"المشروعات والأموال ستصل للشعب".. كيف ستضرب الإمارات فساد السلطة الفلسطينية؟
تُولي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية بالغة للقضية الفلسطينية وشعبها المناضل الذي قاوم لأعوام الاحتلال بشتى السبل، لذلك بادرت إلى إنجاز دبلوماسي ضخم لأول مرة يقضي بإيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، لتصطدم بعراقيل من قِبل السلطة بالقدس.
بنود الاتفاق الثلاثي
في مطلع الشهر الماضي، كان الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان"، ولي عهد أبوظبي، القائد العامّ للقوات المسلحة الإماراتية، أعلن أنه اتفق مع ترامب ونتنياهو على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وكتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في تدوينة عَبْر حسابه بموقع "تويتر"، أنه: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأميركي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولًا إلى علاقات ثنائية".
ووفقًا لبيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.
وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم، وسوف تجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة.
ازدواجية السلطة الفلسطينية
أظهر ذلك الاتفاق، جانبًا من ازدواجية وفساد السلطة الفلسطينية، حيث تتولى حركة حماس نقل الأموال القادمة من قطر إلى أتباعها في قطاع غزة، وهو ما كانت تروج له الدوحة لفترة طويلة، بمزاعم أنه لصالح الشعب، وتقبلته السلطة الفلسطينية.
كما أقدم الرئيس الفلسطيني على موقف غريب جديد أظهر ازدواجية لديه في التعامل، وخداع وفساد السلطة، فهم أمام الإعلام يهاجمون الإمارات وبالخفاء يتسجدونها، فعلنا يبين رئيسها رفض الاتفاق الثلاثي، وبالخفاء يطلب لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، القائد العامّ للقوات المسلحة الإماراتية، حيث إنه قبل أيام انتشر تسريب صوتي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يشيد بدور الإمارات في القضية الفلسطينية، قائلًا: "كل شيء ينتهي على خير على يديكم إن شاء الله، وكل ما نريده هو إصلاح ما بيننا وبين الإمارات، وأرجو أن تبلغوا الشيخ محمد كل التحيات والاحترام والتقدير لشخصه وجهوده، وأتمنى أن نلتقي قريبًا بعد أن تنحل تلك المشكلة البسيطة".
وكان الرئيس الفلسطيني أبو مازن فور إعلان الإمارات لإنجازها الدبلوماسي فيما يخص القضية الفلسطينية، سارع وقتها برفض ذلك الأمر، داعيًا لاجتماع عاجل يعقبه بيان حول الإعلان الثلاثي "الأميركي- الإماراتي- الإسرائيلي"، وهو ما تم عقده بالفعل في 13 أغسطس الجاري.
خيار إستراتيجي
وقبل ساعات، أصدرت الإمارات بيانًا على لسان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، يقضي بموقف الإمارات الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية ودعمها لها، مؤكدًا أن خيار السلام مع الاحتلال لن يؤثر عليها، وموضحًا أنها تعتبره خيارًا إستراتيجيًّا وضروريًّا للمنطقة.
وتابع أن الإمارات تتخذ قرارها السيادي من أجل السلام والمستقبل، فموقف أبو ظبي ثابت وراسخ في دعمه للموقف العربي الداعي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وقال: "سنستمر في دعم القضية الفلسطينية على خطى الدعم التاريخي الذي قدمته الإمارات، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة لا تغيره أي اعتبارات".
وأضاف: "أود أن أطمئن الجميع بأن دولة الإمارات ترى أن خيار السلام استراتيجي وضروري للمنطقة، وأن هذا الخيار لن يكون على حساب دعمنا التاريخي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، مشددًا على أن الإمارات دائمًا مع فلسطين وبعيدًا عن الصخب والإعلام لم تتوقف يومًا عن تقديم الدعم الإغاثي والإنساني والدبلوماسي وكافة المساعي الهادفة لتحقيق إنجاز يكون كفيلًا بتعزيز الجهود الدولية الرامية لحل القضية بغية الوصول إلى سلام عادل وشامل يعيش فيه الجميع جنبًا إلى جنب دون خلافات وأزمات وصراعات.
القضاء على الفساد
ومن ناحيته، أكد الدكتور "طارق فهمي"، أستاذ الشؤون العربية بالجامعة الأميركية، أن الاتفاق الإماراتي يعتبر حدثًا في تاريخ السلام بالمنطقة، ومن شأنه القضاء على الفساد الداخلي المنتشر بفلسطين، مستنكرًا الهجوم الأخير عليه.
ويرى "فهمي" أن ذلك الاتفاق من شأنه إرساء السلام في الشرق الأوسط، من خلال دعوة غير مسبوقة بمثابة مسار جديد وهام سيساعد في وقف المشروع الاستيطاني على الأراضي الفلسطينية، وتوصيل الأموال للشعب الفلسطيني واسترداده لحقوقه وتحسين أوضاعه وحقوق الإنسان به وتشييد المشروعات الصحية والإنشائية والتعليمية وبكل المجالات.
وشدد على أنه بعد تنفيذ الاتفاق فإنه يحقق بالفعل مكاسب ضخمة للشعب الفلسطيني، وبداية حقيقية وفعلية لحل الدولتين، وهو الأمر الذي كان مستحيلًا منذ بداية الأزمة، وهو ما يؤكد مساعي الإمارات الحقيقية والضخمة من أجل الشعب وليس النظام السياسي.