كيف استغل "حزب الله" أزمة "كورونا "لتحقيق مكاسب سياسية؟

كيف استغل
صورة أرشيفية

بعد تأخر الحكومة اللبنانية برئاسة الدكتور حسان دياب، في إعلان خطتها لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في لبنان، أثار إعلان "حزب الله" توليه ملف الصحة، وتقديمه الإمكانيات ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، نظراً للإمكانات الكبيرة التي زجها الحزب في هذه الخطة.

وتضمنت خطة حزب الله، تقديم نحو 25 ألف طبيب وممرض وكادر، إضافة إلى استئجار مستشفيات وأعداد من الفنادق للعزل، وتحضير 32 مقراً للحالات الطارئة وغيرها من النقاط التي ذكرها رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، لكن ما هو السبب الذي دفع الحزب إلى الإعلان عن هذه الخطة؟

استغلال كورونا للدعاية

ليس من عادة "حزب الله" الإعلان بالأرقام والمبالغ عن مساعداته، بل إنه لم يقدم هذا الدعم اللوجيستي من قبل إلى لبنان، في هذا الإطار يقول الدكتور البشير عصمت، الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، أن الحزب أراد استغلال أزمة "كورونا" من أجل إعادة انتشار نفسه وكسب ود اللبنانيين، ولاسيَّما أنه من المتوقع أن يتم الدعوة لإجراء انتخابات نيابية عقب انكشاح أخطار كورونا.

وأضاف عصمت لـ"العرب مباشر"، أن الحزب يعلم أنه فقد شعبيته بالشارع اللبناني؛ لذا قرر استغلال الأزمة لصالحه، لافتاً أنه استغل أيضاً سيطرته على الحكومة الحالية من أجل تنفيذ أجندته.

تابع: "ملف الصحة منذ سنوات بيد حزب الله، وانهيارها بسببه، ولكنه الآن يحاول دعم الحكومة الذي اختارها وحده، ويحاول دعم نفسه بالشارع الذي فقد فيه شعبيته".

تجهيز المستشفيات لاستقبال إصابات الحرس الثوري

من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة بقطاع الصحة اللبناني، عن أن قرار "حزب الله" بإعلان خطته لمكافحة كورونا، وتسهيل الإمكانات والمعدات، جاءت بعد وصول الوفد الأول من ضباط الحرس الثوري الإيراني المصابين إلى لبنان، لعلاجهم في مستشفيات الجنوب.

وأضافت المصادر: "أن معظم المستشفيات التي قرر الحزب إتاحتها ستكون تحت تصرف المصابين الإيرانيين من الحرس الثوري والحكومة الإيرانية الذين سيأتون للعلاج في لبنان، بعد تفاقم الأزمة في إيران".

ووفق المصادر فإن وصول وباء كورونا، واستلام الحزب لوزارة الصحة كان فرصة لإظهار نشاط وزراء الحزب، علماً أنه كان قد قرر قبل الوباء تسليط الضوء على عمل وزرائه في هذه الحكومة.

نجح الحزب، بحسب المصادر، في إظهار نشاط وزير الصحة، وساعده في ذلك الجو العام الذي خُلق في لبنان لدعم عمل الوزارة في مكافحة الوباء.

الدخول عبر المعابر البرية

بعد إلغاء الرحلات الجوية، أكدت المصادر أن وصول المصابين بكورونا من ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، سيدخلون عبر المعابر البرية السرية التي يستخدمها "حزب الله" بين لبنان وسوريا؛ ما يعني أن عناصر من حزب الله وإيرانيين يدخلون الأراضي اللبنانية برّاً.