بين عوائق مذهبية وصعوبات مالية.. خبراء يكشفون كيف تحارب العراق ضد "كورونا"؟

بين عوائق مذهبية وصعوبات مالية.. خبراء يكشفون كيف تحارب العراق ضد
صورة أرشيفية

حرب يخوضها العراق ضد فيروس "كورونا" الذي تتصاعد أعداد الإصابات والوفيات به بين صفوف الشعب العراقي، تعاني الحكومة العراقية في محاولة إنقاذ الشعب الذي تشبع عدد ليس بقليل منه بأفكار مذهبية إيرانية تدفعهم لإلقاء أنفسهم في التهلكة وزيارة الأضرحة والقيام بممارسات قد تدمر كل محاولات الدولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وآخرين أجبرتهم الظروف الاقتصادية على تجاهل قرارات الحكومة بالحظر في ظل عدم وجود غطاء مالي كافٍ يسمح بجلوسهم في منازلهم.


الرئاسة العراقية أطلقت حملة لحشد الجهود الشعبية إلى جانب الرسمية لمواجهة الفيروس، أطلقت عليها «مبادرة الدفاع عن الوطن» بعد أن أشار مراقبون إلى ضرورة إعلان حالة الطوارئ في طول البلاد وعرضها.
الرئاسة العراقية أكدت أن تفشي وباء "كورونا" المستجد تحدٍّ خطير وبات يهدد ملايين البشر ويستحق أن تتكاتف كل الجهود الرسمية وغير الرسمية، معلنة عن المبادرة بحكم إدراك الرئاسة لصعوبة التحدي ومحدودية الإمكانيات، مؤكدة أنه إذا كان هذا التحدي الخطير قد واجه الدول الأكثر غنىً وتقدمًا طبيًا، فبالطبع هو أكثر تهديدًا للدول الأضعف اقتصاديًا والأقل تطورًا واستعدادًا طبيًا.
 
العراق أعلن حالة الطوارئ.. جهاز تحليل واحد لكل 10 ملايين عراقي!


من جانبه، قال حسن الكعبي نائب رئيس مجلس النواب العراقي ورئيس خلية الأزمة (مواجهة كورونا) إن الخلية وضعت خطة طوارئ لثلاثة أشهر للسيطرة على انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).


وأضاف الكعبي، أن العراق مازال في دائرة الخطر بسبب انتشار فيروس كورونا، موضحا أن خطة الطوارئ يجب أن تتضمن تقليل تجمعات المواطنين في المناطق الشعبية بفرض الأمن وسلطة القانون.


وأشار إلى أن العراق يعاني من قلة أجهزة الفحص للمشتبه بهم والمصابين بالفيروس، إذ توجد 4 أجهزة في عموم البلد وهذا العدد لا يتناسب مع عدد السكان المقدر بنحو 40 مليون نسمة، وهو رقم غاية في الصعوبة حيث يوجد جهاز واحد لكل 10 ملايين مواطن.


في الوقت نفسه، قال السيد أحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إن الوزارة نسقت مع مختلف الجهات لعودة 4462 عراقيا من العالقين في الخارج رغم صعوبة الأوضاع داخل العراق إلا أنه لا يترك مواطنيه يعانون خارج الوطن.
 
تأخر إغلاق الحدود مع إيران سبب التفشي.. والعراق سينتصر على الفيروس


يقول مصلح السعدون الخبير والمحلل السياسي، في البداية وقفت الحكومة العراقية عاجزة أمام تفشي وباء كورونا، فمنذ وصول الفيروس للعراق عن طريق إيران التي أصبحت بؤرة للفيروس تنشره لجيرانها بأعداد هائلة بسبب عدم إغلاق الحدود حتى يوم 22 مارس 2020، الأمر الذي تسبب في تفشي الوباء في المحافظات الحدودية مع إيران كبداية ثم انتشاره في كل مكان.


وأضاف السعدون، الرحلات الإيرانية إلى مطار النجف بعد إصرار جماعات مسلحة على استمرار تلك الرحلات ومحاولة تدخل المواطنين لإغلاقه بالقوة دفع الحكومة العراقية لتشكيل خلية لإدارة الأزمة في العراق وتدارك الأمور قبل استفحالها.


وتابع، قررت اللجنة المعنية بإدارة الأزمة ضرورة فرض حظر التجوال بعموم العراق، ووجهت الأجهزة الطبية بالتكاتف للسيطرة على الفيروس، ومخاطبة الصين لإرسال مساعدات طبية وكوادر تملك الخبرة اللازمة وأجهزة كشف مبكر وتطوير مختبرات وزارة الصحة العراقية بالأجهزة المختبرية المطلوبة لفحص عينات المصابين وهو الأمر الذي انعكس على زيادة حالات الشفاء من الفيروس وتجاوز مرحلة الخطر للعديد من المصابين، مؤكدًا أن العراق سينتصر على الفيروس إذا استمرت المجهودات بنفس القوة.
 
تشبع بعض العراقيين بالفكر الإيراني المذهبي يعرض الشعب بأكمله للخطر


في السياق ذاته، يقول عبد الكريم الوزان،الكاتب والمحلل السياسي العراقي، إن إجراءات العراق في مواجهة "كورونا" جيدة حتى الآن، فالإجراءات اللوجستية قائمة على قدم وساق، ولا تهاون في الرصد من الجهات الصحية والأمنية التي تقوم بواجبها بشكل صحيح حتى الآن.


وأضاف، ولكن هناك إشكالات تعيق عمل الأجهزة الأمنية والطبية في العراق هذه الإشكالات بعضها تقني ومالي، بسبب الفساد في العراق وعدم قدرته على توفير العدد الكافي من المستشفيات وأجهزة التنفس الصناعي وما يتعلق بذلك.


والجانب الآخر، هو الجانب الاجتماعي المذهبي حيث هناك بعض العراقيين من يسيرون على خطى بعض رجال الدين أو المتأثرين بالسياسة المذهبية الإيرانية بكسر حظر التجوال والذهاب سيرًا على الأقدام وزيارة المراقد والأئمة خلال مناسبات مختلفة.


وتابع، ما تقوم بها تلك الجماعات الجاهلة من أهم العوامل التي تعيق مكافحة الفيروس لذلك نقول إن هناك أسباباً سياسية تتعلق بوجود أذرع إيران في المنطقة التي تشجع هذا الجانب غير الحضاري والمتخلف والذي يدفع لانتشار الفيروس على نطاق أوسع.