لبنان.. هل تستقر البلاد بعد جلسة اختيار الرئيس غدًا؟.. محللون يجيبون
تنعقد جلسة اختيار الرئيس غدًا
حالة من الارتباك تسود المشهد السياسي في لبنان، ما دفع الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم للتركيز على دعوة الرئيس نبيه بري النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غدًا الخميس، حيث عادت الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة إلى مربع الجمود، بعدما فوجئ الجميع بمماطلة الرئيس نجيب ميقاتي عن تشكيلها، وتناولت ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو، إذ توقع وصول مسودة خطية من الوسيط عاموس هوكشتين خلال يومين، وهو الأمر نفسه الذي أشير إليه أمس في تل أبيب، على أن تقرر الأخيرة موقفها منه الأحد المقبل، ولا يزال ملف الترسيم البحري مع العدو في رأس أولويات المسؤولين في لبنان، وسط أجواء داخلية تعيد التعقيد إلى الملفات الداخلية، حيث كان البارز أمس دعوة الرئيس نبيه بري النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الخميس، فيما عادت الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة إلى مربع الجمود.
قرار طبيعي
بدا رئيس المجلس وكأنه فاجأ كثيرين بدعوته إلى جلسة لانتخاب رئيس. وهو قال لزواره إن قراره «طبيعي» ربطاً بالمهل الدستورية من جهة، ومنعاً لاتهامه والفريق الذي يمثله بعرقلة الاستحقاق، لكن ردود الفعل الصاخبة جاءت من جانب فريق القوات اللبنانية و«قوى التغيير» التي اعتبرت أن بري يحاول خلط الأوراق واتهمته بالتراجع عن تعهّده بعدم الدعوة قبل بروز ملامح توافق على الرئيس الجديد، وسط غموض حول من يمكن أن يتغيب أو يعطل النصاب. لكن الأكيد أن تحديد موعد الجلسة شكل عاملاً محفزاً لكثيرين على تسريع المناقشات للاتفاق على رئيس جديد، لا سيما الفريق الذي يخضع لوصاية الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، إذ يركز الطرفان على إقناع القوى المعارضة لتحالف حزب الله – أمل – التيار الوطني الحر بتسمية مرشح مشترك.
تبادل اتهامات
في ملف الحكومة، عادت العراقيل من جديد وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عدم تشكيل حكومة كان الجميع موعوداً بها خلال الأيام المقبلة. وعادت أوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى اتهام التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل بوضع شروط سياسية تمنع تشكيل الحكومة، بينما تؤكد أوساط التيار أنه مع تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن ولكن ليس بأي ثمن، وأن هناك حاجة للاتفاق على دور الحكومة في الفترة الفاصلة وضرورة اتخاذ قرارات كثيرة خصوصاً في حالة الشغور الرئاسي، ويعقد مجلس النواب غداً أول جلساته المخصّصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفقاً للدعوة التي وجّهها رئيس مجلس النواب نبيه بري، مستفيداً من المواقف الدولية والإقليمية الداعية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية، وما لاقاها في الداخل من مواقف داعمة لانتخاب الرئيس الجديد وعدم الوقوع في الفراغ الدستوريّ، خصوصاً مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، ودار الفتوى، بصورة مكنت من الاعتقاد بأن أيّ سعي لتعطيل النصاب سيكون مصيره الفشل لافتقاده الغطاء الداخلي والخارجي.
ما القادم؟
من جانبه، يرى فادي عاكوم، الكاتب الصحفي والباحث السياسي اللبناني أن أغلب التوقعات تشير إلى أنه لم يتم التوافق على الأسماء وذلك بعد التحركات السعودية التي رافقت تحركات دار الفتوى لتوحيد الصف السني في البلاد.
وقال عاكوم في تصريحات لـ "العرب مباشر": إلا أنه حتى الآن فقد يوجد الكثير من المشتتات والمقترحات، ولعل أبرز المرشحين هو سليمان فرنجية خاصة أن سمير جعجع تحته خط أحمر، وجبران باسيل مرفوض رفضًا قاطعًا.
ويواصل سليمان فرنجية إقناع خصومه السياسيين، وإقناع الطرف الآخر أو ما تبقى أنه يستلم المنصب خلال الفترة المقبلة، مقابل وعود مؤكدة بأن العلاقات مع المملكة العربية السعودية تكون جيدة، وكذلك العلاقات مع الدول العربية والعالم أيضًا، وأن تكون لبنان على جميع دول العالم وليس كما حصل خلال العهد الماضي.