الإغلاق الحكومي يشل الولايات المتحدة ويعطل المتاحف والمتنزهات الوطنية

الإغلاق الحكومي يشل الولايات المتحدة ويعطل المتاحف والمتنزهات الوطنية

الإغلاق الحكومي يشل الولايات المتحدة ويعطل المتاحف والمتنزهات الوطنية
الإغلاق الحكومي

شهدت الولايات المتحدة أول إغلاق حكومي منذ أكثر من ست سنوات، الأمر الذي انعكس بشكل واسع على مختلف جوانب الحياة اليومية للأمريكيين، وألقى بظلاله حتى على السياح الأجانب الذين خططوا لزيارة البلاد، فيما تتصاعد المخاوف داخل أوساط الموظفين الفيدراليين من فقدان وظائفهم، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية. 

رحلة سياحية تتحول إلى فوضى


لوكاس وول، الكاتب المتقاعد والمقيم في واشنطن العاصمة، كان قد أعد برنامجًا لزيارة سبعة مواقع تابعة لهيئة المتنزهات الوطنية في ولاية فيرجينيا. لكنه وجد نفسه أمام واقع مختلف بعدما تسبب الإغلاق الحكومي في تعطيل خططه. 

وول، الذي يصف نفسه بأنه عاشق للمتنزهات الوطنية، كان يأمل الاستمتاع بالتاريخ والطبيعة، لكنه اليوم يراجع مواقع إلكترونية غير محدثة وخطط طوارئ غير واضحة ليحدد ما إذا كان بإمكانه زيارة بعض المنتزهات التي تقتصر على الأنشطة الخارجية فقط.

 إلا أنه يرى أن التجربة لن تكتمل دون إمكانية دخول مراكز الزوار أو التفاعل مع الحراس والحصول على الخرائط والكتيبات. 

أزمة تعطل خطط مئات الأمريكيين 

وول ليس وحده، فقد عبّر مئات المواطنين عن استيائهم من تداعيات الإغلاق الذي شل عمل العديد من المؤسسات الفيدرالية.

 بعضهم قلق من تأخر صرف المساعدات أو المنح، وآخرون من إغلاق مواقع ومعالم سياحية مهمة، فيما أبدى آخرون خشيتهم من تأثر حركة الطيران والتعاملات الرسمية مع الحكومة.

الإغلاق بدأ مطلع أكتوبر مع انطلاق السنة المالية الجديدة 2026، وسط فشل الكونغرس في تمرير موازنة تضمن استمرار عمل مؤسسات الدولة.

الجمهوريون والديمقراطيون ما زالوا متمسكين بمواقفهم، يتبادلون الاتهامات حول المسؤولية، من دون أن تظهر أي مؤشرات على قرب التوصل إلى اتفاق. 

ومن المقرر أن يعود مجلس الشيوخ للانعقاد بعد عطلة يوم الغفران اليهودي، إلا أن المراقبين لا يتوقعون اختراقًا سريعًا للأزمة. 

ضغوط البيت الأبيض وتهديدات بتسريح جماعي صعد مدير مكتب الإدارة والميزانية، راس فوت، من لهجته خلال مؤتمر مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، ملوحًا بأن الإغلاق سيفتح الباب أمام عمليات تسريح واسعة في الجهاز الإداري، وخصوصًا في الوكالات التي لا تنسجم مع أولويات إدارة الرئيس ترامب.

 كما أعلن عن إلغاء مليارات الدولارات من مشروعات البنية التحتية والطاقة في الولايات ذات الأغلبية الديمقراطية، وهو ما أثار مخاوف من أن يتحول الإغلاق إلى أداة لإعادة هيكلة شاملة للحكومة الفيدرالية.

 قلق الموظفين الفيدراليين الإغلاق ألقى بظلال ثقيلة على العاملين في الجهاز الحكومي.

 مئات الآلاف أُجبروا على إجازة غير مدفوعة الأجر، بينما يواصل آخرون أعمالهم دون أن يتقاضوا رواتبهم حتى إشعار آخر.

 العديد من الموظفين أعربوا عن قلقهم من التهديدات غير المسبوقة بالاستغناء عنهم خلال فترة الإغلاق. 

يولاندا جاكوبس، رئيسة نقابة العاملين في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، قالت: إن موظفيها تلقوا رسائل متأخرة حول أوضاعهم الوظيفية، وهو ما زاد من حالة الارتباك والخوف. 

الأزمة لا تقتصر على الموظفين والسياح فحسب. ولاية أريزونا أعلنت عجزها عن تمويل تشغيل متنزهاتها الوطنية، فيما امتنعت نيويورك عن دفع تكاليف تشغيل تمثال الحرية. 

أما العاصمة واشنطن فأوقفت إصدار شهادات الزواج وإجراء المراسم، بينما توقفت وكالة التأمين الفيدرالي ضد الفيضانات عن إصدار وثائق جديدة، ما قد يؤثر على إتمام صفقات بيع المنازل.

 الأجانب المتضررون من الإغلاق لم يسلم السياح الأجانب من 
تداعيات الأزمة. رولاند فان دير هورن، أمين مكتبة هولندي، كان قد خطط لرحلة إلى العاصمة الأمريكية لإجراء أبحاث في أرشيف الفنون الأمريكية التابع لمؤسسة سميثسونيان.

 غير أن إغلاق المتاحف قد يحبط مشروعه بالكامل، ويضيع عليه سنوات من التخطيط والادخار.

في واشنطن، يتمسك الديمقراطيون بمطالبهم لتمديد الدعم الحكومي لتأمين الرعاية الصحية، فيما يصر الجمهوريون على رفض أي تفاوض قبل إنهاء الإغلاق. 

ورغم تهديدات البيت الأبيض باستخدام الإغلاق كأداة لتقليص حجم الحكومة الفيدرالية، يرى الديمقراطيون أن هذه السياسات ستُنفذ سواء استمر الإغلاق أم لا.