اسرائيل تهاجم سوريا ولبنان.. هل يستطيع الجيش الإسرائيلي تحمل فتح عدة جبهات

إسرائيل تهاجم سوريا ولبنان.. هل يستطيع الجيش الإسرائيلي تحمل فتح عدة جبهات

اسرائيل تهاجم سوريا ولبنان.. هل يستطيع الجيش الإسرائيلي تحمل فتح عدة جبهات
الجيش الإسرائيلي

في الأيام الأخيرة، نفذت إسرائيل ضربات جوية على مواقع داخل سوريا ولبنان، مستهدفة تحديداً مواقع يُشتبه في ارتباطها بالجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مثل حزب الله في لبنان والمليشيات الإيرانية في سوريا. هذا التصعيد العسكري جاء في سياق التوترات الإقليمية المتزايدة، خاصة بعد تصاعد هجمات حزب الله من جنوب لبنان واستمرار النشاط العسكري الإيراني في سوريا.

في التوقيت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، اعتراض طائرة بدون طيار فوق البحر الأبيض المتوسط، وقال الجيش الإسرائيلي - في بيان-: "اعترضت منظومة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي طائرة بدون طيار فوق البحر الأبيض المتوسط، على بعد عشرات الكيلومترات قبالة ساحل وسط إسرائيل"؛ مما فتح تساؤل هام حول قدرة إسرائيل العسكرية على الخوض في عدة جبهات. 

جبهات مفتوحة 


رغم القدرات الكبيرة، فإن فتح جبهات متعددة يشكل تحديًا حقيقيًا لأي جيش، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، التهديدات تأتي من جبهات مختلفة، الجبهة الشمالية لبنان وحزب الله، حيث حزب الله يمتلك ترسانة صاروخية كبيرة، ولديه خبرة قتالية متراكمة من الصراع في سوريا، أي مواجهة مع حزب الله ستكون مكلفة ومؤلمة لإسرائيل، حتى مع التفوق الجوي الإسرائيلي، وكذلك جبهة اليمن مع ضربات متوسطة المدي من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية. 

وأخيراً جبهة سوريا والتي يتواجد بها حزب الله اللبناني، وكذلك الفصائل الإيرانية، والتي بدورها تعد أزمة كبرى لإسرائيل، وذلك بعد عامٍ كامل من الحرب في قطاع غزة مع حركة حماس. 



عملية برية في لبنان 


وقد أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية "محددة الهدف والدقة" ضد أهداف لحزب الله في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان، وقالت الإذاعة الإسرائيلية: إن وحدات كوماندوز خاصة من الجيش توغلت في الجانب اللبناني.

وأفاد سكان محليون في بلدة عيتا الشعب الحدودية اللبنانية بقصف عنيف وصوت طائرات مروحية وطائرات مسيرة في السماء، كما أشارت وسائل إعلام لبنانية، أن الجيش الإسرائيلي شن غارة على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطنيين في محيط مدينة صيدا جنوبي لبنان.

وقال مسؤولان أمنيان فلسطينيان: إن الغارة الإسرائيلية على مخيم عين الحلوة، استهدفت منير مقدح، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة فتح، وفق ما أفاد قيادي من داخل المخيم لوكالة فرانس برس.

إذ وضعت إسرائيل استراتيجيتها القائمة على محاولة ردع حزب الله جانبا، وبدأت تنفيذ حملة قصف لا هوادة فيها ثم توغل بري تصفه بـ"المحدود"، والهدف هو إضعاف الحزب وإجباره على اللجوء إلى السلام بشروط إسرائيل بسبب عجزه، وفق مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

وبذلك، تأمل إسرائيل على الأرجح أن يوافق حزب الله على سحب عناصره من المنطقة الحدودية الإسرائيلية، ومن ثم القبول بوقف إطلاق نار أوسع نطاقاً، ما يمكّن إسرائيل من إعادة سكانها النازحين البالغ عددهم نحو 60 ألفاً إلى منازلهم في شمال البلاد.

وهذا تحوّل "شديد الخطورة". إذ تعرض حزب الله لضربة قاسية، ومن المحتمل أن يقدم تنازلات كبيرة لإسرائيل، على الأقل في المدى القصير، أو أن يكون رده ضعيفًا بسبب ما تقوم به إسرائيل من ضربات لصفوفه، على حد قول المجلة.

ومع ذلك، قالت المجلة، إن "حمل الجماعات الإرهابية أو المتشددة على الرضوخ أمر صعب، وحتى الجماعات الأضعف يمكن أن تهاجم بقوة، كما تعلمت إسرائيل نفسها من التجربة".

أظهر حزب الله في الماضي أنه قوي وحازم، سواء في محاربة إسرائيل مباشرة أو في استخدام الإرهاب الدولي لرد الضربة خارج مسرح العمليات، وكلاهما "تم بدعم من راعيه الإيراني"، ووفق المجلة الأمريكية، من النادر أن تُهزم مثل هذه الجماعات بمجرد الإطاحة بقائد رئيسي، حتى لو كان قائدًا بحجم نصر الله.