تنازل نتنياهو عن شروطه.. مقترحات أمريكية وإسرائيلية لإنهاء حرب غزة
تنازل نتنياهو عن شروطه.. مقترحات أمريكية وإسرائيلية لإنهاء حرب غزة

تشهد الجهود الدبلوماسية المتعلقة بإنهاء الحرب في قطاع غزة تطورًا لافتًا، بعدما كشفت مصادر مطلعة أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بعث الأسبوع الماضي بمقترح جديد إلى حركة حماس عبر ناشط إسرائيلي للسلام، في محاولة للتوصل إلى اتفاق شامل يشمل الإفراج عن الرهائن ووقف إطلاق النار.
ويأتي هذا التحرك في وقت تستعد فيه إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة النطاق لاحتلال مدينة غزة، بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مقترح أمريكي
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، يتضمن المقترح الأمريكي، وفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع، الإفراج عن جميع الرهائن الباقين وعددهم 48 مقابل إعلان فوري لوقف إطلاق النار ووقف العملية الإسرائيلية في غزة.
كما يشمل الإفراج عن ما بين 2500 و3000 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم مئات المحكومين بالمؤبد.
وينص الاتفاق على بدء مفاوضات مباشرة فور إعلان التهدئة حول الشروط النهائية لإنهاء الحرب، بما في ذلك مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس، في مقابل مطلب الحركة بالانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأشار المقترح، أن ترامب سيتدخل شخصيًا لضمان استمرار التهدئة طالما أن المفاوضات جارية، بينما حملت الرسالة إلى حماس تحذيرًا بأن رفض المبادرة سيعني مواجهة عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في القطاع.
قنوات خلفية مثيرة للجدل
كشفت المصادر، أن ويتكوف استعان بقناة خلفية جديدة عبر الناشط الإسرائيلي غيرشون باسكين، الذي لعب دورًا سابقًا في الوساطة بصفقة الجندي جلعاد شاليط عام 2011.
وتم تمرير المقترح لحماس من خلاله، قبل أن يبلّغ به الوسطاء المصريون والقطريون، الأمر الذي أثار شكوك الحركة بشأن مصداقية هذه القنوات.
وأكدت حماس في ردها الأولي، أنها ترحب بأي مبادرة توقف العدوان على الشعب الفلسطيني، لكنها تشترط وقفًا دائمًا للحرب وانسحابًا كاملاً للاحتلال من غزة، مع تشكيل لجنة فلسطينية مستقلة تتولى إدارة شؤون القطاع فورًا.
تفاصيل العرض الإسرائيلي
وأكدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن المقترح الأمريكي يأتي متزامنًا مع مقترح إسرائيلي تم تقديمه خلال الأيام الماضية إلى وفد مصري في أواخر الشهر الماضي، والذي تضمن خطة من ثلاث مراحل تمتد على مدى ستة أشهر.
وتنص المرحلة الأولى على إعلان وقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين خلال 48 ساعة من هذا الإعلان، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين بنسبة 130 أسيرًا مقابل كل عشرة محتجزين. كما تمنح الخطة حركة حماس وقتًا إضافيًا للعثور على جثامين المحتجزين المفقودين.
أما المرحلة الثانية، فتشمل تخلي حماس عن الأسلحة الخفيفة بعد أن تكون قد تخلت عن الأسلحة الثقيلة في المرحلة الأولى.
وفي المرحلة الثالثة، يقضي العرض بانسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً إلى منطقة عازلة بعمق كيلومتر واحد على أطراف القطاع، بما في ذلك ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مع بقاء معبر رفح تحت إدارة مشتركة تحدد لاحقًا بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر.
حسابات داخلية وضغوط إقليمية
يرى مراقبون، أن المقترح الإسرائيلي الجديد أظهر ابتعادًا عن بعض الشروط الصارمة التي أعلنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سابقاً، مثل استبعاد السلطة الفلسطينية نهائياً من أي دور في غزة.
واعتبروا أن هذا التحول يعكس حجم الضغوط الإقليمية والدولية، خصوصاً من جانب مصر وقطر، إضافة إلى الضغوط الأمريكية التي تطالب بإنهاء الحرب تدريجيًا.
في المقابل، ما تزال حالة من الشكوك تحيط بالمقترح الأمريكي، إذ يشير دبلوماسيون عرب إلى أن تجاوزه للوسطاء التقليديين قد يعرقل المفاوضات بدلاً من تسريعها، في وقت تشهد فيه إسرائيل تصاعداً في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء الحرب والإفراج عن المحتجزين، وهو ما قد يزيد الضغط على حكومة نتنياهو للقبول بتسوية سياسية شاملة.