مجزرة تل السلطان.. إسرائيل تستهدف المناطق الآمنة في رفح مع استئناف مفاوضات الهدنة

مجزرة تل السلطان.. إسرائيل تستهدف المناطق الآمنة في رفح مع استئناف مفاوضات الهدنة

مجزرة تل السلطان.. إسرائيل تستهدف المناطق الآمنة في رفح مع استئناف مفاوضات الهدنة
صورة أرشيفية

هزت الانفجارات والحرائق مخيم النازحين في رفح في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، بعد ما قالت السلطات في غزة إنها غارات جوية إسرائيلية، أسقط الاحتلال فيها قرابة 8 طن من المتفجرات على مخيمات النازحين. 

وقال مسؤولو صحة محليون: إن 35 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات، حيث استهدف الاحتلال منطقة حددها من قبل على أنها آمنة في حي تل السلطان.

وزعم الجيش الإسرائيلي إنه ضرب "مجمعًا لحماس" في رفح في نفس الوقت تقريبًا، لكنه كان يحقق في الحادث المحدد الذي وقع في "منطقة آمنة" تديرها الأمم المتحدة في حي تل السلطان شمال غرب المدينة.

مجزرة تل السلطان

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فقد أظهر شهود عيان فلسطينيون ومقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، حرائق مشتعلة في خيام مؤقتة، بينما حاول الناجون عبثًا انتشال من حاصرتهم النيران، في مجزرة جديدة في حي تل السلطان.

وفي وقت سابق من اليوم، أطلقت الجماعة الفلسطينية المسلحة صواريخ طويلة المدى على وسط إسرائيل للمرة الأولى منذ أشهر، بما في ذلك تل أبيب، في استعراض للقدرة التي تحتفظ بها.

تم إطلاق ثمانية صواريخ من رفح، على بعد أقل من كيلومتر واحد من تقدم القوات الإسرائيلية، في خطوة أرجعها دانييل هاجاري، كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، إلى مخاوف حماس على مخزون أسلحتها.

ووصف مسؤولون إسرائيليون مدينة رفح - أقصى جنوب قطاع غزة- بأنها آخر معقل للحركة في القطاع، وشنوا في وقت سابق من هذا الشهر هجومًا جويًا وبريًا كبيرًا على المنطقة.

وأكدت الصحيفة، أن رفح كانت تأوي قرابة 1.2 مليون نازح، وفر ما لا يقل عن 800 ألف منهم بالفعل إلى مناطق شمال رفح مع تصاعد الهجوم الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، وفقًا للأمم المتحدة.

وتابعت أنهم سافروا إلى أماكن تم تصنيفها على أنها "مناطق آمنة" ولكنها تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الطبية، وفقًا لمجموعات الإغاثة الدولية.

استئناف المفاوضات

وأكدت الصحيفة، أنه قبل ساعات من مجزرة تل السلطان أجرت مصر وإسرائيل محادثات لاستئناف تسليم المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح جنوب القطاع، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في المنطقة على الرغم من أمر وقفها من محكمة العدل الدولية.

ووصفت محكمة العدل الدولية، يوم الجمعة، أوضاع الفلسطينيين الذين ما زالوا يحتمون في رفح بأنها "كارثية".

ورفضت إسرائيل دعوة محكمة العدل الدولية لها لوقف العمليات العسكرية في رفح. كما أمرت المحكمة إسرائيل بإعادة فتح معبر رفح إلى مصر أمام المساعدات التي يحتاجها بشدة، حيث يعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء وغيره من الضروريات.

عزلة إسرائيل

وأفادت الصحيفة، بأن الوضع الإنساني لسكان غزة أصبح نقطة خلاف بين إسرائيل وحلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، فضلًا عن لعب دور في قرار المحكمة بإصدار أمر لإسرائيل باتخاذ إجراءات مؤقتة جديدة، ما زاد من عزلة إسرائيل الدولية.
وفي يوم الأحد، استؤنفت إمدادات المساعدات من مصر إلى غزة، ولكن فقط عبر معبر كرم أبو سالم المنفصل من إسرائيل.
 
وكانت المساعدات من مصر قد توقفت لعدة أسابيع بعد استيلاء إسرائيل على جانب غزة من معبر رفح في وقت سابق من هذا الشهر، بعد رد فعل القاهرة الغاضب على الهجوم.

قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون: إن أكثر من 120 شاحنة مساعدات مصرية عبرت معبر كرم أبو سالم إلى غزة يوم الأحد، بعد أن تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الجمعة، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في محاولة لتهدئة التوترات.

وقال البيت الأبيض: إن المحادثات مستمرة من أجل "إعادة فتح معبر رفح".

وقال مسؤول إسرائيلي: إن ترتيبات مقبولة لكل من مصر وإسرائيل، وهي خطوة ستتطلب إعادة انتشار تكتيكي لأفراد جيش الدفاع الإسرائيلي في المنطقة.