عقبات أمام الهدنة.. غزة تنتظر نتائج المفاوضات في القاهرة
غزة تنتظر نتائج المفاوضات في القاهرة
تستمر المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس في القاهرة، الأحد، وتعقد في القاهرة محادثات بين إسرائيل وحركة حماس، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، الذي يواجه كارثة إنسانية بسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 5 أشهر. وترعى المحادثات مصر وقطر والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى الاتفاق على هدنة مؤقتة لمدة 6 أسابيع، تسمح بتحسين الوضع الإنساني في القطاع وتبادل الرهائن والسجناء وانسحاب القوات الإسرائيلية، وتفتح الطريق لمفاوضات أكثر شمولية تضع حدًّا للصراع.
*هدنة مؤقتة تُمهد لإنهاء الحرب*
تهدف الجهود الدبلوماسية، التي تقودها مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة، إلى إقرار هدنة مؤقتة لمدة 6 أسابيع، تمهد لمراحل أخرى تشمل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق سراح الرهائن والسجناء وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.
وقال مصدران أمنيان مصريان: إن الاجتماع سيحاول إيجاد صيغة يقبلها الطرفان، وإن مصر تقدمت بضمانات لحماس بأن شروط وقف دائم لإطلاق النار سيتم وضعها في المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق.
وأضافا أن الاجتماع سيشهد حضور ممثلين عن قطر والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما يتوقع أن ينضم إليهم مبعوث أمريكي.
*نقاط الخلاف*
لا يزال الطرفان - حماس وإسرائيل - يختلفان على بعض النقاط الحساسة، التي تعطل المفاوضات أو تطيل أمدها. ومن أبرزها، تمسك حماس بأن الهدنة المؤقتة يجب أن تكون بداية لعملية تهدف إلى إنهاء الحرب تمامًا، وترفض أي اتفاق يسمح لإسرائيل ببقاء قواتها على الأرض في بعض مناطق غزة، أو باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، أو القضاء تمامًا على الحركة.
وتقول إنها لن تتراجع عن موقفها، ما لم تحصل على ضمانات ملموسة بأن شروط وقف دائم لإطلاق النار ستُنفذ في المراحل اللاحقة.
من جانبها، تطالب إسرائيل بإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، وتقول إنهم نحو 100 رهينة، بينهم جنود ومدنيون.
وتريد أن تعرف عدد الذين ما زالوا على قيد الحياة، وأن توافق حماس على نسبة من السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة.
وتشير مسودة اقتراح طرحت في باريس في فبراير الماضي وأرسلت إلى حماس قبل أيام، إلى نسبة إجمالية قدرها 10 سجناء فلسطينيين في إسرائيل مقابل تحرير كل رهينة.
وتقول حماس إن نحو 70 رهينة قتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، وإنها لن تفصح عن عددهم أو مصيرهم، إلا في مرحلة متقدمة من المفاوضات.
*انسحاب القوات الإسرائيلية وعودة السكان*
تضمنت مسودة الاقتراح التزامًا بانسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة وعودة السكان الذين نزحوا إلى الجنوب، بعد وقف القتال.
وتقول حماس إن هذا الشرط ضروري لتخفيف المعاناة الإنسانية للنازحين، الذين يبلغ عددهم نحو مليون نسمة، وتتمسك إسرائيل ببقاء قواتها على الأرض في بعض مناطق غزة، خاصة شمالها، لمنع حماس من إعادة ترميم قدراتها العسكرية.
*المساعدات الإنسانية*
تضمنت مسودة الاقتراح أيضًا التزامًا بزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يعاني نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء، وتسهيل دخولها إلى غزة عبر المعابر البرية والجوية.
وتتمسك إسرائيل بوضع قيود على وصول المساعدات إلى قطاع غزة، لا سيما شماله؛ لمنع حماس من استغلالها لأغراض عسكرية. وتسمح إسرائيل بإسقاط مساعدات جوًّا، وهو ما تفعله عدة دول آخرها الولايات المتحدة.
وتقول حماس إن المساعدات الجوية غير كافية، وتطالب بفتح المعابر البرية ورفع الحصار عن غزة.
*غزة تعيش أسوأ أزمة منذ بدء الحرب*
وتشهد غزة حربًا غير مسبوقة منذ نوفمبر الماضي، حيث شنت إسرائيل عمليات عسكرية واسعة ضد حركة حماس، التي ردت بإطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية.
وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني وإصابة نحو 72 ألفًا آخرين، بينما قتل 1401 إسرائيلي وأصيب نحو 1271 آخرين.
ونزح أكثر من نصف سكان غزة، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، بسبب القصف الإسرائيلي، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء.
وتُحاول الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تقديم المساعدة للمتضررين، لكنها تواجه صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق، بسبب الحصار الإسرائيلي والأمني.
وتعيش غزة أجواءً من اليأس والخوف، في ظل توقعات بتصاعد العنف، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب قريبًا.
*ضغوط الوسطاء ستنجح الهدنة*
قال د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن هناك مؤشرات عديدة تشير إلى نجاح المفاوضات خاصة مع وصول وفود الأطراف المتنازعة إلى القاهرة، مضيفًا، نحن على أعتاب تهدئة في غزة قبل رمضان، بفضل الجهود المصرية والقطرية والأمريكية، ونأمل أن تتجاوز المفاوضات العقبات التي تضعها إسرائيل بشأن الأسرى والانسحاب.
وأضاف - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - أن الضغوط التي تمارس من قِبل الوسطاء في القاهرة والدوحة وواشنطن تدفع إسرائيل لقبول التهدئة قبل بداية شهر رمضان لما له من قدسية، وأن هناك تقاربًا في وجهات النظر بين الطرفين بشأن الشروط الأساسية للاتفاق، مثل الأسرى والانسحاب والمساعدات الإنسانية.
وتابع أستاذ العلوم السياسية: الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على الجانب الإسرائيلي بشدة لإنهاء التوتر في أسرع وقت؛ بسبب تأثر حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن سلبًا قبل انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم بسبب آثار النزاع الإسرائيلي، وزيادة احتمال عدم مشاركة الجماعات العربية والإسلامية والمؤيدين لفلسطين في التصويت له.
وتوقع فهمي الإعلان عن اتفاق مؤقت لوقف الحرب في غزة خلال الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذي يفتح الباب لمفاوضات أوسع تُنهي الصراع نهائيًا.