإسلامية، كما أن حقيقة حدوث احتجاجات في المدن المحافظة مثل مشهد أو قم، المركز التاريخي لرجال الدين في إيران، أمر غير مسبوق ويعكس مدى تضاؤل نفوذ نظام الملالي.
نهاية الملالي على يد النساء
في السياق ذاته، تقول "مؤمني" إحدى المتظاهرات، كل صباح أستيقظ وأتساءل، هل هذا يحدث بالفعل؟ النساء يشعلن النيران بالحجاب؟"، مضيفة "لا أصدق ما يحدث الآن في الشوارع الإيرانية، المتظاهرات لا يخشين قوات الأمن ووحشيتهم، يبدو أن نهاية نظام الملالي ستكون على يد النساء، حيث كشفت الاحتجاجات مدى ضعف ورعونة النظام الحالي"، وتابعت: "عدم رغبة الناس في ارتداء الحجاب هو علامة على رغبتهم في تغيير النظام بشكل جذري، فحكام إيران حاصروا أنفسهم في زاوية، حيث يخشون أن الاستسلام للتخلي عن الحجاب الإلزامي قد يعرض الجمهورية الإسلامية البالغة من العمر 44 عامًا للخطر، وليس تمسكًا بأي تقاليد دينية".