إيران.. الملالي يخسر معركته ضد الشعب وعقوبات دولية جديدة تهدد استقرار النظام
خسر الملالي معركته ضد الشعب وعقوبات دولية جديدة تهدد استقرار النظام
منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في إيران على خلفية مقتل الفتاة مهسا أميني، على يد قوات شرطة الأخلاق الإيرانية، وتزداد الأوضاع الأمنية صعوبة، مع لجوء قوات الملالي إلى البطش بالمتظاهرين، وإصرارهم على فض الاحتجاجات والتظاهرات بالقوة، ومؤخرًا، اشتبكت قوات الأمن الإيرانية مع طلاب في جامعة بارزة في طهران، حسبما أفادت وسائل إعلام اجتماعية وحكومية، الاحتجاجات التي بدأت في جنازة مهسا في 17 سبتمبر في بلدة سقز الكردية، تحولت تدريجيًا لتصبح أكبر تحرك معارض للسلطات الإيرانية منذ سنوات، حيث دعا الكثيرون إلى إنهاء أكثر من أربعة عقود من حكم الملالي.
رصاص ونار
أظهرت مقاطع مصورة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع لإخراج الطلاب من الحرم الجامعي، ويتردد في خلفية المقاطع صوت طلقات الرصاص تطلق من مسافة بعيدة، بينما أظهر مقطع فيديو آخر قوات الأمن تطارد عشرات الطلاب المحاصرين في موقف سيارات تحت الأرض بالجامعة، حيث تم اعتقال عشرات الطلاب، ووصفت وسائل إعلام رسمية إيرانية "تقارير عن اشتباكات" في الجامعة وقالت إن وزير العلوم الإيراني زار الحرم الجامعي للاطمئنان على الوضع، حيث كان الطلاب يحتجون في العديد من الجامعات أمس الأحد، ونظمت مظاهرات في عدة مدن مثل طهران ويزد وكرمانشاه وسنندج وشيراز ومشهد، حيث ردد المشاركون "الاستقلال والحرية والموت لخامنئي"، كما أظهرت منشورات سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابعت الصحيفة: إن الاحتجاجات لم تهدأ على الرغم من ارتفاع حصيلة القتلى والقمع من قِبل قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية، وفقًا لمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وجماعات حقوقية، وقالت منظمة إيران لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، في بيان: "حتى الآن قتل 133 شخصًا في أنحاء إيران"، بينهم أكثر من 40 شخصًا قالت إنهم قتلوا في اشتباكات الأسبوع الماضي في زاهدان، عاصمة جنوب شرق سيستان- محافظة بلوشستان.
وأضافت: أن السلطات الإيرانية لم تعلن عن عدد القتلى، بينما قالت إن العديد من أفراد قوات الأمن قتلوا على أيدي "مثيري الشغب والبلطجية المدعومين من أعداء أجانب"، وقال التلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي: إن 41 قتلوا بينهم أفراد من قوات الأمن، كما لم يعلق المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على الاحتجاجات التي عمّت البلاد، والتي امتدت إلى 31 محافظة إيرانية، بمشاركة جميع طبقات المجتمع، بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية.
قناصة الملالي
من جانبه، اتهم الزعيم السني عبدالحميد إسماعيل زاهي قوات الأمن باستهداف المتظاهرين من خلال نشر قناصة في مسيرات في مدينة زاهدان، وقال في رسالة على إنستغرام: إن "قوات الحرس الثوري الخاصة أطلقت النار على الشباب والمراهقين يوم الجمعة"، حسبما أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، وأشار إسماعيل زاهي إلى أن "القوات الحكومية ردت بإطلاق الرصاص الحي على شبان رشقوا مركز للشرطة بالحجارة"، مضيفًا "معظم الرصاص أطلق على رؤوس وقلوب المصلين وكان واضحا أنها من عمل القناصة"، وندد إسماعيل زاهي بما حدث باعتباره "كارثة" و"ظلم كبير"، وكشف أن "ضباط الأمن في ثياب مدنية أطلقوا النار على الأشخاص الذين كانوا في طريق عودتهم إلى منازلهم"، وأشارت الصحيفة إلى أن الآلاف من الإيرانيين نزلوا إلى الشوارع خلال الأسبوعين الماضيين للاحتجاج على وفاة مهسا أميني، وهي امرأة تبلغ من العمر 22 عامًا كانت قد احتجزتها شرطة الأخلاق الإيرانية في العاصمة طهران بزعم عدم التزامها باللباس الإيراني الإسلامي الصارم.
عقوبات جديدة
في السياق ذاته، قدمت ألمانيا وفرنسا والدنمارك وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك مقترحات لفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران لقمع الاحتجاجات على حقوق المرأة، حسبما ذكرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية اليوم الاثنين نقلاً عن مصادر، وتابعت المجلة، أن العقوبات المقترحة تستهدف 16 شخصًا ومنظمة ومؤسسة مسؤولة بشكل رئيسي عن قمع الاحتجاجات على مستوى البلاد التي أشعلتها وفاة شاب رهن الاحتجاز، ووفقًا لرويترز، فإن أولئك الذين يقترحون العقوبات يهدفون إلى أن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرارًا بشأنها في اجتماعهم يوم 17 أكتوبر، مع عدم توقع أي مقاومة من أعضاء الكتلة، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك اليوم الاثنين: إن قمع طهران للاحتجاجات هو "تعبير عن الخوف المطلق من التعليم وقوة الحرية" ووعدت بفرض عقوبات، وكتبت على موقع تويتر "من الصعب أيضًا تحمل أن خيارات سياستنا الخارجية محدودة، لكن يمكننا تضخيم أصواتهم، ونشر الدعاية، وتوجيه الاتهامات والعقوبات، وهذا ما نقوم به".