محللون يكشفون تطورات الأوضاع الصعبة داخل السودان
محللون يكشفون تطورات الأوضاع الصعبة داخل السودان
تتفاقم الأزمة الصحية والإنسانية في الأراضي السودانية يومًا تلو الآخر، نتيجة للصراعات المسلحة والاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي بدأت في أبريل الماضي، وسط الأزمات الصحية والإنسانية المتفاقمة في البلاد والتي اشتدت خلال الفترة الاخيرة .
خسائر ضخمة
بعد عام من الأزمة قدر الخبراء الاقتصاديون التكاليف الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة في الاقتصاد السوداني بأكثر من 100 مليار دولار، إذ توقف 70% من النشاط الاقتصادي في السودان. وتُقدر تكلفة المعارك بنحو نصف مليار دولار يوميًا؛ اعتمادًا على حجم الخسائر ومعوقات النمو الاقتصادي وتعطيل الخدمات والمرافق الحيوية بالبلاد.
وضع مأساوي
في هذا الصدد يقول الدكتور عثمان الميرغني المحلل والكاتب السوداني: إن الوضع الراهن في السودان أصبح أكثر تعقيدًا، وقد يطول أمد الحرب في ظل فشل الأطراف الإقليمية والدولية في وقف القتال وإنهاء الأزمة، نتيجة عدم تقديم أي تنازلات على طاولة المفاوضات، وازدياد عدد النازحين الذي وصل إلى أكثر 10 ملايين و700 ألف شخص منذ اندلاع الحرب كأكبر حالة نزوح في العالم.
وأضاف في تصريح للعرب مباشر، أنه تمثل الحرب السودانية عبئًا هائلًا على الاقتصاد السوداني، حيث تسببت في تدهور البنية التحتية الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة وتفاقم الأمن الغذائي، ويتطلب استعادة النمو الاقتصادي واستقرار السودان جهودًا كبيرة لإعادة إعمار البنية التحتية، وتعزيز الاستثمارات، ودعم القطاعات الزراعية والصناعية.
وقال: إن هناك عدة تطورات مهمة فى السودان، تشمل الاشتداد فى المعارك بالعاصمة الخرطوم ورغبة الجيش السودانى فى السيطرة الكاملة عليها، إضافة إلى استمرار تقدم الدعم السريع وانسحاب الجيش من عدة مناطق، لافتا إلى أنه يبدو أن تنفيذ اتفاقيات تسليم المساعدات الإنسانية وغيرها لم يحدث بعد، ما يحول دون تحقيق تسوية سياسية أو دبلوماسية للأزمة السودانية.
استمرار لفترة طويلة
وقال الدكتور محمد ربيع الديهى، الخبير بالعلاقات الدولية: إن تطور الوضع فى السودان فى ظل الانشغال بالأزمات الأخرى يعد تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار الإقليميين، خاصة أن الأحداث فى السودان تنذر بكارثة إنسانية فى ظل تحذيرات من منظمات دولية وإقليمية من حدوث إبادة جماعية أخرى فى دارفور تعيد للأذهان ما حدث بين عامى 2003 و2008، وأدى لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد ما يربو على مليونين.
وأضاف أن تطورات المشهد فى السودان تشير إلى انتقال الصراع من العاصمة إلى دارفور، مع استمرار قوات الدعم السريع فى تنفيذ عمليات من حين لآخر فى العاصمة الخرطوم لإرباك الجيش السودانى وإشغاله بتأمين العاصمة.
ولفت أن الحرب فى السودان ستستمر لفترة طويلة، حيث إن الدعم السريع يتمتع بتطورات وقطاع سياسى يرغب فى التخلى عن وجوده كقوة منفصلة، مما يؤدى إلى خلافات وتشتت فى الجيش.