بعد الانفجار الدامي.. حريقان في يوم واحد بمرفأ بيروت
بعد مرور أكثر من شهر، على انفجار مرفأ بيروت الذي هز العالم أجمع، وتوريط عدة أطراف بالواقعة، بينما ما زالت التحقيقات الدولية مستمرة بالحادث، اندلع اليوم حريقان جديدان في نفس المكان.
تفاصيل الحريق الجديد
الثلاثاء الماضي، شب حريق محدود في مرفأ بيروت، بسبب ردم بقايا مخلفات الانفجار في بؤرة لتجميع النفايات، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء اللبنانية.
بينما اليوم، اندلاع حريق هائل في مرفأ بيروت، مجددًا، وعلى الفور تم دفع السلطات اللبنانية بسيارات إطفاء إلى موقع الحريق، حيث رجح أنه بسبب احتراق مخزن إطارات وزيوت، ولكن لم يتم الإعلان رسميًا عن أسبابه بعد.
كما وصلت سيارات تابعة لفوج إطفاء بيروت والدفاع المدني إلى مرفأ بيروت، وتعمل على إخماد الحريق، بجانب فِرَق من الصليب الأحمر.
فيما طالب الجيش اللبناني بالابتعاد عن موقع الحريق في مرفأ بيروت، وإخلاء الطريق المجاور، بعد توارد معلومات عن توجُّه مروحيات الجيش لإطفاء الحريق، لمرفأ بيروت.
ولد ذلك الحريق حالة من الهلع بين المواطنين والمارّة في المنطقة المحيطة بمرفأ بيروت، وسارع بعضهم بإخلاء المباني المحيطة تحسبًا لأي حوادث أخرى.
وأكدت الصحف اللبنانية عدم تسجيل إصابات بشرية في حريق مرفأ بيروت، بينما جرى تسجيل حالات ضيق تنفُّس بسبب الحريق.
تضارب بالتصريحات
بينما نشرت وكالة الأنباء اللبنانية أن اندلاع حريق في مستودع للإطارات في المنطقة الحرة في مرفأ بيروت، موضحة أن ألسنة النيران والدخان تغطي سماء المنطقة، ويجري التعامل مع الحريق من الفرق المختصة للدفاع المدني.
بينما قال مصدر عسكري لبناني: إن حريقًا اندلع في مستودع لإطارات السيارات والزيوت في مرفأ بيروت وسبب الحريق غير معلوم حتى الآن.
فيما نشرت قناة "LBCI" اللبنانية، أن الحريق وقع في منطقة السوق الحرة بمرفأ بيروت، موضحة أنه شب في مستودع يحوي رواسب زيوت وإطارات.
وأفادت أن الجيش اللبناني والدفاع المدني يعملان على إخماد الحريق في المرفأ، مؤكدة أن المواد المشتعلة غير خطرة.
ودعا مصدر عسكري المواطنين إلى الابتعاد عن محيط المرفأ وإخلاء الطرق المجاورة له.
فقبل أن يخرج مدير مرفأ بيروت، متحدثًا لوسائل إعلام محلية، قائلاً: "من المبكر معرفة سبب الحريق".
قطع الطرق
وأكدت وكالة الأنباء اللبنانية أنه تم قطع كل الطرق المؤدية إلى مرفأ بيروت لا سيما جسر الرينج، كما تم تحويل السير من القاعدة البحرية باتجاه تقاطُع برج الغزال، وقطع وتحويل السير عند محلة الكرنتينا وتقاطع الصيفي باتجاه برج الغزال.
وطالب محافظ مدينة بيروت "مروان عبود"، المواطنين عدم التوجه إلى محيط مرفأ بيروت حفاظًا على سلامتهم، ولعدم إعاقة عمل رجال الإطفاء الذين يكافحون نيران الحريق المندلع في المرفأ، على حد تعبيره.
الحريق الثاني
وبالتزامن مع ذلك، اندلع حريق ثانٍ في مرفأ بيروت، بعد نجاح الدفاع المدني في إخماد جزء كبير من الحريق الأول بالمرفأ، حيث أكد الصليب الأحمر اللبناني عدم وجود إصابات جراء الواقعة.
انفجار مرفأ بيروت
في 4 أغسطس الماضي، وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت راح ضحيته 190 فردًا، وتجاوز مصابوه 6500، بينما لا يزال ثلاثة في عداد المفقودين، وأدى إلى تشريد 300 ألف شخص، وتسبب في أضرار مباشرة قيمتها 15 مليار دولار، حيث تضرر جراءه 50 ألف منزل وتسعة مستشفيات رئيسية، و178 مدرسة، بينما ما زالت التحقيقات الدولية في لبنان تجري لمعرفة أسباب الانفجار.
وكشفت التحقيقات أن الانفجار ناجم عن نيترات الأمونيوم، ثم بالإضافة إلى كيميائيات ومتفجرات، منها "كيروسين" وزيوت غازية، مع 25 طنًا من المفرقعات والألعاب النارية، وصمامات انفجارية تستخدم بالتعدين والكسارات المستخرجة من المحاجر، والمذيبات لتجريد الطلاء.