صراعات داخلية بين عناصر ميليشيا الحوثي طمعًا في أموال الإتاوات

تقتتل عناصر ميلشيا الحوثي الارهابية

صراعات داخلية بين عناصر ميليشيا الحوثي طمعًا في أموال الإتاوات
صورة أرشيفية

صراعات وأزمات داخلية تشهدها ميليشيا الحوثي الإرهابية، وصلت إلى حد الحرب الداخلية بين الأطراف والقيادات الحوثية حول الإتاوات وحصد المكاسب المادية التي يتم سرقتها من الشعب اليمني،  الخلاف بين قادة الحوثيين على الأموال وصل إلى الاختطاف وتطور إلى التصفيات الجسدية، وهو الأمر الذي لا يتدخل فيه عبد الملك الحوثي حيث يرى أن انشغال الميليشيات بالصراعات الداخلية يصرف أنظارهم عن الرغبة في الحصول على مناصب قيادية تهدد منصبه.

ماذا يحدث؟

تقارير إعلامية محلية، أكدت اندلاع اشتباكات مسلحة بين قيادات ميدانية من جماعة الحوثي الانقلابية في العاصمة التي تسيطر عليها الميليشيات منذ (8) أعوام خلفت قتلى وجرحى، وجاءت على خلفية صراع للحصول على إيرادات الكسارات في صَرف شمال كلية المجتمع بصنعاء، ويأتي هذا بالتزامن مع تصاعد الخلافات والمواجهات المحتدمة داخل صفوف الميليشيات الحوثية، التي وصلت مؤخراً إلى حدّ التصفيات البينية والاختطافات، على خلفية تسابق وتنازع حول الصلاحيات والجبايات وتحصيل الأموال.

اقتتال داخلي

يقول أحمد جباري، المحلل السياسي اليمني، إن ميليشيا الحوثي الإرهابية تشهد حالة من الاقتتال الداخلي بسبب الصراع على النفوذ بين قيادات وأعضاء تلك الميليشيا الإرهابية، وكل هذه الصراعات يعلم بها جيدًا زعيم الميليشيات "عبد الملك الحوثي" ومحمد علي الحوثي ولا يحاولا التدخل لحلها حيث يعتبروا أن خلاف صغار القادة يحافظ على استقرار حكمهم للميليشيات المسلحة وذلك أفضل من أن تسيطر جبهة مسلحة وتصبح هي الأقوى فتبدأ التخطيط للاستيلاء على الحكم.


وأضاف المحلل السياسي اليمني في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أنه خلال فترة الهدنة تصاعدت الصراعات والخلافات بين أجنحة الميليشيات المدعومة من إيران إلى وسائل الإعلام، بعد أن ظلت طي الكتمان خلال الأعوام الماضية، مؤكدا أن حدة الخلافات بين الأقطاب الحوثية تعكس حالة الوهن السياسي الذي يسيطر على الميليشيات، التي لطالما حاولت التظاهر بقدرتها على السيطرة، وحسم الأمور الخلافية، وهو ما سيعصف بهذه الميليشيا الإرهابية خلال الفترة المقبلة. 

عصابات الحوثي

من جانبه يقول يحيى العابد، المحلل السياسي اليمني، إن الصراعات الداخلية لدى الحوثيين هي في الأساس حرب للصراع على السلطة، ومن أجل حصد أكبر عدد من المكاسب والمصالح، وبدأت تظهر تلك الصراعات وحالة التفكك والاضطرابات الداخلية إلى العلن، مضيفًا أن المستقبل القريب قد يشهد انهيارًا داخليًا بسبب تفاقم الأزمات والصراعات وحالة التفكك الداخلي والتي أظهرت حقيقة تلك الميليشيا الإرهابية، ومطامعهم الشخصية على حساب الدولة اليمنية، والعمل على تخريبها من أجل تقسيمها والحصول على الأموال التي يتم نهبها من الشعب اليمني، وفرض الإتاوات عليه، كل هذه الأمور تظهر أن الحوثي عبارة عن عصابة.

صراع على الزعامة

في السياق ذاته، تقارير عديدة يمنية أشارت إلى أن هناك جولة جديدة من الصراع بدأت تظهر على السطح بين أحمد حامد ومحمد علي الحوثي حول شيوخ القبائل، حيث يسعى حامد إلى تحدي نفوذ محمد علي الحوثي في أوساط المجتمع القبلي، وقدّم حامد لزعيم الميليشيات الحوثية مقترحاً مدعوماً بقائمة طويلة من أسماء شيوخ قبائل يطلب طردهم من مواقعهم على رأس التجمعات القبلية، كون هؤلاء الشيوخ إمّا خارج البلاد، وإمّا غير فاعلين في مشهد الحرب، وطلب دعماً لتنصيب عناصر قبلية أكثر ولاء له، في المقابل، يتحرك محمد علي الحوثي ضد مشروع أحمد حامد، كونه نسج علاقات قوية مع بعض المكونات القبلية والشيوخ الحاليين منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق علي صالح وتصفيته من قِبل الميليشيات، حيث يرى محمد علي الحوثي في مقترح ومشروع أحمد حامد تهديداً لنفوذه المتراكم على مدى الأعوام الماضية في أوساط القبائل، ويعتبر أيّ تغيير في تركيبة المجتمع القبلي وآلية اختيار قادة القبائل مساحة حساسة قد تفجر صراعات داخل المجتمع القبلي على الزعامة.

وطرح محمد علي الحوثي مقترحاً مضاداً، يفيد بضمان ولاء الشيوخ للميليشيات، عبر امتيازات إضافية وتقريبهم من السلطات في المحافظات بدلاً من الإطاحة بهم، تلك الصراعات بدأت تتسرب إلى وسائل الإعلام، بعضها محسوب على الحوثيين أنفسهم، من خلال تصريحات متبادلة تتضمن الاتهام بالفساد.