أزمة كبرى يشهدها العالم في الآونة الأخيرة، خاصة فيما يخص مجال الطاقة، والتي يسعى لمصدرها الأساسي في دول العالم، وبالرغم من شح المواد الأساسية والصراعات العالمية نحو مصدر الطاقة إلا إن القارة الأفريقية هي بدورها مصدراً أساسياً للطاقة في السنوات الأخيرة.

وباتت الدول تسعى بدورها للاستثمار في القارة الأفريقية، حيث إن بلغت قدرة توليد الكهرباء في القارة 256 جيجاوات عام 2023-2024، ويمثل هذا حصة متواضعة من القدرة العالمية، حيث لا تتجاوز 4% – 5%، وتشكل الطاقة المتجددة 23% من إجمالي قدرة الطاقة في أفريقيا وتتكون إلى حد كبير من الطاقة الكهرومائية، والتي كانت مصدرًا رئيسيًا للكهرباء في العديد من البلدان في القارة.

تعهدات صينية بدعم إفريقيا

تعهد الزعيم الصيني شي جين بينغ ، بتقديم أكثر من 50 مليار دولار لتمويل مشاريع في إفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، كما أبلغ الزعماء الأفارقة أن بلاده مستعدة لتعميق التعاون الصناعي والزراعي والتجاري والاستثماري مع القارة الإفريقية الغنية بالموارد خلال خطاب ألقاه الخميس، وقال شي - خلال حفل افتتاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين-: إن الصين وإفريقيا ستنفذان 30 مشروعًا لربط البنية التحتية الأساسية.

وفقًا لوسائل إعلام صينية، يحضر أكثر من 50 زعيمًا إفريقيًا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المنتدى هذا الأسبوع.

دعوات الأمم المتحدة نحو تصحيح مسار القارة السمراء، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في افتتاح قمة المنتدى في بكين إلى تصحيح ما لحق بالقارة السمراء من "ظلم تاريخي".

وقال غوتيريش، في خطاب ألقاه أمام الرئيس الصيني شي جينبينغ وضيوفه القادة الأفارقة الذين بلغ عددهم حوالى 50 زعيما، إنه "من المخزي.. ألا يكون للقارة الإفريقية مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي".

وعلى صعيد آخر، أكد غوتيريش أنه بإمكان الصين وإفريقيا، إذا ما تعاونتا سويا، أن تقودا "ثورة في مجال الطاقة المتجددة"، وقال غوتيريش، في كلمته في المنتدى: إن "سجل الصين المذهل في مجال التنمية، خصوصًا في القضاء على الفقر، يُعد مصدراً عظيماً للتجربة والخبرة".

وأضاف: "قد يكون حافزًا لتحولات رئيسية في النظم الغذائية والاتصال الرقمي"، وأشار إلى أنه "باعتبارها موطناً لبعض أكثر الاقتصادات ديناميكية في العالم، يمكن إفريقيا توظيف الدعم الصيني في مجالات مختلفة من التجارة إلى إدارة البيانات والتمويل والتكنولوجية.

وتقول الدكتورة نجلاء مرعي أستاذة العلوم السياسية والخبيرة في الشؤون الادأفريقية: إن القارة الأفريقية هي قارة بكر، ولم يتم التعامل معها على إنها مصدراً للطاقة، وحتى لو تم التعامل معها فيتم بشكل مثير للجدل، حيث كان يتم سرقة ثروات القارة على مدار عقود مضت، وبالتالي لدى القارة خطط ومبادرات قائمة بالفعل للتحول في مجال الطاقة، والعديد من البلدان في طريقها إلى تبني مصادر الطاقة المتجددة لتمكين نظام طاقة أكثر استدامة يمكنه توفير الوصول الشامل والتنمية الاقتصادية المستدامة.

وأضافت مرعي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الهدف الأكثر طموحًا هو تعزيز قدرة أفريقيا في مجالات الطاقة المتجددة من 62 جيجاوات في عام 2023 إلى 300 جيجاوات بحلول عام 2030، ولذلك تسعى الأمم المتحدة نحو التحرك للحفاظ علي القارة الأفريقية ومصدرها من الطاقة، وتكون دليلًا لانتقال الطاقة في أفريقيا، والدخول في حقبة جديدة من التطوير في البنية التحتية واستدامة قطاع الطاقة ومواجهة تغير المناخ. وبعد الزيادة المتوقعة في الطلب على الكهرباء ثلاث مرات بحلول عام 2040، من 165 جيجاوات إلى 550 جيجاوات.