محلل سوداني: استمرار الحرب لعامها الثاني ينذر بانهيار الدولة بالكامل

محلل سوداني: استمرار الحرب لعامها الثاني ينذر بانهيار الدولة بالكامل

محلل سوداني: استمرار الحرب لعامها الثاني ينذر بانهيار الدولة بالكامل
الحرب السودانية

يدخل السودان مرحلة قاتمة مع استمرار الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للعام الثاني على التوالي، وسط تصاعد المعارك وامتداد رقعتها في مختلف أنحاء البلاد؛ مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني ويعمّق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين من السودانيين.

تصاعد المواجهات


رغم الجهود المحلية والدولية لوقف إطلاق النار وإيجاد تسوية سياسية، فإن النزاع ما يزال مشتعلاً في عدة مناطق، أبرزها العاصمة الخرطوم، وولايات دارفور وكردفان والجزيرة. 

وتشهد هذه المناطق اشتباكات عنيفة وقصفاً جوياً متواصلاً؛ مما أدى إلى دمار واسع في البنية التحتية، ونزوح ملايين السكان، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ السودان الحديث.

كارثة إنسانية تتفاقم


مع استمرار القتال، تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير. وتشير تقارير الأمم المتحدة، أن أكثر من 7 ملايين شخص أجبروا على الفرار من منازلهم، بينما يواجه المدنيون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى انهيار الخدمات الطبية وتزايد حالات انتشار الأوبئة.

وفي ظل هذه الظروف، تزداد المخاوف من حدوث مجاعة في عدة مناطق، خاصة في ظل تعذر وصول المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق المنكوبة بسبب استمرار القتال وغياب ممرات آمنة.

اتهامات متبادلة


وعلى الصعيد السياسي، لا تزال جهود الوساطة تصطدم بتعنّت الأطراف المتحاربة، حيث يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بعرقلة أي حلول دبلوماسية لإنهاء النزاع. وقد فشلت العديد من المبادرات الإقليمية والدولية، بما في ذلك محادثات جدة التي ترعاها الولايات المتحدة والسعودية، في تحقيق اختراق حقيقي نحو التهدئة.

مستقبل مجهول للسودان


مع دخول الحرب عامها الثاني، تزداد المخاوف من تحول السودان إلى ساحة حرب طويلة الأمد، على غرار نزاعات أخرى في المنطقة. 

ويرى مراقبون، أن استمرار القتال قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات داخل البلاد، ويعزز فرص تدخلات خارجية تزيد من تعقيد المشهد.

حذّر المحلل السياسي السوداني د. محمد عبدالله من أن استمرار الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للعام الثاني على التوالي ينذر بانهيار شامل للدولة السودانية، في ظل التدهور الأمني والإنساني غير المسبوق.

وقال د. محمد عبدالله - في تصريح خاص للعرب مباشر-، إن الحرب الحالية لم تعد مجرد صراع عسكري بين طرفين، بل تحولت إلى أزمة وطنية تهدد كيان السودان ووحدته، مشيراً أن استمرارها بهذا الشكل قد يؤدي إلى تفتيت البلاد وخلق بيئة خصبة للتدخلات الخارجية.

وأضاف: أن التدهور الاقتصادي الحاد، والانهيار المستمر في مؤسسات الدولة، إضافة إلى النزوح الجماعي لملايين السودانيين، يجعل من الصعب على أي حكومة قادمة إعادة بناء البلاد بسهولة.

 كما لفت أن فشل المبادرات الدبلوماسية حتى الآن يعود إلى غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف المتحاربة، إلى جانب استمرار التدخلات الإقليمية والدولية التي تعقّد الأزمة بدلاً من حلها.

وأكد أن السودان أمام منعطف خطير، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لفرض وقف فوري لإطلاق النار، محذراً من أن تأخر الحل سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة قد تمتد آثارها إلى دول الجوار والمنطقة بأكملها.