انتهاكات طالبان تتزايد.. منع الفتيات من الابتسام وتكسير عظام مَن ترتدي بنطالاً
تتزايد تنتهاكات طالبان في أفغانستان
منذ أن سيطرت حركة طالبان على أفغانستان بعد رحيل القوات الأميركية، تعاني المرأة الأفغانية من حرمانها من كافة حقوقها فالحركة المتطرفة تصر على العودة ألف سنة للخلف فيما يخص حقوق المرأة، الفتيات في أفغانستان أصبحن محرومات حتى من الابتسامة وتحولت الحياة في أفغانستان إلى جحيم حقيقي بالنسبة لهن.
رعب دائم
صحيفة "الجارديان" البريطانية، أجرت تحقيقًا سريًا حول ما تواجهه الفتيات في أفغانستان بعد مرور عام على حكم الحركة المتطرفة، فعلى الرغم من وعودهم بالسلام والاستقرار، فإن البلاد تعيش أسوأ فترات تاريخها، أهلها يائسون والفتيات خائفات ويَعِشْنَ في رعب دائم، لا يمكنهن مغادرة المنزل أو مشاهدة التلفزيون أو تصفح مواقع الإنترنت، وكأن طالبان حكمت على جميع الأفغانيات بالسجن مدى الحياة دون جريمة أو محاكمة.
مريم طالبة في الصف السادس في كابول، وهو ما يعني في ظل حكم طالبان أن تعليمها يجب أن ينتهي في غضون بضعة أشهر، لكن الفتاة البالغة من العمر 10 سنوات، والتي تم تغيير اسمها لحماية هويتها، لديها إستراتيجية للبقاء في المدرسة لمدة عام آخر، حيث قالت وعيناها ترقصان بارتياح وهي تشرح خطتها "سوف أتأكد من أنني لا أجيب على الكثير من الأسئلة بشكل صحيح، لقد قررت أن أفشل، لذا يمكنني إعادة دراسة الصف السادس مرة أخرى وعدم ترك المدرسة مؤخرًا"، وقالت الصحيفة "هذه هي أفغانستان بعد ما يقرب من عام من سيطرة طالبان على البلاد في تقدم خاطف، حيث تحركوا بسرعة كبيرة للاستيلاء على كابول حتى أنهم فاجؤوا قيادتهم، وبعد استيلائهم يتم تسخير ذكاء ألمع المواطنين الشباب في البلاد لتخريب الذات، ففي حملتهم من أجل أفغانستان، وفي المحادثات الدولية مع الولايات المتحدة، قدمت طالبان وعدًا ضمنيًا، مقابل نسخة معتدلة قليلاً من تطرفهم المتشدد، وأنهم على الأقل يحققون السلام والاستقرار في بلد أرهقته عقود من الحرب، إلا أن هذا لم يحدث مطلقًا".
منبوذة ومعزولة
بعد مرور عام على سيطرة طالبان تبدو رؤيتها للتطور والتقدم مجرد خدعة، ويرى الشعب الأفغاني أن بلادهم في ظل حكم طالبان أصبحت منبوذة ومعزولة ولا تعترف بها دولة واحدة، حتى من الحلفاء السابقين، كما انكشف احتضانهم لحلفائهم القدامى المتطرفين بشكل كبير الأسبوع الماضي عندما قتلت الولايات المتحدة زعيم تنظيم القاعدة في قلب حي شيربور الخاص بالنخبة في العاصمة كابول.
وتابعت أنه قبل انكشاف إجرامهم للعالم، قضت طالبان شهورًا بعيدة عن دائرة الضوء العالمية، كانت الحرب الروسية الأوكرانية هدية لطالبان، حيث جذبت انتباه العالم بعيدًا بينما كانت الجماعة تنهض بسياساتها المتطرفة، ففي أفغانستان تواجه النساء هنا قيودًا أكثر صرامة من أي مكان آخر في العالم، حيث يُمنعن من التعليم كما أن معظمهن محرومات من الرعاية الصحية والتعليم، ويجبرن على أن يرافقهم وصي ذكر في جميع الرحلات باستثناء الرحلات القصيرة ويُطلب منهن تغطية وجوههن في الأماكن العامة.
وحوش بشرية
في السياق ذاته، تقول "فرخوندا"، 16 عامًا: "ثلاث مرات الآن رأيت نساء يتعرضن للضرب من قبل طالبان في السوق، كان البعض يرتدين سراويل يعتقدون أنها كانت ضيقة وكان يجب أن ترى مدى العنف الذي يتعرضن له فرجال طالبان قاموا بكسر أطرافهن"، مضيفة، "في مرة أخرى قاموا بضرب الفتيات لمجرد الابتسام والتحدث بصوت عالٍ، من الطبيعي أن تتحدث عن الفساتين التي تشتريها والأشياء"، وقالت فتاة أخرى "ليس لدي عباءة سوداء طويلة ولا تستطيع الأسرة شراء واحدة في ظل الأزمة الاقتصادية، ومنذ ذلك الحين توقفت عن الذهاب للدراسة في المدرسة الدينية، فمن الأفضل أن أكون في المنزل بدلاً من مصادفة هذه الوحوش البشرية".
محاربة المستثمرين
ووفقًا للصحيفة البريطانية، فقد انهار الاقتصاد بنسبة الثلث على الأقل، بعد العقوبات الدولية على حركة طالبان التي أوقفت التجارة، وجفت المساعدات وتعثرت جماعة مسلحة غير مستعدة للتحول من محاربة التمرد إلى إدارة حكومة في طريقها، وقال أحد كبار رجال الأعمال الذين سرحوا ما يقرب من 500 موظف بعد مصادرة المعدات وتعليق التراخيص في عدة قطاعات: "طالبان تنتقم للتو لأننا كنا هنا نقوم بأعمال تجارية"، مشيرًا إلى أنه محبط ولكنه حائر أيضًا من نهج السلطات قصير المدى، وتابع: "لقد دفعت لهم أكثر من 3 ملايين دولار في صورة ضرائب قسرية، قبل توليهم المنصب، لقد انهارت العديد من الشركات بالفعل، وإذا استمرت الأمور، فسيذهب المزيد".
وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة للأثرياء في السابق، وضع التراجع الاقتصادي نهاية للرفاهية، لكن العديد من الطبقات الوسطى السابقة انغمست بين عشية وضحاها في الفقر والجوع، حيث يعتمد ما لا يقل عن نصف السكان الآن على المعونة الغذائية، إذا تمكنوا من الحصول عليها.