الحلقة المفرغة.. آخر تطورات الشغور الرئاسي في لبنان

الحلقة المفرغة.. آخر تطورات الشغور الرئاسي في لبنان

الحلقة المفرغة.. آخر تطورات الشغور الرئاسي في لبنان
صورة أرشيفية

نحو البحث عن إنهاء الفراغ الرئاسي المستمر في لبنان منذ أكثر من عامٍ ونصف، تتحرك القوي السياسية في لبنان نحو الخروج من الفراغ المستمر في البلاد، حيث يريد المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان إنهاء الشغور الرئاسي والبحث عن مخرجات جديدة لانتخاب الرئيس والتوافق من قبل القوى السياسية. 

وتعاني لبنان من أزمات مستمرة على نحو كبير إثر سيطرة حزب الله على الساحة السياسية في البلاد، وكذلك البحث عن توافق لإنهاء تصعيد أزمات سياسية واقتصادية على نحو مميز، حيث تعاني لبنان من أزمات اقتصادية طاحنة نتاج لعدم التواجد السياسي في البلاد. 

تحركات لودريان للخروج من الأزمة 

ومنذ أن وصل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الثلاثاء، إلى بيروت بحث مع المسؤولين سبل الخروج من "الحلقة المفرغة"، التي تحول دون انتخاب رئيس منذ أكثر من عام ونصف العام، بداية من زيارته التي تستمر يومين بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أن يلتقي عددًا من القوى السياسية الرئيسية في البلاد من أجل البحث عن الخروج من الأزمة المتتالية دون انتخاب رئيسًا للبلاد. 

ولدوريان سيحاول الدفع باتجاه "الخروج من الحلقة المفرغة"، التي دخلتها البلاد مع عجز القوى السياسية عن انتخاب رئيس، خاصة وأن البرلمان اللبناني فشل لأكثر من 12 جلسة في انتخاب رئيس للجمهورية. 

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر 2022، فشل البرلمان اللبناني 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية واضحة تخوّله إيصال مرشحه لقصر بعبدا، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين "حزب الله" وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.

ويزيد التصعيد عبر الحدود بين "حزب الله" وإسرائيل، المستمر منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر، من حدة الانقسام السياسي.

مشاورات داخلية بين مختلف الفرقاء

وأوضحت مصادر لبنانية، إن لودريان يريد تشجيع المشاورات الداخلية بين مختلف الفرقاء، بما يؤدي إلى اتفاق تمهيدًا لانتخاب رئيس، حيث اصطدمت المساعي الدولية تجاه لبنان، وتلك التي يضطلع بها لودريان حتى الآن بحائط مسدود، فيما يزيد الشغور الرئاسي منذ عام 2022 الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة المستمرة منذ خريف عام 2019.

ودعت الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني، السعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر - في بيان مشترك- موقع من سفرائها لدى لبنان في 16 مايو إلى "مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية"، قالت: إنها "ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي".

وأوضحت: "هذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة" على أن يذهب النواب فور اختتام المشاورات إلى "جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد".

ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب: إن تواجد لودريان في بيروت في الوقت الحالي لا يشير لإنهاء الأزمة، واللجنة الخماسية قدمت المزيد من الرؤى للقوى السياسية في لبنان ولا توجد حلول إلى الآن، خاصة وأن حزب الله لا ينظر حاليًا للداخل اللبناني بقدر ما يعطي اهتمامًا للحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر. 

وأكد حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن القوى الإقليمية والدولية التي سلمت بامتداد الفراغ الرئاسي رأت في التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية فرصة لإعادة فتح هذا الملف، انطلاقاً من أن شغل القوى الداخلية ومنها حزب الله بالتطورات السياسية وحساباتها من شأنه أن يهدئ التوترات على الجبهة الشمالية لإسرائيل، ويحد من تطورها إلى حرب من جانب حزب الله، فضلاً عن أن وجود رئيس للبنان وليس حكومة تصريف أعمال تقوم في الوقت ذاته بتصريف أعمال رئاسة الجمهورية له بالغ الأثر في التفاوض والتشاور بشأن المبادرات المطروحة لخفض التصعيد. 

وأكد البرلماني اللبناني قيصر نعيم معلوف، أن لا يحق للقوى السياسية أن تبقى رئاسة الجمهورية شاغرة، لأن استمرار الشغور يخلخل القواعد التي بني على أساسها لبنان، وعلى القوي الخاصة بالأحزاب المسيحية ترشح قياداتها، ويقوم البرلمان بانتخاب أحدها، وإلا فليعط سليمان فرنجية فرصته، بدل تضييع الوقت في وضع الفيتوات والتعطيل. 

وأضاف معلوف - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن يشكل الحوار انطلاقة وطنية مطلوبة، وليكن لبنانيًا صرفًا، للوصول إلى اتفاق جامع، طالما أن الجميع عاجز عن فرض إرادته وقرارته وحده، فكيف للقوى السياسية الاتفاق في انتخابات النقابات، وجمع التناقضات أحيانًا، ولا تذهب إلى حوار وطني بناء.