أزمة خريجي المهن الطبية في العراق: مطالب مشروعة ومواجهات دامية

أزمة خريجي المهن الطبية في العراق: مطالب مشروعة ومواجهات دامية

أزمة خريجي المهن الطبية في العراق: مطالب مشروعة ومواجهات دامية
مظاهرات المهن الطبية

شهدت بغداد في الأيام الماضية مظاهرات حاشدة لخريجي المهن الطبية والصحية، احتجاجًا على ارتفاع نسب البطالة في صفوفهم وغياب فرص التعيين. هذه الاحتجاجات التي اندلعت في قلب العاصمة، تحولت إلى مواجهات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن؛ مما أسفر عن إصابة أكثر من 25 شخصًا. الأزمة تعكس حالة من السخط المتزايد بين الخريجين الذين يطالبون بحقهم في العمل والحياة الكريمة.

*تفاصيل الاحتجاجات والمواجهات*


في صباح يوم الثلاثاء، تجمع المئات من خريجي المهن الطبية والصحية في بغداد، وانطلقوا من منطقة العلاوي باتجاه "المنطقة الخضراء"، التي تعتبر مركز السلطة في العراق، للمطالبة بتوفير فرص التعيين التي طال انتظارها.

المظاهرة التي بدأت سلمية سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة عندما حاولت قوات مكافحة الشغب منع المتظاهرين من التقدم.


عند وصولهم إلى حديقة الشوّاف وسط بغداد، قامت قوات الأمن باستخدام القوة لتفريقهم، بما في ذلك ضرب المتظاهرين ورش المياه.

مصدر أمني أفاد بتسجيل أكثر من 25 حالة إصابة، بعضها ناتج عن استخدام العنف من قبل قوات الأمن. تقارير صحفية وشهود عيان أكدوا أن الإصابات تنوعت بين حالات ضرب ورش بالماء، مما أثار موجة من الغضب والاستياء بين المتظاهرين وعموم المواطنين.

*أسباب الأزمة*


تفاقمت الأزمة بشكل خاص في الأشهر الأخيرة مع تزايد أعداد خريجي المهن الطبية والصحية في العراق، مقابل تراجع فرص التوظيف الحكومية.

هذا التحدي دفع هؤلاء الشباب إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم، حيث أصبحت البطالة بين هذه الفئة من الخريجين مشكلة تؤرق المجتمع العراقي. رغم التصريحات الحكومية المتكررة بتوفير فرص عمل، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى نقص شديد في التعيينات المتاحة.

نقابة ذوي المهن الصحية كانت قد أعلنت، الإثنين، أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وافق على تعيين جميع خريجي ذوي المهن الطبية والصحية لعام 2023.

هذا الإعلان جاء بعد ضغط كبير من المتظاهرين، وإصابة عدد منهم خلال الاحتجاجات. النقابة أكدت - في بيان لها-، أن رئيس الوزراء وجّه وزارة المالية بمفاتحة مجلس الوزراء لإضافة التخصيصات المالية اللازمة لتوفير التعيينات المطلوبة.


*ردود الفعل والتداعيات*


وسائل التواصل الاجتماعي شهدت تفاعلًا كبيرًا مع هذه الأحداث، حيث تصدر وسم #مجزرة_الشواف في العراق، مع تزايد الانتقادات لقمع القوات الأمنية للمتظاهرين.

العديد من الناشطين طالبوا رئيس الوزراء بالتدخل العاجل لوقف استخدام العنف ضد المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم المشروعة. هذه المطالبات تعكس شعورًا عامًا بالظلم والاستياء من تعامل الحكومة مع الأزمة.

في السياق نفسه، تجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها، ففي 11 أغسطس الماضي تظاهر المئات من خريجي المجموعة الطبية أمام وزارة الصحة في بغداد، حيث وقعت اشتباكات مماثلة بينهم وبين قوات الأمن، وأسفرت عن سقوط عدد من الإصابات. يبدو أن الأزمة تتفاقم مع مرور الوقت دون حلول جذرية من الحكومة، مما يهدد باستمرار التوتر والاحتجاجات.

*تحليل وتوقعات مستقبلية*


من جانبه، يقول المحلل السياسي العراقي، حازم عبيدي، إن الوضع الراهن يعكس تحديات كبيرة تواجهها الحكومة العراقية في تلبية مطالب الخريجين العاطلين عن العمل، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد.

وأضاف - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع نسب البطالة بين الخريجين، خصوصًا في مجالات حيوية كالمهن الطبية، يشير إلى فجوة كبيرة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، مضيفًا: من المتوقع أن تستمر الاحتجاجات إذا لم تتمكن الحكومة من توفير حلول سريعة وفعالة.

وتابع المحلل السياسي العراقي، أن التعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين قد يزيد من تعقيد الأزمة ويؤدي إلى تصعيد أكبر في الشارع العراقي، موضحًا أن الحلول المقترحة تشمل تسريع عمليات التوظيف والتعيين، بالإضافة إلى إصلاحات هيكلية في القطاعات الحكومية لضمان توفير فرص عمل مستدامة للخريجين.