العالم على صفيح ساخن.. 8 قتلى في قصف باكستاني داخل أفغانستان.. ما التفاصيل؟

8قتلى في قصف باكستاني داخل أفغانستان

العالم على صفيح ساخن.. 8 قتلى في قصف باكستاني داخل أفغانستان.. ما التفاصيل؟
صورة أرشيفية

في ساعات الفجر الأولى، وتحت غطاء الظلام، اخترقت أصوات الانفجارات الهدوء الذي يسبق الفجر في المناطق الحدودية الأفغانية، معلنة عن بدء يوم جديد مليء بالخوف والدمار، ضربات جوية باكستانية قاسية استهدفت منازل مدنية في ولايتي خوست وبكتيكا، مخلفة وراءها حصيلة مأساوية من الضحايا. 

التقارير الأولية تشير إلى مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، في هذا الهجوم الذي وقع عند قرابة الساعة الثالثة فجرًا بالتوقيت المحلي، المتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، أكد هذه الأنباء، مشيرًا إلى أن القتلى هم من النساء والأطفال. 
 
*مخابئ طالبان الباكستانية* 

المزيد من التفاصيل تكشفت عندما أفاد مسؤولان أمنيان بأن الغارات الجوية كانت تستهدف مخابئ يُعتقد أنها تابعة لحركة طالبان الباكستانية، التي تنشط داخل الأراضي الأفغانية. 

 هذا الهجوم يأتي كرد فعل على مقتل سبعة جنود باكستانيين في تفجير انتحاري وهجمات منسقة وقعت في شمال غرب باكستان قبل يومين. 

التوترات بين البلدين ليست بالأمر الجديد، لكن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان العواقب الوخيمة للصراعات المسلحة وتأثيرها على المدنيين الأبرياء. 
 
*تهديد للأمن القومي* 

من جانبه، يقول الخبير الاستراتيجي الباكستاني، حذيفة فريد: حركة طالبان الباكستانية تمثل تهديدًا متزايدًا للأمن الوطني الباكستاني. يُعزى هذا التهديد جزئيًا إلى صعود طالبان الأفغانية إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021. 

ويشير فريد في حديثه لـ"العرب مباشر": إلى أن الجهة المسيطرة على كابول حاليًا لا تُعتبر حكومة بالمعنى التقليدي، بل هي أشبه بجماعة مسلحة بلا نظام واضح أو دستور.  

ومن المتوقع أن يكون لهذا الوضع تأثيرات مباشرة وخطيرة على الأمن الباكستاني، خاصةً أن هيمنة طالبان على كابول قد تُعطي دفعة لطالبان الباكستانية. 
 
ويضيف الخبير الاستراتيجي الباكستاني، على مدار العقدين الماضيين، قدمت إسلام أباد دعمًا لطالبان الأفغانية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف إزاحة الحكومة الديمقراطية المتحالفة مع الهند، وبالتالي الحد من النفوذ الهندي. 
 
وتابع: وكانت تأمل باكستان في أن تقوم طالبان الأفغانية بالتصدي لطالبان الباكستانية، ومع ذلك، بعد وصول طالبان إلى السلطة في كابول، لم تسر الأمور كما خططت إسلام أباد، حيث أرسلت وفودًا من القبائل والمسؤولين السياسيين والعسكريين إلى كابول، لكن طالبان الأفغانية رفضت الضغوط للعمل ضد نظيرتها الباكستانية، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى انضمام الأخيرة إلى داعش في مواجهتها بأفغانستان.